خالد الصمدي يكتب : لكل مرحلة من العمر خصائص ومقاصد
إذا أردت أن تتمتع في صحة وعافية بكل مرحلة من مراحل عمرك، فعليك بمعرفة خصائص كل مرحلة ومقاصدها حتى لا تفوتك لذتها ومتعتها، ولا تسعى إلى أن تعيش مرحلة عمرية قبل حلول وقتها فتشعر بالغرور ، أو تفوتها فتتحسر عليها فتحاول تداركها بلا فائدة فتشعر بالحسرة والندم .
والسعيد من يعيش كل مرحلة عمرية بتفاصيلها الممتعة، ويغتنم ما فيها من فرص ونقط قوة بكل استغراق، ليكون ذلك مصدرا للتوازن النفسي والشعور بالمتعة والرضى، فلمرحلة الطفولة نكهة الانطلاق والفرح والمرح واللعب والاكتشاف، لذلك ينبغي استثمارها في تكوين الشخصية وقيمها التأسيسية وبناء توازنها وتأمين اندماجها السلس في المحيط .
ولمرحلة الشباب نكهة القوة والطموح والأمل والنظر إلى المستقبل، لذلك ينبغي استثمارها في بناء الذات بخوض التجارب مع توقع النجاح والفشل، والصبر على ذلك من أجل بناء القوة النفسية والبدنية والفكرية، واكتساب الخبرة والقدرة على حسن الاختبار .
ولمرحلة الكهولة نكهة رجاحة العقل والشعور بالاستقرار في الاختيار لذلك ينبغي استثمارها في بناء القدرة على صرف القوة في ما ينفع ويفيد. لذلك يكون الإنجاز والإنتاج والعطاء الفكري والاجتماعي في هذه المرحلة أكثر نضجا وفائدة.
وفي مرحلة الشيخوخة يشعر الإنسان بنكهة تراكم الخبرات والتجارب الغنية والمتنوعة، التي يتوق إليها غيره ويتمنى أن يسمعها منه ليستفيد منها، فينبغي استثمار هذه المرحلة في التواصل مع جميع المراحل العمرية السابقة لتطوير خبرتها وتجربتها لتكون أكثر إنتاجا ونجاحا، ففي تصدير النجاح إلى الغير شعور بالقيمة والسكينة النفسية التي يكون مصدرها الاعتزاز بأداء الواجب والرسالة.
هكذا يمكن للإنسان أن يشعر بمتعة كل مرحلة من مراحله العمرية فيحيى في سكينة واطمئنان، وتاج كل ذلك نعمة الإيمان. وكل من يحاول أن يعيش مرحلة عمرية في غير الأوان، يفوت على نفسه لذتها ومتعتها فيسقط إما في الغرور أو في الحسرة الحرمان.