قواعد بسيطة تُسهم في ترشيد استهلاك الماء وحفظه (4)
هذه القاعدة لها اتجاهان متوازيان، الأول يخص الدولة والمؤسسات الرسمية المكلفة بالمياه والعابات والفلاحة، أما الثاني فيتوجه إلى المواطن ويبين دوره في حفظ الماء من خلال ترشيد استهلاك الخضروات والفواكه.
أثبتت بعض الدراسات في فرنسا أن استعمال المياه النازلة في في مجموع التراب الفرنسي تتوزع كالآتي:
- المجال الزراعي يشكل: 45%
- مجال تبريد المركيات الكهربائية: 30%
- المياه الصالحة للشرب : 21%
- الميدان الصناعي: 4%
وقد لا نختلف كثيرا عنهم في وطننا، أي أن نسبة المياه المستعملة في الميدان الفلاحي جد مرتفعة، وتزداد خاصة خلال أشهر الصيف الثلاث، ومن ثم فإن ترشيد استهلاك الماء وحفظه يقتضي الإلتفات إلى هذا الجانب باعتباره مظهرا آخر للماء وكما يقول المثل المغربي ” حلوف كرموس”.
أولا من جانب الدولة: لا بد للدولة ممثلة في الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات المرتبطة بالمياه والغطاء النباتي أن تعيد تقييم نوعية المزروعات، وجدوى اعتمادها حسب المناطق، خاصة أشجار الأفوكا والموز، وكذلك زراعة البطيخ والدلاح التي تؤثر كثيرا على المخزون من المياه. لقد صرح أحد الباحثين المغاربة في الميدان الفلاحي في أحد البرامج التلفزية أن كيلوجرام واحد من الأفوكا يتطلب 1000 لتر من الماء !!!. أي أن المواطن الذي يبذر خمس حبات أفوكا ويعرضها للتلف، يكون قد أهدر ألف لتر من الماء إضافة إلى مصاريف الانتاج والرعاية والتسويق.
ثانيا من جانب المواطن: أما من جانب المواطن فإنه ينبغي أن يكون عنده حس ترشيدي، يرى فيه أن تضييع ثمرة من ثمرات الأفوكا أو الموز، أو إهدار بعض أجزاء البطيخ تبذير لنسبة كبيرة من الماء الذي استعمل لأجل إنضاج تلك الفاكهة ووصولها للمستهلك.
ومن القواعد والعادات المُسهمة في ترشيد استهلاك الخصروات والفواكه، ما يلي:
- لا تشتر فوق حاجياتك وأسرتك من الخصر والفواكه.
- تفقد ما في الثلاجة من خضر وفواكه واحرص على استهلاك الأقدم فالأقدم، وعلى إزالة ما يمكن أن يتعرض للتلف .
- عند وضع الفواكه للاستهلاك قطعها أجزاء صغيرة…
- لتحضير عصير بعض الفواكه احرص على حسن الإعداد وعلى استهلاك السائل من البرتقال وغيره بالكامل، ثم ضعه في أكواب غير كبيرة يمكن شربها كاملة.
- يمكن إن تأكدت الإحصائيات المرتبطة بكلفة بعض الفواكه من الماء، والتي تثقل كاهل ميزانية الأسرة أن يقاطعها المستهلك أو على الأقل يقلل من شرائها، فيسهم في تقليل زراعتها.
د. الحسين الموس