في ذكرى وفاته السابعة، “بها” أبرز مهندسي مسيرة الحركة الإسلامية في المغرب
في مثل هذا اليوم قبل 7 سنوات، توفي عبد الله باها رحمه الله، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية والذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الدولة في حكومة عبد الله بنكيران، إثر حادثة قطار قرب مدينة بوزنيقة في 07 دجنبر 2014.
لقد كان الراحل من فرسان منهج التدافع السلمي والانتصار لمنطق التعاون بدل المنازعة، وتغليب مصلحة الوطن على بقية المكاسب الفئوية والسياسية وغيرها، لقد عاش الراحل منحازا بلا قيد ولا شرط للوطن، مخلصا حد اليقين لمرجعيته الإسلامية الجامعة والموحدة، وفيا عن قناعة وبلا مقابل لثوابت المغاربة، غير مزايد ولا متملق، مما أكسبه احترام الخصوم قبل اعتراف أهل الدار.
وكان له منظور واضح ومتميز في التعامل مع الأحداث والوقائع السياسية والظواهر الاجتماعية، هذا المنظور الذي راكمه من خلال ثقافته الإسلامية الواسعة وتدبره في سير الأنبياء والصالحين، ومن خلال قراءته لتاريخ المغرب الحديث، ومن خلال تجربته الكبيرة في العمل الإسلامي ونقاشاته التي لا تنتهي مع إخوانه في الحركة والحزب، ومن خلال خبرته الميدانية واحتكاكه اليومي بالمغاربة.
عرف عنه جهوده في الدفاع عن الثقافة الإسلامية منذ المرحلة الثانوية صحبة الدكتور سعد الدين العثماني، “وقد استفاد من والد هذا الأخير الفقيه امحمد العثماني ومن مكتبته طيلة تلك الفترة، كما صرح بذلك في عدد من حواراته، بالإضافة إلى حضوره في مختلف المحطات المفصلية في تاريخ الحركة الإسلامية المغربية، حيث أسهم الراحل في مراحل التجديد والتطوير الذين قامت بهما الحركة الإسلامية، ومنها حركة التوحيد والإصلاح. وبدأت بالمراجعات في بداية العقد الثامن من القرن العشرين، حيث شملت أولا النظرة إلى وظيفة الحركة الإسلامية ككل، ثانيا علاقة الحركة الإسلامية بالمجتمع، ثالثا علاقة الحركة الإسلامية بالنظام السياسي، رابعا وسائل وطرق اشتغال الحركة الإسلامية.
لم يكن الراحل بها فقط مهندسا تطبيقيا في التكنولوجيا الغذائية، بل كان أيضا من أبرز مهندسي مسيرة الحركة الإسلامية في المغرب، خاصة تيارها الذي يؤمن بالعمل السياسي والإصلاح من داخل المؤسسات الرسمية.
ويشهد له كل من عمل معه في حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية وفي الحكومة المغربية بأنه رجل حكيم، أوتي موهبة استخلاص العبر والدروس واقتراح الحلول والتصدي للقضايا الشائكة.
سيرة ذاتية
عبد الله بها من مواليد 1954، إفران الأطلس الصغير، كلميم، مهندس زراعي وسياسي إسلامي مغربي، عين وزير دولة في حكومة بنكيران منذ 3 يناير 2012 إلى غاية وفاته.
ولد عبد الله بها في وسط أسرة سوسية سنة 1954 بمنطقة جماعة إفران الأطلس الصغير بإقليم كلميم، بدأ دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس إفران، وحصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الرياضية سنة 1975 بثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير، وبعد ذلك تابع تكوينه العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حصل بعدها على دبلوم مهندس تطبيق في التكنولوجيا الغذائية سنة 1979.
شغل منصب مهندس باحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط سنة 1979، وكاتب عام لصندوق الأعمال الاجتماعية للبحث الزراعي، وعضو مكتب جمعية مهندسي البحث الزراعي سنة 1987، واشتغل استاذا بالمعهد ذاته منذ تخرجه إلى غاية سنة 2002.
سنة 2007 شغل منصب نائب رئيس مجلس النواب، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية منذ سنة 2004 إلى الآن، ورئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب بين 2003 و2006، ورئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب بين 2002 و2003.
كما تقلد منصب نائب برلماني عن دائرة الرباط شالة (2002-2011)، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.
الإصلاح