54 سنة على هدم حارة المغاربة.. حادث أليم وجريمة في حق مغاربة فلسطين
في العاشر من شهر يونيو 1967 قام جيش العدو الصهيوني، بعد احتلال القدس، بارتكاب جريمة في حق مغاربة فلسطين حيث أقدم على هدم حارة المغاربة. وخلال بضعة أيام أُزيح تماماً حَيٌّ أطلق عليه المقدسيُّون اسم “حارة المغاربة” لِمُدة 774 عاماً، حيث أتت جرافات العدو على 138 بناية كما هَدمت جامع البراق وجامع المغاربة.
وفي عام 2007 هدم الاحتلال الطريق الواصل لباب المغاربة لمنع المقدسيين من العبور من هذا الباب وأصبحت الحارة ساحة فارغة يؤدي اليهود الصلاة فيها.
كان هذا الحي رمزا لتعلق المغاربة بالقدس الشريف، وكان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ويحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى).
وكان في هذا الحي مسجدان و135 منزلا، ويرجع تاريخ إنشاء حارة المغاربة إلى عهد الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين الذين وقف الأراضي والمساكن المحيطة بحائط البراق على طائفة المغاربة، وكان ذلك في فترة سلطنته على دمشق (589 – 592هـ) وكانت القدس تابعة له (الأنس الجليل ج2، ص 46) وقد تحولت منطقة حارة المغاربة الآن إلى ساحة كبيرة مبلطة لاجتماع السياح فيها، لوقوف سياراتهم، ومنها يدخل الإسرائيليون والسياح إلى النفق الغربي.
وتاريخيا تعود إقامة المغاربة في القدس منذ عام 296 هجري الموافق 909 ميلادي. وبعد تحريرها من قبل صلاح الدين الأيوبي، زادت أعداد المغاربة الوافدين للمدينة، وكانوا يأخذون من باحة محددة مستقرا لهم، ليمنحهم الملك الافضل نور الدين الايوبي “نجل صلاح الدين الأيوبي” الحارة كأرض وقف لهم، وتحمل اسمهم، لقاء مشاركتهم في حرب تحرير المدينة.
بعد هدم الحي بالكامل لم يتبقى سوى زاوية المغاربة والتي يقيم فيها اليوم مجموعة قليلة من العائلات المغربية الذين عايشوا الهدم، فيما عاد جزء كبير منهم للمغرب عقب التهجير، وقسم استقر في مناطق أخرى بالقدس المحتلة.
واليوم تأتي الذكرى 54 لهذا الحدث الأليم في وقت يمعن فيه الاحتلال الإسرائيلي في سياسته العنصرية بالتهجير القسري للمقدسيين وتهويد القدس واقتحامات المسجد، وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وقتل الأطفال واعتقال ما يقارب المليون فلسطيني منذ 1967.
الإصلاح