شخصيات مدنية وحقوقية تدعو من المسيرة الوطنية لوقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال
خرجت صباح اليوم بالرباط ثاني مسيرة وطنية منذ 7 أكتوبر الماضي، دعما لصمود الشعب الفلسطيني الذي يسومه الاحتلال الصهيوني سوء العذاب بالمجازر والإبادة الجماعية. وعرفت المسيرة التي دعتها لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين صباح اليوم الأحد 10 دجنبر 2023، مشاركة كل فئات المجتمع المغربي؛ صغارا وكارا ونساء ورجالا يقولون جميعا بصوت واحد: أوقفوا محرقة غزة.
وفي تصريح لموقع “الإصلاح”، أوضح رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة أن الشعب المغربي يردد منذ 7 أكتوبر شعارات ضد محرقة غزة وإسقاط التطبيع، وهو مطلب أساسي للشعوب الحرة خاصة بعد الفيتو الأمريكي الذي حال دون وقف إطلاق النار بغزة، في تواطئ مكشوف للإدارة الأمريكية.
واعتبر فلولي، أن الشعب المغربي مرتبط جدا بالقضية الفلسطينية، وجاء ليعبر اليوم من خلال هذه المسيرة ووفاء لرابطة النصرة عن رفضه التام للتطبيع مع الكيان المجرم الذي يشهد العالم أجمع مجازره وجرائمه المتواصلة.
ومن جهته، اعتبر عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن المسيرة الثانية للرباط تأتي لتأكيد الشعب المغربي دعمه للشعب الفلسطيني وللمقاومة البطلة، والمزيد من الاستنكار والغضب لما تقترفه آلة الحرب في حق الشعب الفلسطيني في غزة، ومن أجل أن رفع الصوت من جديد لأجل اسقاط التطبيع مع قتلة مجرمين، وإنهاء كل أشكاله، مؤكدا أن الشعب المغربي سيظل وفيا مخلصا لقضية فلسطين العادلة وللمقاومة التي تنوب عنا في الكفاح من أجل تحرير كل فلسطين.
عبد الحفيظ السريتي عضو سكرتارية المجموعة، أكد من جانبه أن المسيرة تأتي دعما لمعركة “طوفان الأقصى”، واستنكار للمجازر “الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن أمريكا وبريطانيا شركاء في هذه الجرائم خاصة بعد استعمال الفيتو لوقف قرار أممي بوقف إطلاق النار في غزة، وبريطانيا امتنعت عن التصويت، مشيرا إلى أن الشعب المغربي عبر في كثير من المناسبات أن القضية الفلسطينية قضيته الأولى كما هي قضية الصحراء، ، كما أن المسيرة هي رسالة من الشعب المغربي للمسؤولين بإيقاف كل أشكال التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال بشكل رسمي ونهائي.
ونوه الدكتور أحمد كافي بخروج المغاربة كبارا وصغارا نساء ورجال شيوخا وشبابا، للتعبير عن استنكارهم للمجازر في قطاع غزة مما يؤكد ارتباط الشعب المغربي بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأمة لن تترك للشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة، وأن أحرار العالم سيقفون مع الحق حتى يتحقق النصر لفلسطين.
و عبرت سعادة بوسيف رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية عن وقوف الشعب المغربي وقفة إكبار وإجلال مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان مدمر، مؤكدة أن كل نساء المغرب يرفضن هذا المنكر، وهذه الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والذي جزء كبير منه يمس النساء والأطفال بالقتل والجرح والتهجير.
واستنكر المناضل اليهودي المغربي سيون أسيدون ما يجري في غزة، مؤكدا أن معركة الفلسطينيين اليوم مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد أن استعملت الفيتو أمام قرار وقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أن ما يجري إبادة جماعية بل من أخطر الجرائم ضد الإنسانية، وأن المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد طوفان الأقصى، وأن البشرية اليوم لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الواقع المرير.
وحيّا السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي الشعب المغربي الذي عارض العدوان منذ اليوم الأول، وتأسف لما تقوم به الإدارة الأمريكية من دعم للكيان الصهيوني بالأسلحة المدمرة التي يقتل بها الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرا إياها شريكة في قتل أطفال فلسطين، كما أنها قتلت أيضا الضمير الإنساني وكل منظومة العمل الإنساني والقوانين الدولية التي تتكلم عن حماية الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، من خلال استعمال الفيتو، بعد أن أدارت ظهرها للعالم العربي والإسلامي.
وشهدت المسيرة، مشاركة آباء وأمهات مع أطفالهم، جاؤوا رافعين أعلام فلسطين ليعبروا عن تضامنهم مع أطفال ونساء غزة، واستنكارهم لما يجري فيها من إبادة جماعية، حيث عبرت نساء مغربيات في تصريح لموقع “الإصلاح” عن ارتياحهم لتنظيم المسيرة ومشاركتهن فيها مع أطفالهن، تعبيرا منهن عن تضامنهن مع المرأة الفلسطينية وأطفالها التي تعاني الأمرين جراء العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين، وقبله جراء حصار ظالم ل17 سنة، وأكدن على أهمية مشاركة أطفالهم في هذه المناسبات والفعاليات لربط الجيل الجديد بالقضية الفلسطينية، وجعلها من اهتماماته إلى جانب قضيته الوطنية، لما للأسرة من دور كبير في ترسيخ قيم التعاون والتضامن والمساندة لقضايا الأمة.
يُشار إلى أن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين كانت أكدت في ندوة صحفية نظمتها أمس بالرباط، أن اختيارها لتاريخ 10 دجنبر جاء باعتباره اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وللأسف هو نفس العام الذي خرجت فيه بريطانيا من فلسطين، وسلّمت الأراضي الفلسطينية لـ”منظمات صهيونية مسلّحة”، التي ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين وهجّرتهم من أراضيهم لتأسيس دولتهم عليها، فيما عُرف بـ”النكبة”.
موقع الإصلاح