أبو زيد يؤطر محاضرة “الأسرة المغربية والتحديات المعاصرة” بإقليم تطوان
نظم مكتب حركة التوحيد والإصلاح بإقليم تطوان يوم الثلاثاء 8 رمضان 1440 الموافق لـ 14 ماي 2019 في قاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات محاضرة للمفكر الأستاذ أبي زيد المقرئ الإدريسي تحت عنوان “الأسرة المغربية والتحديات المعاصرة”.
بعد الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وفي مطلع محاضرته أهدى المقرئ أبو زيد الإدريسي كلامه إلى الأم المغربية المناضلة الصامدة.
وقد ذكر أن للأسرة المغربية مقومات أساسيات منها
- القيام بوظيفة الدولة في الرعاية الاقتصادية لأفراد الأسرة الكبيرة وليس فقط الأسرة النووية.
- خصوصية المرأة المغربية التي تكمن في نشاطها الاقتصادي، حيث أنها تغطي الخصاص الاقتصادي والتربوي العاطفي والاجتماعي عند الأسرة.
ويرى المُحاضر أن التحديات التي تواجهها الأسرة المغربية تتفرق إلى تحديات بنيوية وأخرى خارجية.
فالتحديات الداخلية التي تكمن في بنية الأسرة تتمثل في:
- العزوف عن الزواج (ثاني أعلى نسبة العنوسة في العالم العربي بعد لبنان)، بحيث أصبح العزوف عن الزواج ثقافة وطريقة حياة.
- الطلاق وطلاق الشقاق هذا الأخير يعكس الأذى الذي تتعرض له المرأة كما يعكس قلة الصبر والتحمل عند الشابات.
- تحول كبير في تحمل المسؤوليات إلى تكبد المرأة مزيد من التكاليف، فتماطل الأب في القيام بدوره تكون له نتائج وخيمة على الأسرة ويصبح الأبناء “أيتام الأباء الأحياء”، وفي هذه الحيثية أورد أبو زيد دراسة كندية أثبت أن غياب نموذج الأب يؤدي إلى تدهور في الدراسة عند الأبناء خصوصا عند الذكور.
أما التحديات الخارجية التي تعاني منها الأسرة المغربية فتكمن في:
- العولمة التشريعية والقيمية والثقافية في شكل اتفاقيات الأمم المتحدة، اتفاقية “سيداو” أنموذجا، وتتخد الأمم المتحدة مجموعة من الإجراءات لإكراه الدول على التوقيع على هذه الاتفاقيات (منع المساعدات، عرقلة القروض وقد تتجه إلى التدخل العسكري) ثم إن كل من ينتقد هذه الاتفاقيات يصبح في مرمى الاتهام بالرجعية، واستشهد بمقولة ناشطة من دولة الدومنيك التي قالت: “مجرد دفاعك عن المرأة يعرضك للاتهام بكونك رجعي”
- المناصفة الميكانيكية بين الرجل والمرأة التي لا تراعي مصالح المجتمع والخطير أن آثار هذا التوجه لم تظهر نتائجه بعد.
- الأسرة زاد على عاتقها اليوم مهمة تصحيح أخطاء المدرسة في ظل التشويش التي قد تشكله المدرسة على هوية الطفل المغربي -وهنا وجب استحضار قضية فرنسة التعليم كتوجه لا علمي في تكوين الطفل المغربي- كما أضحت الأسرة مثقلة بمهمات تصحيح الأعطاب التي يخلفها الأنترنيت والإعلام والمجتمع …
وفي ختام هذا اللقاء الثقافي شارك د.أبو زيد الإدريسي مع الحاضرين عدد من التوصيات التي رآى فيها سبيل لتفادي بعض ما قد تخلفه تقلبات العصر بالأسرة المغربية:
- الدولة ينبغي أن تخفض الضغط الضريبي على الراغبين في تكوين أسرة، ثم تحفيز الأسرة على الإنجاب، خصوصا بعد تراجع معدل الخصوبة عند المرأة المغربية خلال 50 سنة من 7,8 إلى 1,8
- مراقبة الدولة للإشهار الذي يضاعف من معانات الأسر كإشهارات القروض الصغيرة الاستهلاكية
- مراقبة الأنترنيت
- مراقبة الألعاب الإلكترونية
وقد نظم معرض لكتب الأستاذ أبي زيد وبعض الكتب المتنوعة الأخرى.
عثمان الحجاجي