فاعلون يدقون ناقوس خطر وصول أزمة المياه للمرحلة الحرجة
دق فاعلون ناقوس خطر وصول الوضعية المائية بالمغرب إلى مرحلة الحرجة والخطرة، معتبرين أن المسؤولية جماعية يتحملها كل فرد في المجتمع حسب موقعه.
وأكد المهندس عبد اللطيف سودو المتخصص في هندسة المياه في ندوة علمية احتضنها المقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط مساء اليوم الجمعة، أن المغرب وصل إلى المرحلة الحرجة في ظل الأزمة التي تعرفها جميع المنابع الأساسية على الصعيد العالمي في ندرة المياه الذي له علاقة بظاهرة بالاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تبخر المياه حتى لو ارتفع منسوب السدود.
وأشار خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية في مداخلته المعنونة ب”تدبير ندرة المياه بين التغيرات المناخية والسياسات العمومية” بالأرقام الأخطار المحدقة خلال الأزمة الحالية للمياه، التي ستؤدي إلى استنزاف ثروة الأجيال القادمة بسبب عدد من الأسباب من بينها الإفراط في استهلاك الأبار الجوفية، التي أغلبها غير مرخصة وتراجع منسوب المياه في الفرشات المائية وعجز في التساقطات المطرية.
وبعد استعراضه لعدد من المجهودات التي تقوم بها السلطات في إطار حالة الطوارئ المائية، دعا سودو إلى عدم إجهاض هذه المجهودات من خلال زرع منتوجهات مستهلكة للمياه وغيرها من السلوكات، التي تؤدي إلى التبذير، محذرا من وصول المغرب إلى المرحلة الحرجة في الإجهاد المائي 500 متر مكعب لكل مواطن، حيث وصلنا حاليا إلى 600 متر مكعب، وآنذاك قد يتم قطع المياه والدخول إلى مرحلة جديدة.
من جانبه، أكد الدكتور الحسين الموس رئيس مركز المقاصد للبحوث والدراسات على ضرورة وجود مساواة في قسمة المياه، ومراعاة الخلق بعضهم لبعض في ذلك سواء بين أفراد نفس الجيل أو بين الجيل الحالي والجيل اللاحق، منوها بأن الشريعة سعت منذ القدم إل تيسير المياه بين الناس في السقي والري والكائنات الحية الأخرى.
وحذر الموس من طغيان الأثرة والاستهلاك غير المعقلن بين الناس، والاستهلاك بطريقة بشعة حيث أنه في معطيات دولية استهلك البشر منذ 1950 إلى الآن من الثراوات الطبيعية ما استهلكته غيرهم منذ بداية التاريخ الإنساني.
وشدد عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح على أن السبيل للحفاظ على استدامة المياه، هي مسؤولية جماعية تنطلق من الفرد بالوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في ترشيد استهلاك الماء، ثم الأسرة التي هي أساس استنبات العادات الحميدة في ترشيد استهلاك المياه، ودور المجتمع المدني والإعلام ومؤسسة العلماء عبر مبادرات توعوية وتحسيسية، ودور الدولة باعتبارها الراعي والمسؤول عن وضعية المياه عن طريق دراسات ومشاريع لتجاوز أزمة ندرة المياه.
وتأتي الندوة العلمية في موضوع “الوضعية المائية بالمغرب: مظاهر وأسباب الأزمة ومقاربات التدخل، التي نظمها المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بتنسيق مع قسم الدعوة والعمل الثقافي المركزي، في إطار برنامج أنشطته لشهر رمضان المبارك.
موقع الإصلاح