استطلاع يرصد تنامي التحيز الأمريكي ضد المسلمين

توصل استطلاع حديث إلى أن المواقف العامة الأمريكية تراجعت تجاه المسلمين والإسلام في الأشهر القليلة الماضية، وظلت التحيزات العامة تجاه المسلمين أعلى من أي مجموعة دينية أو عرقية أو عنصرية أخرى تمت دراستها.

وبموجب بعض المقاييس المهمة، يظل التحيز العام الأمريكي المعبر عنه تجاه المسلمين أعلى من التحيز ضد مجموعات أخرى، وقد زاد خلال العام الماضي. والواقع أن العدوان الجاري على غزة كان مصحوبا بزيادة مثيرة للقلق في حوادث الكراهية والتحيز، خاصة ضد المسلمين.

حوادث معادية

ويبين الاستطلاع، الذي أجرته جامعة ماريلاند حول القضايا الحرجة بالتعاون مع SQL Server Reporting Services (SSRS)، أن النتائج كانت من بين عينة من 1510 بالغين أمريكيين، بالإضافة إلى عينات من 202 من السود، و200 من ذوي الأصول الإسبانية، في الفترة من 26 يوليوز إلى 1 غشت.

ويعد الاستطلاع الأخير جزءا من بحث استمر سنوات، وكان له مساران مترابطان، مع تحليل العديد من المقالات للأبحاث التي نشرتها مؤسسة بروكينجز «Brookings» على مر السنين. كان أحد المسارات هو قياس التغيير في المواقف العامة الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين، ودراسة التحيز تجاه الجماعات العرقية والدينية والإثنية، بما في ذلك اليهود والمسلمون.

وتم تصميم الاستطلاعات حول هذه القضية جزئيا، لمعرفة ما إذا كان حدوث الحوادث العنصرية الموثقة يعكس انتشارها بين المزيد من الناس، أو أن مستوى العنصرية قد ازداد في الأشخاص أنفسهم، حيث كانت هناك زيادة مقلقة وموثقة في الحوادث المعادية للسامية والإسلاموفوبيا، بما في ذلك الحوادث العنيفة، على مدى السنوات القليلة الماضية، حتى قبل بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023.

حرب غزة

وبعد أربعة أشهر من بدء الحرب، أفادت دراسة من استطلاع للرأي، أجري في فبراير 2024، بأن الأمريكيين يقولون إنه مقارنة بخمس سنوات قبل ذلك لاحظوا المزيد من حوادث التحيز ضد المسلمين مقارنة بأي مجموعة أخرى في الدراسة، بما في ذلك السود والإسبان والآسيويون.

يرى الاستطلاع أنه أولا، بعد سنوات من التحسن، انخفضت الآراء الإيجابية حول المسلمين والإسلام في الاستطلاعين اللذين أجريا في 2024، وانخفضت الآراء الإيجابية حول المسلمين إلى 64% من 78% في 2022، لتعود إلى مستويات 2016، وانخفضت المواقف الإيجابية تجاه الإسلام إلى 48%. وقد حدث انخفاض في الآراء الإيجابية تجاه المسلمين بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وأثارت تصريحات الرئيس جو بايدن، التي جاءت في وقت كان فيه الاهتمام الوطني كبيرا بالحرب على غزة، خاصة نبرة الرئيس، التي انتقدها البعض باعتبارها غير حساسة تجاه الضحايا المدنيين المسلمين والعرب، احتمال أن موقفه قد يكون متحيزا ضد العرب والمسلمين، كما كتبت «بروكينجز» في أكتوبر الماضي. وفي الاستطلاعين اللذين أجريا منذ بداية الحرب، انخفضت الآراء الإيجابية للمسلمين، خاصة بين الديمقراطيين.

اليهود واليهودية

أظهر الاستطلاع في النقطة الثانية أن التحيز ضد المسلمين والإسلام أعلى من التحيز ضد اليهود واليهودية. ومن بين جميع المشاركين، كانت الآراء الإيجابية تجاه المسلمين 64% مقارنة بـ86% لليهود، وكانت الآراء الإيجابية تجاه الإسلام 48% مقارنة بـ77% لليهودية.

ويميل الديمقراطيون إلى وجهات نظر أكثر إيجابية تجاه المسلمين مقارنة بالجمهوريين والمستقلين، ويميلون أيضا إلى تبني وجهات نظر أكثر إيجابية تجاه اليهود واليهودية مقارنة بالمسلمين والإسلام، فأقل من نصف الجمهوريين يحملون وجهات نظر إيجابية تجاه المسلمين، وثلثهم يحملون وجهات نظر إيجابية تجاه الإسلام، في حين يعبرون بأغلبية ساحقة عن وجهات نظر إيجابية تجاه اليهود واليهودية.

بينما ينظر الأمريكيون الأصغر سنا إلى المسلمين بشكل أكثر إيجابية، واليهود بشكل أقل إيجابية من الأمريكيين الأكبر سنا، فالأمريكيون الأصغر سنا (تحت سن الثلاثين) لديهم آراء أكثر إيجابية تجاه المسلمين والإسلام مقارنة بالأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق. وعلى النقيض من ذلك، يحمل الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما آراء أقل إيجابية تجاه اليهود واليهودية مقارنة بالأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يميلون إلى أن يكونوا أقل معارضة للمرشح المسلم مقارنة بمن تبلغ أعمارهم 30 عاما أو أكثر، في حين أن العكس هو الصحيح بالنسبة للمواقف تجاه المرشح اليهودي.

خلاصات الاستطلاع

وتوصل الاستطلاع إلى أن هناك انخفاض ملحوظ في الآونة الأخيرة، في الآراء الإيجابية الأمريكية تجاه المسلمين والإسلام، وفي وجهات النظر المؤيدة للإسلام بين الديمقراطيين، كما أن التعليم الجامعي مرتبط بوجهات نظر أكثر إيجابية تجاه المسلمين، والأمريكيون الذين لا يحملون تعليما جامعيا أقل دراية بالمسلمين في حياتهم الشخصية.

ويرى الاستطلاع إلى أن المستجيبين الذين لديهم علاقات شخصية أكبر مع المسلمين هم أكثر عرضة للنظر إليهم بشكل إيجابي، وينظر الأمريكيون الأصغر سنا إلى المسلمين بشكل أكثر إيجابية، واليهود بشكل أقل إيجابية من الأمريكيين الأكبر سنا، في حين فإن المعارضة لمرشح رئاسي مسلم هي الأعلى بين جميع الأديان.

ويميل الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما إلى معارضة أقل للمرشح المسلم مقارنة بمن تبلغ أعمارهم 30 عاما أو أكثر، ونمت المعارضة لمرشح مسلم أكثر من المعارضة لأي مرشح آخر بين عامي 2022 و2024.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى