الهدى المنهاجي في سورة الحجرات (3) – عبد الحق لمهى
ومع رسالة جديدة من الرسائل المستفادة من سورة الحجرات، وفيها يقول العلامة الدكتور فريد الأنصاري ـ رحمه الله تعالى ـ:
“في الكشف عن نافذة نور من أنوار مقام سيدنا محمدـ عليه الصلاة والسلام ـ بما هو رسولُ الله رب العالمين إلى الناس أجمعين، وأنه صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إلى الله وأقربهم إليه العبد الشكور، الشافع المُشَفَّع، وحامل لواء الحمد يوم القيامة، إمام الأنبياء والمرسلين وسيد الناس أجمعين، آتاه الله الكتاب الكامل، وأرسله بالرحمة والهدى والنور إلى العالمين كل العالمين رفعه الله إلى أعلى مقام في الدنيا والآخرة ، مقام ما أدركه نبيٌّ مُرْسَلٌ ولا مَلَكٌ مقرَّب، أحاطه الله بسياج التوقير والتعظيم، وجعله في جواره الأمين؛ حتى كان مجرد صوت بحضرته ـ عليه الصلاة والسلام ـ غير مُراع لمقام النبوة العظيم كفيلا بأن يخسف بصاحبه في غيابات جهنم ومن ثمَّ فإن حبه صلى الله عليه وسلم هو الباب إلى محبة الله ورضاه، والتعرف عليه جلَّ جلاله وعلاه.
فيا قلبي الجهول ـ يقول رحمه الله ـ ماذا تعرف عن رسول الله؟ ألاَ فابحث عن نبيك يا صاح وتعرف عليه حق المعرفة، عسى أن تنال محبته نورا تسلك به إلى الله، فمحمد هو سراج الأمة المشرق بالهدى في سمائها أبدا، وإنما الخاسر هو من لم يتلقَ شعاع النور” يأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا (45) وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا (46) وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا” الأحزاب،45ـ 47. ” [1]
هوامش:
[1] ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص 368 ـ 396 ، دار السلام، ط 4، 2015م.