الإدريسي: الآباء هم القدوة لتعليم أبنائهم ضبط استعمال الشاشات وحمايتهم من الإدمان الرقمي
أكدت الدكتورة حنان الإدريسي أن الشاشات أصبحت جزء من حياتنا بحيث أصبحت فكرة منعِها فكرة متجاوزة، وإنما يجب التركيز على فكرة الضبط والقواعد التي يجب أن تكون عند جميع الفاعلين ابتداء من الأسرة فالمدرسة والاعلام والمجتمع ككل، مشيرة إلى أنه سؤال تربوي مطروح على الآباء علينا إيجاد جواب له.
وأضافت المتخصصة في طب الإدمان في الندوة الوطنية التي نظمتها الحركة في موضوع “الأسرة وتحدي الإدمان الرقمي” يوم السبت 11 يونيو 2022، أن هناك أسر نجحت في هذا المجال وضبطت هذا الامر من خلال مفاتيح وحلول يمكن استغلالها بشكل ايجابي، وصنفت الآباء إلى آباء جاهلين بموضوع الإدمان الرقمي وعاجزين، وآباء يحاولون ولديهم إشكاليات في فهم سنن النجاح، مشيرة إلى أنه علينا أن نصل إلى “حمية الشاشات”، وذلك بأن نتعامل مع ما هو نافع منها وضبط ذاتي تجاه ما هو ضار مع ضرورة أن يتملَّك الاباء آليات هذا الضبط ويملكوها لأطفالهم وأبنائهم، خاصة مع تحدي تنوع هاته الشاشات وكثرتها وأشكالها وغرقنا وسطها.
واعتبرت النائب الثاني لرئيس الحركة، أن إدمان الشاشات تحدي كبير أمام الآباء وأولياء الأمور، مضيفة أن الحديث عن الإدمان عند الطفل يسبقه الاستعمال المفرط لتلك الشاشات وهو ما يؤدي به إلى اضطرابات في الذاكرة والنوم والتركيز والعزلة الاجتماعية والاكتئاب ونقص في النشاط البدني وغيرها.
وأوضحت أن أول نقطة في مسار الممناعة والوقاية هم الآباء باعتبارهم النموذج الذي يُتبع، خاصة إذا كانوا يستعملون الشاشات بشكل معتدل مع ضبط ذاتي لها من قبلهم، فهم قدوة مركزية لتعليم أبناءهم مهارات الضبط والتعلم، وأن يعطوا النموذج الناجح في الانضباط الذاتي خاصة أثناء وجبة الغذاء التي تجتمع فيها الأسرة والتي تكون مناسبة للتواصل والحوار بينهم وبين أبنائهم، مشيرة إلى أهمية اهتمام الآباء بأطفالهم، حيث نجد الآباء مشغولين طيلة اليوم وبعد عودتهم يركزون على هواتفهم، في الوقت الذي يكون أطفالهم بحاجتهم للحديث معهم والاستماع إليهم، هذا الانشغال الذي يؤثر عليهم سلبا وقد يوصلهم لاضطرابات على مستوى السلوك.
وعددت الدكتور مجموعة من القواعد لحماية الطفل من إدمان الشاشات مبكرا، من خلال وضع تطبيقات المراقبة الآبائية على الأنترنيت وإعدادات الخصوصية وخاصة المعطيات الشخصية بعدم كشفها للآخرين، وجعل الطفل اجتماعي بطبعه من خلال خلق علاقات صداقة صحية، كما يجب أن يعرفوا بوجود شرطة رقمية، وتوجيههم بعدم نشر صورهم الشخصية حتى لا تستعمل ضدهم، بالإضافة إلى تنزيل تطبيقات التي تحظر المواقع غير المناسبة للطفل والتي على الآباء أن يطلعوا عليها ويستعملوها لحماية أبناءهم.
الإصلاح