د أوس رمّال يكتب: رجل عظيم في بساطته أنيس في صمته حكيم في منطقه
وأنا أتصفّح مذكرّتي -بعيد صلاة الصّبح- لأتفقّد مواعدي والتزاماتي اليومية؛ طلع عليّ إشعار يذكرني بتاريخ وفاة الأخ الحبيب عبد الله بها رحمة الله عليه في مثل هذ اليوم.
فجلست في خلوتي أذكر جلسات كانت لي معه في منتصف الثّمانينيات في مثل هذه اللّحظة من الصّبح كلّما حلّ علي ضيفا بأهله أو بمفرده سواء في النّاظور أو في فاس؛ كنّا إذا عدنا من المسجد من صلاة الصّبح جلسنا وقرأنا وردنا اليومي من كتاب الله. ما خلا ذلك؛ لم يكن يسبقني إلى حديث ولا إلى موضوع؛ بل كان على عادته يحسن الإصغاء ويترك لي المجال لاختيار موضوع النّقاش؛ وهو في صمته وانتباهه تجد منه أنسا عجيبا؛ لا يخطر ببالك أبدا أنّه يعارضك في فكرة من الأفكار؛ وإن كان في حقيقة أمره يعارضك؛ بل يغيّر رأيك دون أن تبالي؛ ليس لأنّك لم تنتبه؛ لا؛ بل لأنّ طريقته وأدبه في النّقاش تعطيك الإحساس بالارتياح سواء صادفت فكرتك القبول عنده أو لا.
أسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة وأن يعيد جمعنا به في الفردوس الأعلى؛ آمين والحمد لله ربّ العالمين.