شخصيات وقيادات إسلامية بالمغرب تنعى الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
نعى الأستاذ محمد يتيم العلامة يوسف القرضاوي، قائلا “لا يختلف اثنان في أن العلامة يوسف القرضاوي باق معنا حاضر بأثره وكتبه ومحاضراته وبحهاده ونضاله”، متسائلا ألم يقل ربنا سبحانه “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين” ، ألم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من إحدى ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له!” موضحا أن آثار الناس تختلف ويختلف تأثيرهم خلال حياتهم”.
وأشار الوزير السابق إلى أن هناك من يمر دون أن ينتبه له ولا يلمس له أثر، وقد يكون الأثر ظلما وفسادا وإفسادا في الأرض. يمر وقد ملأ الدنيا فسادا وجورا وفجورا”، وفي المقابل “هناك من يمر وقد ملأ الأرض علما وتعليما وعملا وصلاحا وإصلاحا. يرحل لكنه يظل حيا بآثاره وعلمه وتعليمه وجهاده ويخلف ولدا من صلبه ولكن أيضا ولدا ممن تعلموا على يديه، من آثارهم تعرفهم .. ومن شهد له الناس بالصلاح كان أقرب لذلك عند الله”.
وقال الأستاذ يتيم “العلامة القرضاوي رحل عن هذا العالم ولكنه بقي وسيبقى حاضرا محاضرا معلما.. تشهد له الأجيال ويشهد له جهاده وعلمه وتعليمه وما خلفه من آثار علمية وما تتلمذ على يديه من أجيال”.
وأضاف “نحسب أن الدكتور القرضاوي قد ترك كل هذه.. علمه وكتبه وهي صدقة جارية وأولاده من صلبه.. وكل تلامذته ومن تعلموا على يديه يدعون له.. يدل عليه انتشار خبر رحيله ودعاء الملايين له بالرحمة والمغفرة والقبول عند الله. فاللهم تقبله عند في الصالحين”.
بولوز: الشيخ القرضاوي نحت منهج الوسطية والاعتدال واعتنى بترشيد التدين
ذكر الدكتور محمد بولوز أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط في نعيه للعلامة يوسف القرضاوي بفضائله رحمه الله، من الإجادة والإفادة والجهاد والاجتهاد، ونفع الأمة وطلبة العلم ومواجهة الفساد والاستبداد من مختلف أنواع الآفات والانحرافات.
وقال بولوز، إن الفقيد نحت منهج الوسطية والاعتدال، واعتنى كثيرا بترشيد التدين وتقويم الاعوجاج، وتوجيه الصحوة، وساهم بفعالية في عملية بناء شخصية المسلم المعاصر والتفصيل في الحلول الاسلامية ومواجهة “الحلول” المستوردة المشينة، ورسم طريق الرشد في العقيدة والعبادة والمعاملات والاخلاق.
وأضاف بولوز، أن الشيخ رحمة الله عليه أكد على شمولية الإسلام، ونبه على الأولويات والموازنات، مذكرا بالقبول الذي حظي به الفقيد الشيخ القرضاوي وسط الأمة بعربها وعجمها، ونيله الامامة وريادة العلماء وترؤسه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وزاد بولوز “تلامذتك بحمد الله في القارات الخمس كلها، بارك الله فيهم وجعلهم على الرشد سائرين وللامة موحدين، مصاب الامة فيك عظيم، نسال الله أن يعوضها فيك خير خلف لخير سلف. وانا لله وانا اليه راجعون”.
يذكر أن العلامة يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أسلم الروح إلى بارئها أمس الإثنين عن عمر 96 عاما. وبعثت على إثر ذلك حركة التوحيد والإصلاح برقية تعزية إلى أسرة الفقيد رحمه الله.
واعتبرت البرقية أنّ الأمّة فقدت بوفاته إماما قدوة في الدين عِلما وعَملا وفكرا وسلوكا، وأستاذا في الوسطية وأنموذجا مميّزا في التّوازن والاعتدال؛ تخرّجت من مدرسته وعلى مكتبته أجيال وأجيال، وساهم بشكل جلي في تجديد فقه الأمة ونصرة قضاياها.
موقع الإصلاح