رمضان شهر القرآن
حديثنا اليوم سيكون عن كون رمضان شهر القرآن فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر في رمضان من قراءة القرآن ومدارسته، وكان أجود ما يكون بالخير في رمضان، فلهو أجود من الريح المرسلة حين يدارسه جبريل عليه السلام القرآن، فالله سبحانه وتعالى يقول : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴾[ سورة البقرة الآية : 185] إذن من كرامة هذا الشهر على الله عزَّ وجل أنه قد أنزل فيه القرآن و من حرمته وفضيلته أن سن سبحانه لقراءته آدابا منها حسن الاستماع والإنصات إليه فلعلَّ الله سبحانه وتعالى يتجلَّى على قلب القارئ والسامع برحمته ألم يقل عز شأنه:﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[ سورة الأعراف الآية : 204 ].
إن الله سبحانه وتعالى لم يدعنا إلى تلاوته فحسبُ ولكن إلى تدبُّره وفهمه، وإلى التأمُّل في معانيه والتبصُّر في آياته تدقيقا وتمحيصا، قال تعالى:﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾[ محمد الآية : 24 ]
ـ تلاوة القرآن : شأنٌ كبيرٌ من شؤون المؤمن و أحواله، فمن أبرز أحوال المؤمن تلاوته لكتاب الله. قال عز من قائل:﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾[ سورة يونس الآية : 61 ] وقد وصف الله سبحانه القرآن بأنه عظيم، فقال تعالى:﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ) سورة الحجر الآية : 87 ] فإذا وصفه الله ـ وهو العلي العظيم ، بأنه عظيم ـ أفلا يجدر بنا أن نعظِّمه ؟ ثم إن من آداب القرآن أن نلتجئ إليه سبحانه وتعالى ونستعيذ به ، ونحتمي بحماه من كل شيطانٍ رجيم، ومن كل وسوسة اللعين إذا تلونا كتابه الم يأمر بذلك إذ قال: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾[ سورة النحل الآية : 98 ] وقد بين عز وجل.﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾[ سورة الإسراء الآية : 9] هداية مطلقة في كل مجال في الحياة الزوجية ، في الحياة المعاشية، في العمل، في الصحَّة الجسدية والنفسية والعقلية في كل شؤون الحياة لو اتبعنا القرآن الكريم لعرفنا ..﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) والله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نقرأ القرآن في أوقات السحر ، في أوقات الفجر، قال الله تعالى:.﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾[ سورة المزمل الآية : 6] و قال عز من قائل:﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾[ سورة الإسراء الآية : 78 ] ويبيِّن الله سبحانه وتعالى أن القرآن شفاءٌ للنفوس، ورحمةٌ للمؤمنين فقال تعالى :﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[ سورة الإسراء الآية : 82 ] ولله الحمد تولَّى الله سبحانه وتعالى تيسيره، وتيسير تلاوته، وحفظِه للموفقين من عباده، فقال تعالى :﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾[ سورة القمر الآية : 17 ] فكيف لا نخشع للقرآن والجبال الشامخة تخشع له لو أُنْزِلَ عليها ؟!..﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾[ سورة الحشر الآية : 21 ] .
ـ لابدَّ لنا جميعا معاشر المؤمنين من قراءة القرآن، ولو صفحةً في اليوم، ولو حِزْباً، ولو جُزْءاً، والله سبحانه وتعالى يقول :﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً ﴾[ سورة المزمل الآية : 4 ] و يقول:﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾[ سورة المزمل الآية : 20 ] وقد أثنى سبحانه وتعالى على بعض أهل الكتاب فقال تعالى :﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾[ سورة البقرة الآية : 121 ]وقد فسَّر العلماء (حقَّ التلاوة) بتجويده، وفهمه، والعمل به.
تلك كانت بعض آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن القرآن الكريم، فماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الكتاب العظيم ؟ قال عليه الصلاة والسلام 🙁 من قرأ القرآن ثم رأى أن أحداً أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظَّمه الله) رواه الطبراني. و قال عليه الصلاة و السلام: ( ما من شفيعٍ أفضل منزلةً عند الله تعالى من القرآن) (قال العراقي: رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سعيد بن سليم مرسلاً) وعن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق “)رواه الدارمي، وقال: (( أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن )( البيهقي في شعب الايمان عن النعمان بن بشير) وقال.( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه )( البخاري في صحيحه ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه”. (رواه الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه وقال : هذا حديث حسن غريب). قال صلى الله عليه و سلم:( (ثلاثة على كثيب من مسك أسود يوم القيامة ، لا يهولهم الفزع ، ولا ينالهم الحساب :
1ـ رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون (يعني ليسوا كارهين لأن من أمَّ قوماً وهم له كارهون لا تتجاوز صلاته اذنيه يعني لا ترفع ولا تقبل) .
