“نيويورك تايمز” : المسلمون في الهند يعانون الألم والعزلة بسبب حملة يشنها الحزب الحاكم
أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المسلمين في الهند يعانون الألم والعزلة أثناء محاولتهم تربية أطفالهم، في بلد يشكك بشكل متزايد في هويتهم ذاتها.
ونقل مراسل الصحيفة الأمريكية في الهند، مجيب مشعل وهاري كومار أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي يمارس لعبة طويلة في هذا السياق، وأن قادة الهند حاليا يُشعِرون المسلمين علنا بأنهم لا يريدونهم في البلاد، ويشوهونهم لمجرد أنهم مسلمون.
وأفاد التقرير أن هذه الحملة تلوّن كل شيء؛ الأصدقاء العزيزون لعقود يتغيّرون، والجيران يتراجعون عن إيماءات الجوار، حيث لم يعودوا يشاركون بالاحتفالات، أو يطرقون للاستفسار في لحظات الألم.
وأصبحت النقاشات العائلية أكثر قتامة، حيث يركز الوالدين على تربية بناتهما في بلد يحاول محو علامات هوية المسلمين في ارتداء ملابسهم وأكل طعامهم، وحتى هويتهم الهندية.
ويمارس رئيس الوزراء ناريندرا مودي لعبة طويلة، وأدى صعوده إلى السلطة الوطنية عام 2014 جراء وعد بالتطور السريع إلى اجتياح حركة قومية هندوسية المركز، بعد عقود من بقائها على هوامش السياسة الهندية.
ومنذ ذلك الحين، تخلص من الإطار العلماني والديمقراطية القوية التي حافظت على تماسك الهند منذ فترة طويلة على الرغم من الانقسامات الدينية والطائفية المتفجرة في بعض الأحيان.
وبدأت المنظمات اليمينية في استخدام القوة الهائلة حول مودي كدرع لمحاولة إعادة تشكيل المجتمع الهندي. وأثار أعضاؤها اشتباكات طائفية مع ظهور المسؤولين في وقت لاحق لهدم منازل المسلمين واعتقالهم، بينما كانت الحكومة لا تهتم بما يجري.
وقامت المجموعات اليمينية، التي ازدادت جرأة بإعدام المسلمين الذين اتهموا بتهريب لحوم البقر. واحتفل كبار القادة في حزب مودي علانية بالهندوس الذين ارتكبوا جرائم ضد المسلمين.
وذكر تقرير الصحيفة ذاتها، أن أقساما كبيرة من وسائل البث، وبشكل خاص على وسائل التواصل الاجتماعي، ساهمت في تعصب أعمى دون رادع. ونشرت مجموعات “واتساب” نظريات المؤامرة حول رجال مسلمين يستدرجون الهندوسيات لتحويلهن دينيا، أو حتى عن قيام المسلمين بالبصق في الطعام بالمطاعم.
وفي حين أن مودي ومسؤولي حزبه يرفضون مزاعم التمييز من خلال الإشارة إلى برامج الرعاية الاجتماعية، التي تغطي كل الهنود على قدم المساواة، فإن مودي نفسه يكرر الآن التلميحات المعادية للمسلمين بالانتخابات التي تنتهي أوائل الشهر المقبل.
وقد اُستهدف 200 مليون مسلم في الهند بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى، ووصفهم بأنهم “متسللون” وألمح إلى أنهم يلدون كثيرا من الأطفال.
وفي ولاية تاميل نادو الجنوبية، تتحد الأحزاب السياسية في كثير من الأحيان من أجل حماية العلمانية والتركيز على الرفاهية الاقتصادية. أما في الشمال بعيدا في دلهي فتبدو كأنها في بلد آخر. وهو مكان أصبح فيه التحيز روتينيا لدرجة أنه حتى الصداقة التي تبلغ 26 عاما يمكن أن تتعرض للكسر نتيجة لذلك.
تقارير إعلامية