المغاربة يحتفلون بالذكرى الـ68 لعيد الاستقلال المجيد
يخلد الشعب المغربي يوم غد السبت 18 نونبر 2023، الذكرى الـ68 لعودة الملك محمد الخامس رحمه الله من المنفى إلى أرض الوطن، وهي مناسبة عظيمة لاستحضار أمجاد لحظة تاريخية، تجسد الرباط الوثيق بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد في مسيرة الكفاح الوطني لتحرير البلاد ونيل الحرية والاستقلال وتعزيز الوحدة الترابية.
وتمثل ذكرى 18 نونبر فرصة للوقوف على أبهى تجليات الوطنية الحقة والاستماتة في الدفاع عن ثوابت الأمة والتحلي بقيم التضحية ونكران الذات، في مواجهة الوجود الاستعماري الذي فرض منذ 30 مارس سنة 1912، وذلك في سبيل إعلاء كلمة الحق والذود عن حياض الوطن التزاما بالعهد وصدقا في الوفاء.
فقد ساند الشعب المغربي ملكه للمطالبة بالاستقلال وتعاونه مع الحركة الوطنية، وخطابه التاريخي بطنجة، ما جعل قوات الاحتلال تتحرك ضد السلطان وتعمل على نفيه هو والأسرة الملكية إلى كورسيكا سنة 1953 ومنها إلى مدغشقر سنة 1954. وما إن عم الخبر سائر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى انتفض الشعب المغربي انتفاضة عارمة، وتفجر سخطه وغضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، وظهرت بوادر العمل المسلح والمقاومة والفداء وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه.
ولم تهدأ ثائرة المقاومة والفداء إلا بتحقيق أمل الأمة المغربية في عودة بطل التحرير والإستقلال، ورمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.
وبتاريخ 18 من نونبر، أعلن الملك محمد الخامس رحمه الله ، وبجانبه رفيقه في الكفاح الملك الحسن الثاني رحمه “انتهاء ربقة الاحتلال وبزوغ عهد الحرية والاستقلال”.
ويشكل الاحتفال بعيد الاستقلال، مناسبة متجددة وقوية لاستلهام ما تجسدانه من قيم الالتزام والوفاء والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وما تمثلانه من أبعاد حضارية وعبر إنسانية.