تحديد الخطاب الدعوي ودور المؤسسات المؤثرة في بناء الرأي العام وتوجيه السلوك الجمعي

ألقت المنظومة الدعوية لحركة التوحيد والإصلاح، الضوء على المعالم الموجهة في تحديد الخطاب الدعوي من خلال سبيل وضوح الرؤية وسلامة المنهج، واستصحاب مقصد الاستقامة في الخطاب الدعوي وأساليبه وأدواته، ومراعاة أحوال الناس وواقعهم، ومراعات المآلات.

وأوضحت المنظومة في فصلها الرابع المؤسسات المؤثرة في بناء الرأي العام وتوجيه السلوك المجتمعي، حيث ركزت الحركة على مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تؤسس لمنظومة القيم التصورية والأخلاقية لأفراد المجتمع، وتسهم في بنائها وتوجيهها وتغييرها، والتويع في مداخله التي تسمه في تقوية وظيفة هذه المؤسسات.

ومن بين هاته المؤسسات نجد في المقدمة مؤسسة الأسرة، والتي تعتبر أهم المؤسسات المؤثرة في البناء الاجتماعي واستمراريته وفعاليته، وفي بلورة القيم وغرسها بمختلف أبعادها الدينية والأخلاقية والاجتماعية، فهي أهم مؤسسات المجتمع والضامن لاستقراره واستمراره في قيامه بوظائفه، حيث تعنى الحركة بتقوية دعائم الأسرة وظائفها لما لها من أهمية في بناء القيم الخلقية والممارسات السلوكية الفردية والجمعية، خاصة وانها تتعرض لتحولات في بنيتها، ووظائفها وشبكة العلاقة السائدة فيها.

وتأتي في المرتبة الثانية مؤسسة المسجد، الذي لا يعتبر فقط مكانا للعبادة، بل مدرسة للتعلم والتوجيه والتأطير الثقافي والاجتماعي، واتخاذ القرارات ورسم السياسات، وعلى مدار التاريخ الإسلامي، قام المسجد بأدوار اجتماعية مهمة، حيث انخرط في حل المشكلات الاجتماعية وإقامة المشاريع المجتمعية، وأسهم في بناء السلوك الفردي والجمعي، وتوجيه الرأي العام وبنائه، ومن هنا أكدت الحركة على ضرورة إعماره والاستفادة من ما تم فيه من تأطير وتربية وتوجيه، ليبقى ملاذا وحصنا للقيم المرجعية ومحضنا للثوابت الجامعة وقبلة للمجتمع بكل أطيافه.

إقرأ أيضا: طبيعة الفعل الدعوي للحركة في منظومتها الدعوية

ثم نجد مؤسسة المدرسة، هذه المؤسسة التي تقوم بدور مهم في التنشئة الاجتماعية للمتعلمين، ونقل القيم المجتمعية إليهم، من خلال ما تقوم به من تعليم وتأطير وتكوين وتربية، فالمتعلم لا يتلقى التكوين ولا يكتسب المعارف مجردة من القيم وبعيدة عن التنشئة على ثقافة المجتمع، حيث يتأسس سلوكه الفردي والجمعي بها، والمدرسة الناجحة هي التي تؤطر المعارف وطريقة التكوين بقيمها المرجعية وحمولتها الثقافية الحضارية، لتمكين المتعلمين من الانخراط الفعال في هموم مجتمعهم وقضاياه الثقافية والبيئية والاجتماعية.

تليها مؤسسة الإعلام، وعلاقته الوطيدة بأخلاق وقيم الافراد والمجتمع، ودوره في نقل أنماط الفكر والسلوك والثقافة السائدة أو الوافدة، فلهذه المؤسسة بروافدها المكتوبة والسمعية والبصرية وخاصة الرقمية دور بارز في توجيه وترشيد سلوك الإنسان وتقويمه، وذلك لما يعرفه الإعلام الحديث من تطور نوعي جعل له سلطة قوية، حيث أثر على منظومة القيم، وأتاح فرصا وإمكانات هائلة للتواصل، وبالتالي اصبح أداء مهمة وجب الاستفادة منها، لقدرتها على التأثير وتبليغ الرسالة بجودة عالية مع ضرورة تكييف وإعداد المنتج الدعوي المناسب لتصريفه فيها.

وبالإضافة الى هذه المؤسسات الرئيسية نجد أيضا جماعة الاصحاب والرفقاء، والمؤسسات المدنية والقدوات، والتي تسهم جميعها في البناء المباشر لمنظومة قيم الأفراد والجماعات.

الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى