د إدريس الكنبوري: الشعوب العربية سبقت مثقفيها في الدفاع عن فلسطين
قال الأكاديمي المغربي الدكتور إدريس الكنبوري إن “الشعوب العربية باتت تسبق مثقفيها في الدفاع عن فلسطين، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر الثامن”.
ووصف الكنبوري خلال مقابلة مع “الأناضول” دور المثقفين العرب بـ”الضعيف” مقارنة بـ”الحضور البارز” للمثقفين الغربيين في الإعلام لتضليل الرأي العام، وأرجع ذلك إلى “خضوع الإعلام بالعالم العربي للسلطة”.
وأضاف مؤلف كتاب “العراق أولا: المشروع الأمريكي الإسرائيلي في العالم العربي”، إلى أن أدوار المثقفين محورية في التعريف والدفاع عن القضية الفلسطينية؛ فالمعركة بالدرجة الأولى ثقافية وفكرية، مشيرا أن للمثقف الصهيوني أو الأمريكي أو الأوروبي بشكل عام دور أساسي ومركزي، حتى أن هناك تبادلا للأدوار بين رجل الإعلام ورجل الثقافة.
وأوضح المتحدث أن وسائل الإعلام الغربية تستدعي المثقفين لتضليل الرأي العام الأوروبي؛ لأنهم يدركون أن الحرب فكرية ثقافية، في المقابل نجد دور المثقف العربي ضعيف وضحل جدا ولا يقوم بالدور المطلوب منه.
ويرى الكنبوري أن سبب هذا الضعف “لا يعود بالأساس إلى مسؤولية المثقف، ولكن إلى أدوار السلطة، على اعتبار أن الإعلام بالعالم العربي خاضع للسلطة”، مشيرا إلى وجود نوعين من المثقفين: المثقف العلماني والذي يدلي برأيه من زاوية رسمية دون أن يكون مزعجا للسلطة العربية، والمثقف الملتزم الذي يجد نفسه يسير فوق حقل ألغام لأن سقفه على مستوى حرية التعبير محدود جدا، خاصة في ظل الحصار المضروب على بعض المثقفين في العالم العربي.
وبوجود أصوات الشعوب العربية الحاضرة بقوة، يرى الكنبوري أن صوت المثقف لم يعد مطلوبا اليوم كما كان في السابق، خاصة منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة وفاعلة، مما يوسع مساحات التعبير لدى المواطنين، وتتقلص لدى المثقفين.
وقارن الكنبوري بين حضور المثقف العربي في العقود الماضية واليوم، حيث اعتبره حضورا محدودا، بعد أن تراجع تعاطيه مع القضية الفلسطينية، واتسعت الفجوة بعد 7 أكتوبر، في الوقت الذي كان من المنتظر أن تكون معركة ثقافية وفكرية وحضور قوي جدا للمثقف العربي.
وتأسف المتحدث لغياب “دور المثقف العربي والمغربي في دعم القضية الفلسطينية، وما نراه بالجامعات الأمريكية والأوروبية مقارنة مع نظيرتها العربية، مشيرا إلى أن “الإعلام الأمريكي والفرنسي والإسباني يتطرق بشكل كبير للقضية وصحف هذه البلدان يوميا تفتح أبوابها للمفكرين والفلاسفة والمثقفين للتعبير عن آرائهم ونشرها وتعميمها، بالإضافة إلى الندوات على مستوى وسائل الإعلام السمعية البصرية، ولكن هذا الصوت خافت على الصعيد العربي”.