2ـ ورجل أذن في مسجد دعا إلى الله ابتغاء وجه الله .
3ـ ورجل ابتلي بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة (رواه البيهقي في “شعب الإيمان” عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.)و قال صلى الله عليه و سلم: ( أهل القرآن أهل الله وخاصَّته )( ابن ماجة في سننه عن انس) و.قال صلى الله عليه و سلم:.( إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، فقيل : يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن) المنتقى من سماعات محمد ابن عبد الرحيم المقدسي عبد الله بن عمر .
ـ و قال صلى الله عليه و سلم: ( لا يحزن قارئ القرآن)، فهلا تأملنا هذا الحديث: نعم صدق عليه الصلاة و السلام أنَّى للحزن أن يتسرَّب إلى قلب قارئ القرآن ؟ كيف يحزن وهو يوحِّد الله، كيف يحزن وهو يرى الله قبل ومع وبعد كل شيء، وبيده كل شيء، وإليه المصير، فإذا كان الله عنك راضياً يا قارئ القرآن فما الذي يحزنك ؟ وإذا كان الله عنك راضياً يا قارئ القرآن فما الذي يُقْلِقُك ؟ وإذا كان الله عنك راضياً يا قارئ القرآن فمن الذي يخيفك؟ وإذا كان الله عليك راضياً يا قارئ القرآن فما الذي تحزن على فقده ؟ قال تعالى في الحديث القدسي (ابنَ آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإذا فـُتّـُك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء)(جامع العلوم و الحكم لابن رجب) سبحان الله إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ نعم أنَّى لقارئ القرآن أن يحزن وهو يتلو قوله تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ][ سورة النحل الآية : 97 ]أنَّى لقارئ القرآن أن يحزن وهو يوقن أن ﴿ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾[ سورة الحج الآية : 38 ]أنَّى لقارئ القرآن أن يحزن وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودَّا؟ أنى لقارئ القرآن أن يحزن وهو يعلم أن الله قال عن المؤمنين ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾[ سورة المائدة الآية : 54 ]أنَّى لقارئ القرآن ان يحزن والله تعالى يقول :﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[ سورة هود الآية : 56 ] أنَّى له أن يحزن وهو يتلو قوله تعالى :﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾[ سورة الجاثية الآية : 21 ] أنَّى لقارئ القرآن أن يحزن وهو يتلو قوله تعالى :﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾[ سورة القصص الآية : 61 ]أنَّى لقارئ القرآن أن يحزن والله سبحانه وتعالى يقول﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾[ سورة السجدة الآية : 18 ]
ـ فعلامة قراءة القرآن بحق والقرب منه بصدق أنَّ الحُزْنَ لا يجد طريقا إلى قلب قارئه، وعلامة البُعْد عن القرآن أن القلب تثقله المخاوف والأحزان، وتثقله الهموم و الأشجان، أوحى الله لموسى عليه السلام :(( أن يا موسى أتحب أن أسكن معك بيتك ؟ فخرَّ موسى ساجداً لله عزَّ وجل، قال : يا ربّ وكيف ذلك ؟ فقال الله سبحانه وتعالى : يا موسى أما علمت أنني جليس من ذكرني؟ وحيثما التمسني عبدي وجدني ؟ ) (ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن جابر) والقرآن سماه الله ذكرا وفي الأثر 🙁 من تعلم القرآن متَّعه الله بعقله حتى يموت )) ما من خريف عمرٍ أجمل من خريف عمر المؤمن، لأنه نشأ في طاعة الله ، فالدماغ الذي وعى القرآن أنَّى له أن يخرف أنى له أن يُضَيَّع وقد قرأ كتاب الله، و تدبره والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (القرآن غِنىً لا فقر بعده ولا غنىً دونه ) (رواه أبو يعلى عن أنس ) فإن شعرت يا أخي أنك محروم فلست تقرأ القرآن لأن من علامة تلاوة كتاب الله كما أراده سبحانه أن يُتلى أن تحسَّ بالغنى: غنى النفس، الغنى الذي لا حدود له.
