دراسة تحذر المغرب من تداعيات الجفاف
كشفت دراسة حديثة أن ثلثا سكان العالم سيواجهون تغيرا كبيرا في أنماط سقوط الأمطار بحلول نهاية القرن، وذلك نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، حيث سيواجه خمس مليارات شخص حول العالم ظروفا بيئية أكثر جفافا أو رطوبة
وحذرت الدراسة التي نشرت في هذا الشهر تحت عنوان “ظروف مستقبلية أكثر رطوبة أو جفافاً إلى حد كبير لثلثي سكان العالم”، من تداعيات هذا التحول على المستوى العالمي. وحددت النقاط الساخنة في جميع أنحاء العالم، أو المناطق التي يمكن أن تشتد فيها الأمطار، أو تلك التي من المحتمل أن تعاني من زيادة الجفاف.
ورسمت نتائج الدراسة صورة مثيرة للقلق، وأشارت إلى أن هذه الأنماط الأكثر رطوبة وجفافا بسبب ارتفاع غازات الدفيئة والاحتباس الحراري ستؤثر إلى حد كبير على البلدان التي تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ، ويحتل المغرب مكانة عالية بينها.
ويخلص مؤلفو هذا البحث إلى ملاحظة مثيرة للقلق، حيث يشيرون إلى أن “هذه الاتجاهات الأكثر رطوبة وجفافًا بسبب زيادة انبعاثات غازات الدفيئة والاحتباس الحراري ستؤثر إلى حد كبير على البلدان التي تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ” ومن بين هذه الدول، المغرب.
ومن بين الدول الخمس الرئيسية التي تظهر ارتباطا بين الوضع الحالي والتوقعات، نجد اليونان وإسبانيا وفلسطين والبرتغال والمغرب. وفي هذه المناطق، أظهرت عمليات المحاكاة انخفاضا حادا في هطول الأمطار بنسبة 85%، مع متوسط انخفاض سنوي يصل إلى 21%، في سيناريو معتدل لانبعاثات غازات الدفيئة. وفي سيناريو الانبعاثات العالية، يمكن أن يصل هذا المعدل إلى 55%.
وحذرت الدراسة من أن زيادة مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، لن يؤدي إلا إلى تفاقم التحديات البيئية القائمة. وبالتالي زيادة حدة الظروف الرطبة والقاحلة المفرطة في المناطق الحساسة مثل المغرب ومنطقة شمال إفريقيا الأوسع.
وفي حين أن دول مثل فنلندا وكوريا الشمالية وروسيا وكندا يمكن أن تشهد اتجاها معاكسا مع زيادة بنسبة 90% في معدل الرطوبة، فمن المحتمل أن تواجه مناطق أخرى زيادات بنسبة 35% و48% في هطول الأمطار السنوي، على التوالي في ظل ظروف انبعاث الغاز المعتدلة والعالية
ووفقا لهذه السيناريوهات، يتعين على المغرب وغيره من البلدان المهددة أيضا، التركيز على بذل جهود فورية وهامة للحد من الانبعاثات. إذ تبرز الدراسة أنه فقط من خلال الإجراءات السريعة والحاسمة يمكن للبلدان المعنية أن تأمل في التخفيف من العواقب المدمرة المحتملة للمناخ الأكثر جفافا.
مواقع إعلامية