لشهب: الحديث عن القراءة حديث عن الحواس، ورسالتي إحياء فن الحكاية لنقل الثقافة والخبرات لأطفالنا

أوضح الأستاذ نور الدين لشهب رئيس مؤسسة بيت الثقافة، أن سياق طرح سؤال أية استراتيجية وطنية للقراءة بالمغرب؟ هو أولا استجابة للحركة التي رفعت شعار “القراءة حياة”، فهي حياة للفرد وللأمة وللمجتمع وللأمم والحضارات، وهي متعة وفائدة ووسيلة للرقي، مشيرا إلى أن أهم حدث تاريخي غير مجرى التاريخ هو الحدث الذي اخترعت فيه الكتابة، على مر الحضارات من السومرية إلى الاغريقية واللاتينية والحضارة الإسلامية، وصولا إلى حضارة اليوم حضارة المعرفة والحرف بامتياز.

وأضاف لشهب في كلمة له برواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط أمس الخميس 10 يونيو 2022، في موضوع أية استراتيجية وطنية للقراءة بالمغرب؟، أن السياق الثاني هو معرض الدولي للنشر الكتاب في دورته ال27 والذي تحضره الفعاليات الثقافية للمشاركة في إحياء هذا الحدث الثقافي الكبير.

ونوه لشهب إلى تشكيل لجنة وزارية للحديث عن بناء وضع استراتيجية وطنية للقراءة، مع ضرورة الوقوف عند بعض المكتسبات أهمها ما قام به المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حينما أصدر رأي 2019 والذي قدم فيه قراءة شمولية لواقع القراءة في المغرب، ورسم الأهداف والمقترحات والحلول والمبادرات والاستراتيجيات، عنونه بـ”النهوض بالقراءة ضرورة ملحة”، مشيرا إلى الاشكاليات المتعلقة بالقراءة والمتمثلة في :

  • غياب منظومة تربوية للتشجيع على القراءة
  • عدد غير كاف من المكتبات المدرسية والعمومية
  • محدودية الانتاج الثقافي الوطني

وأكد المتحدث أن الأرقام التي تتحدث عن ضعف القراءة عند التلاميذ وعند المواطن المغربي لها نتائج مباشرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى على المستوى البيئي، منبها على أنه لا بد من أن نكون مهتمين بالقراءة ومتمكنين منها، قراءة مدى الحياة وفي كل مكان، وهو هدف استراتيجي إذا تم الاتفاق عليه سيكون ممكنا وشرطا للنهوض ورفعة الأمة وريادتها وتقدمها.

وأشار لشهب إلى أن النموذج التنموي الجديد جعل أيضا القراءة خيار استراتيجي تحت عنوان “تعليم ذو جودة عالية”، بحيث يكون هدفا لمشروع مجتمعي يجعل من القراءة أمرا مركزيا، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن القراءة دون بعد حضاري ورؤية عالمية، ودون قارئ متعدد اللغات، ولا يكون ذلك إلا بتقريب الكتاب من الإنسان بحيث تكون المكتبات جزء من الفضاء العمومي، في القرى والمدن، وبشراكات مع المجتمع المدني، كما لا يمكن الحديث عن استراتيجية للقراءة دون دعم للكتاب والنشر والمبدع ودعم للتوزيع كذلك.

وختم لشهب كلمته برسالة أكد فيها على أن الحديث عن القراءة هو حديث عن الحواس حاستي العين والسمع، اللتان تشتغلان مع التخيل والإبداع، وتحتاج بالتالي لتطوير فن الحكاية، داعيا إلى العودة لهذا الموروث الثقافي الأصيل في مجتمعنا، ثقافة الجدة، الثقافة الشفهية، وهي الرابطة بين الأطفال وبين الأجداد، من خلال إحياء ركن الحكاية في بيوتنا وأقسامنا حيث يتم نقل الثقافة والخبرات المجتمعية  إلى الأطفال والتلاميذ.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى