“التجديد الطلابي” تسجل اختلالات الدخول الجامعي وتدعو للمتابعة القضائية للمتورطين في أحداث “البولفار”
سجل المجلس الوطني لمنظمة التجديد الطلابي جملة من الاختلالات التي ما زالت تسيء لصورة الجامعة المغربية، من حرمان حاملي شهادة البكالوريا ما قبل 2022 من التسجيل في المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح، أو فرض امتحان كتابي وشفوي على الطلبة الجدد لولوج بعض الشعب بهذه المؤسسات، وكذا فرض جامعة محمد الخامس بالرباط رسوما دراسية في ضرب سافر للحق في التعليم، داعيا إلى التراجع عن هذه القرارات التي من شأنها تكريس الهدر الجامعي.
و اعتبر المجلس الوطني في بيان ختامي -صادر عن أشغاله التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بالرباط- أن وزارة التعليم العالي فشلت إلى حدود الساعة في إيجاد حل واض للطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا،
يضمن حقوقهم وحقوق غيرهم من الطلبة، دون الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، مؤكدا على تضامنه معهم ومع عائلاتهم.
و استنكر البيان الختامي للمجلس في دورته الثالثة مسارعة وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي إلى فرض الفرنسة على أبناء الشعب المغربي، وإقصاء اللغة العربية بشكل ينسف الثوابت الدستورية، ويهدد بارتفاع الهدر المدرسي ونسب الرسوب، داعيا الحكومة للتراجع عن القرار وإعادة الاعتبار للغة العربية وتعزيز حضور اللغة الأمازيغية في التدريس.
وعن فاجعة حريق الحي الجامعي بوجدة، التي راح ضحيتها طالبان رحمة الله عليهما، سجلت المنظمة حالة الفوضى التي تعرفها أغلب الأحياء الجامعية بالمغرب جراء الفساد المالي والإداري، وسوء التدبير وغياب الشفافية والوضوح في استفادة الطلبة من السكن الجامعي، إضافة إلى عدم كفاية الأَسِرّة الجامعية للطلبة المستحقين، داعيا إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات الحادث وترتيب الجزاءات اللازمة على المتورطين.
وتوقفت المنظمة عند اعتداءات عصابات الإرهاب القاعدي (البرنامج المرحلي) على الطلبة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، من بينهم عضوين بمنظمة التجديد الطلابي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات الإجرامية ما فتئت كل مكونات الجامعة تشتكي منها؛ أساتذة وإداريين وطلبة، الأمر الذي يسائل الدولة وكل الفاعلين؛ عن السر وراء استبقاء عصابات إرهابية واستمرارها في الجامعة المغربية. وأكد المجلس الوطني عن تنديده بهذا الإرهاب الممنهج، كما أكد إصرار المنظمة على مواصلة كفاحها السلمي وفضح القاعديين المجرمين ومتابعتهم قضائيا.
وناقش المجلس الوطني للمنظمة بعض المظاهر السلبية التي عرفها الدخول الجامعي الجديد، حيث توقف عند استفحال ما يسمى بـ “البيزوطاج”، مستهجنا رعاية بعض المؤسسات الجامعية لهذا السلوك المخل الذي يعرف انخراط بعض الطلاب، ومعتبرا أنه يسيء للحرم الجامعي ويناقض قيم الحوار وأخلاقيات الجامعة، وأعراف المجتمع المغربي.
وفي ملف القضية الوطنية، أكد المجلس الوطني عن اصطفافه إلى جانب مكونات الشعب المغربي وراء المؤسسة الملكية حتى استكمال الوحدة الترابية لبلادنا، فإنه يحذر الدبلوماسية المغربية من الانفراد بتدبير القضية بعيدا عن الشعب المغربي والارتهان لقوى التجزئة والتفتيت، والذي لن يفيد قضيتنا الوطنية، وهو ما تؤكده بعض التراجعات السلبية المتجلية في تطبيع بعض الدول الإفريقية مؤخرا مع الكيان الانفصالي الوهمي. كما أكد المجلس على ضرورة القطع مع المنطق الريعي في تدبير ملف الصحراء المغربية والاعتماد على الديمقراطية كمدخل أساسي لكسب معركة وحدتنا الترابية.
وفي الشأن الثقافي، استنكرت المنظمة بشدة هذه الممارسات التي عرفتها أحداث “بولفار الدار البيضاء”، داعيا إلى متابعة المتورطين قضائيا، بمن في ذلك المسؤولين القائمين على تنظيم المهرجان. حيث توقف المجلس في هذا السياق عند سياسة تشجيع الميوعة والانحلال ضدا على قيم المجتمع المغربي، والذي كان آخر تجلياته أحداث مهرجان “بولفار الدار البيضاء” الذي استضاف شخصيات قيل إنها “فنية”؛ استثمرت منصات المهرجان للتشجيع على تناول المخدرات والانحلال الأخلاقي، كما شهدت إحدى حفلاته فوضى مروعة وأعمالا إجرامية تمثلت في الاغتصاب وممارسة العنف والتحرش.
يذكر أن منظمة التجديد الطلابي عقدت مجلسها الوطني لمنظمة التجديد الطلابي في دورته الثالثة برسم مرحلة 2021-2023، يومي السبت والأحد 03 و 04 ربيع الأول 1444هـ الموافق لـ 01 و 02 أكتوبر 2022م بالرباط، دورة “المسؤولية”، انطلاقا من قوله تعالى {وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: الآية 105]، وناقشت عددا من القضايا التنظيمية والجامعية والوطنية والدولية.
موقع الإصلاح