مقاضاة لندن لتعليقها تمويل الأونروا و مقررة أممية تُقِرُّ بوجود إبادة جماعية بغزة
أعلن المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (آي سي جي بي)عزمه رفع دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية البريطانية، وذلك على خلفية تعليق لندن تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأوضح المركز في بيان له أن شركة “بيندمانز إل إل بي” ستقدم الشكوى للمحاماة نيابة عن مواطن بريطاني من أصل فلسطيني يسعى إلى حماية عائلته المسجلة لدى أونروا. وذكر المركز -مقره ببريطانيا- أن المدعي طلب من الحكومة سحب القرار واستئناف تمويل الأونروا، ومنحها مهلة حتى الثاني من أبريل المقبل لاتخاذ القرار تحت طائلة البدء بـ”مراجعة قضائية”.
وكانت 18 دولة والاتحاد الأوروبي علَّقوا منذ 26 يناير الماضي تمويلهم للأونروا – التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 – بسبب مزاعم من الاحتلال لموظفين في الوكالة بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي. لكن عددا من الدول تراجعت عن قرارها.
وفي سياق متصل، طالبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، دول العالم بفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحظر تصدير السلاح لها على الفور، لوجود أدلة تفيد بارتكابها جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأكدت ألبانيز، أن ثمة الكثير من العناصر المنطقية التي تفيد بارتكاب إسرائيل عدة أعمال إبادة في قطاع غزة. وقالت في ندوة في الأمم المتحدة بجنيف على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان، إن طبيعة وحجم الهجوم “الإسرائيلي” على غزة، وظروف الحياة التي خلفها، تكشف نية مبيتة لتدمير حياة الفلسطينيين، مشيرة إلى أن “إسرائيل” ترتكب العديد من الجرائم والانتهاكات المتواصلة منذ عقود بحق الفلسطينيين، ومن بينها جريمة الفصل العنصري.
وعددت المقررة الأممية في تقريرها ثلاثة أنواع من أعمال الإبادة: “قتل أفراد في المجموعة، وإلحاق ضرر خطير بالسلامة الجسدية أو العقلية لأفراد المجموعة، وإخضاع المجموعة في شكل متعمد إلى ظروف معيشية من شأنها أن تؤدي إلى تدمير جسدي كامل أو جزئي”.
ومن جهتها، كشفت طبيبة التخدير البريطانية بيرسن جاسكل، دخلت قطاع غزة رفقة فريق لمنظمة “أطباء بلا حدود” بين 4 و21 فبراير الماضي، أن غزة غير صالحة للحياة حيث جميع المرافق اليومية منهارة تماما، وقالت في حديث لوكالة لأناضول ” ما حدث فيها لم يحدث في اليمن والعراق وأماكن زرتها”.
طبيبة التخدير البريطانية بيرسن جاسكل
وأضافت إنها ا أصيبت “بالانهيار والحزن” عند دخولها القطاع، لا سيما مع تواصل أصوات القصف دون انقطاع على مدار الساعة، بالتوازي مع صرخات الأطفال على وجه الخصوص. وزادت بيرسن “لدى مغادرتي قطاع غزة شعرت وكأنني أتخلى عنهم، وأحسست بالذنب حينها، شخصياً كنت أملك خيار مغادرة المنطقة، أما هم فلا يملكون ذلك الخيار، لذا لم يستطيعوا المغادرة حتى الآن”.
ووصفت الحياة في غزة بأنها جحيم بقولها ” “حقا غزة تحولت إلى جحيم على وجه الأرض، ولم تعد قابلة للعيش في ظل الحرمان من أساسيات الحياة، مثل المياه والكهرباء والتعليم والصحة، بالتوازي مع حالة من الفوضى بسبب احتمال حدوث أي شيء داخل القطاع”.
يذكر أنه خلال عدون الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تم إخراج 32 مستشفى عن الخدمة، بالإضافة إلى إخراج 53 مركًا، واستهداف 155 مركزا صحيا وفقا للإحصائيات التي أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة. ومايزال الاحتلال يواصل جرب التدميررغم مثوله أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.
مواقع إعلامية