اليونسكو تؤكد على ضرورة صيانة اللغة الأم كشرط لتعلم اللغات الأخرى
خلد العالم في 21 فبراير اليوم الدولي للغة الأم للتأكيد على دور الألسن في تعزيز الإدماج، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويُحتفل بهذا اليوم لتعزيز التنوع اللغوي والثقافي وتعدد الألسن.
ويسلط موضوع عام 2024 الضوء على سياسات التعليم متعدد الألسن تحت عنوان ❞التعليم متعدد الألسن بوصفه أحد ركائز التعليم والتعلم بين الأجيال ❝ كضرورة للتعليم الشامل ولصون ألسن السكان الأصليين. عبر بدء التعليم بلسان المتعلم الأم وإدخال ألسن أخرى إدخالا تدريجيا، تُردم الهوة بين المنزل والمدرسة، مما يسهل التعلم الفعال.
وتشير اليونسكو في بلاغها بالمناسبة، أن التعليم متعدد الألسن لا يعزز المجتمعات الشاملة فحسب، بل يساعد كذلك في صون الألسن الثانوية في المجتمع من مثل ألسن الأقليات والسكان الأصليين. وذلك هو حجر الزاوية لتحقيق التيسير العادل في الحصول على التعليم وفرص التعلم مدى الحياة أمام الجميع.
وترى اليونسكو أن الألسن تحظى بثقل استراتيجي هام في حياة البشر والكوكب بوصفها من المقومات الجوهرية اللهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية. مع ذلك، فهي تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليا.
كما تعتبر المنظمة الأممية أنه حين تضمحل الألسن يخبو كذلك ألق التنوع الثقافي وتبهت ألوانه الزاهية. ويؤدي ذلك أيضا إلى ضياع الفرص والتقاليد والذاكرة والأنماط الفريدة في التفكير والتعبير، أي الموارد الثمينة لتأمين مستقبل أفضل.
كما تؤكد إن الألسن هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس . لن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد الألسن، وإنما ستشجع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستلهم على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار.
وتتوقع اليونسكو اختفاء لسان من الألسن في كل أسبوعين، مما يعني اختفاء موروثوها الثقافي والفكري معها كذلك. كما يتعرض ما لا يقل عن 45 في المائة من الألسن المحكية حاليا في العالم —يبلغ عددها 7000 لسان— لمخاطر الاندثار.
أما الألسن التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم والمجال العام فلا يزيد عددها عن بضع مئات، ويقل المُستخدم منها في العالم الرقمي عن مائة لسان. ويعتمد وجود المجتمعات المتعددة الثقافات والألسن على تلك الألسن التي تضمن انتقال المعارف والممارسات الثقافية وصونها صونا مستداما.
يذكر أن اليونسكو أعلنت سنة 1999 يوم 21 فبراير يوم دوليا للغة الأم واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما بعد.