ـ ثم ماذا قال أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وبعض التابعين، وبعض العلماء العاملين في حق القرآن الكريم ؟
قال سيدنا عمر رضي الله عنه حينما رأى إنساناً ترك العمل، وقعد في المسجد في النهار يتلو كتاب الله ، فقال سيدنا عمر مُعَنِّفاً : ( إنما أُنْزِلَ هذا القرآن ليُعمل به، أفاتخذت قراءته عملاً ؟) أن يقرأه في الليل ويعمل به في النهار، هذا هو المسلم الحقيقي . وأبو هريرة رضي الله عنه قال : ( إن البيت الذي يُتلى فيه القرآن اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله ، وقلَّ خيره، وخرجت منه الملائكة، وحضرته الشياطين ) وفي هذا المعنى هناك قولٌ مأثور : إن الرجل إذا دخل بيته ولم يسلِّم ـ لم يقل: السلام عليكم ـ قال الشيطان لإخوانه أصبتم المبيت في هذا البيت، فإذا جلس إلى الطعام ولم يسمِّ قال الشيطان لإخوانه: أصبتم العشاء، فإذا دخل ولم يسلِّم ، وجلس إلى الطعام ولم يسم قال الشيطان لإخوانه: أصبتم المبيت والعشاء ، فإذا هذا البيت شقاقٌ وخصامٌ، ونفورٌ، وسُبابٌ ،وضربٌ وتكسيرٌ، ونغصٌ لا حدود له، وأما سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال : ( كل آيةٍ في القرآن الكريم درجةٌ في الجنة …) بمعنى أن كل آيةٍ تفهمها ترتقي بك درجةً في الجنة ، كم آيةٍ في كتاب الله؟ وإذا شئت التدقيق كل كلمةٍ تفهمها ، وكل حرفٍ تعقله، وكل حركةٍ ، كل ذلك درجات في الجنة الحركة لها معنى دقيق تأمل﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾[ سورة التوبة الآية : 40 ]قال تعالى :﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هي العليا﴾[ سورة التوبة الآية : 40 ] لم يقل : وجعل كلمةَ الله هي العُليا ، أي جعلها عُليا بعد أن كانت سفلى، فهذا معنى فاسد مبتدأ ..﴿ كلمة اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾دائماً وأبداً، إذا فقهت حركة الكلمة فلك عند الله درجة، الحركة درجة، الحرف درجة، الكلمة درجة، الآية درجة، ” كل آيةٍ في القرآن درجةٌ في الجنة ومصباحٌ في بيوتكم ” .
ـ فهذا الذي يغضب من زوجته ويطردها إلى بيت أهلها ما تلا كتاب الله كيف يكون تلاها وقد قال سبحانه..﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴾ [ سورة الطلاق الآية : 1 ] لو أنه تلا هذه الآية لكانت مصباحاً له فأبقاها في بيتها فقد قال تعالى بيوتهن أضاف البيوت إليهن، فانطفأ الشرُّ بعد ساعات، فلما طردها إلى بيت أهلها تفاقم الشر، وانتهى بالطلاق، وتشريد الأولاد ، القرآن مصباحٌ في بيوتكم، وسيدنا عمرو بن العاص يقول أيضاً : (من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جبيه إلا أنه لا يوحى إليه .)
ـ أما التابعون فيقول بعضهم وهو الفضيل بن عياض : (ينبغي لحامل القرآن ألا يكون له إلى أحدٍ حاجة ، فينبغي أن تكون حوائج الخَلْق إليه ، وحامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ، ولا أن يسهو مع من يسهو ، ولا أن يلغو مع من يلغو تعظيماً لحق القرآن).
هذا الذي يحمل كتاب الله ينبغي أن يكون في موضع إعزازٍ وتقدير، لا في موضع سؤالٍ، وتذلُّل، وخنوع) والإمام العكبري يقول : ( تؤخذ ألفاظه من حفَّاظه ، وتؤخذ معانيه ممن يعانيه). والتقى القاسم بن عبد الرحمن بناسكٍ فشكا له الوحشة ، فقال له : (ما أحدٌ هنا تستأنس به ؟ قال : لا، فمدَّ يده إلى كتاب الله ووضعه في حجره، استأنس به).
ذ. سعيد منقار بنيس