المفكر السوري جودت السعيد في ذمة الله
توفي فجر أمس الأحد 30 يناير 2022، المفكر السوري البارز الشيخ جودت سعيد، في منفاه بإسطنبول في تركيا، عن عمر ناهز 91 عاما.
والفقيد من مواليد عام 1931، حيث ينحدر من محافظة القنيطرة، وهو من أصول شركسية تعود جذورها إلى بلاد القوقاز.
درس سعيد المرحلة الابتدائية في مدرسة قرية بئر العجم، ثم انتقل إلى مصر سنة 1946، حيث درس اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل على دبلوٍ في التربية، قبل أن ينتقل للسعودية سنة 1958، حيث عمل كمدرسٍ لنحو عامين.
وعاد إلى سورية وبدأ عمله كمدرس قبل أن يلتحق في الخدمة العسكرية، وفي سنة 1961 شارك اللواء الذي يخدم فيه سعيد في الحركة “الإنقلابية” التي أنهت الوحدة بين سورية ومصر، واعترض على المشاركة في تنفيذ أي أوامر، ثم نُقل لاحقاً إلى الكلية الحربية في حمص كمحاضر وبقي هناك حتى “انقلاب البعث” سنة 1963.
جرى اعتقاله عدة مرات في “حكم البعث”، أول مرة كانت في 1965، ثم فُصل نهائيا من سلك التعليم، قبل اعتقاله مرة ثانية سنة 1986 لمدة ستة أشهر.
بقي جودت سعيد مُقيما في سورية حتى عام 2012، حيث تعرضت قريته لقصف من قبل قوات الأسد أدى لمقتل شقيقه، ثم انتقل إلى إسطنبول التي بقي فيها حتى وفاته.
وكان جودت من الموقعين على وثيقة “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي” في 2005 إلى جانب العشرات من المفكرين والمعارضين السوريين الذين دعوا إلى تغيير ديمقراطي في سورية.
ومع انطلاق الثورة السورية سنة 2011، عبر عن دعمه للحراك السلمي ورفضه للثورة المسلحة.
وعُرف عن سعيد بأنه داعية “اللاعنف”، إذ كان يدعو إلى إصلاح المجتمع بغير القوة، كما رفض إعلان مجموعة من العلماء في مصر “الجهاد في سورية”.
أصدر العديد من المؤلفات التي تناولت مواضيع وأبحاثًا فكرية واجتماعية، منها “مذهب ابن آدم الأول”، و”حتى يغيروا ما بأنفسهم”، و”فقدان التوازن الاجتماعي”، والعمل قدرة وإرادة”.
تحدث المفكر اللغتين العربية والشركسية، ويعتبر من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، الذين يشكلون امتدادًا لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، أمثال الأستاذ مالك بن نبي ومحمد إقبال.
الإصلاح