قال أوس رمال أن دعاء (اللهم بلغنا رمضان) فيه حكمة بلغية، وهي أن أعمالنا ترفع إلى السماء في كل ليلة  ونهار وفي يوم الجمعة ولكنه يجمع ويرفع في شعبان. حيث يرفع كل ما كتب “لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها”، “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”، فيبدأ العاقل في البحث عن مخرج،  ويكون المخرج هو تلك النفحات الربانية حيث يهب نسيم من الجنة، ورمضان من أعظم هاته النفحات والتي يتكرم بها الله على أهل الأرض، يقول رسول الله :(من صام رمضان إيمانا واحتسابا) بمعنى كل ما كان قبل رمضان يغفر له كله، و(من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، و(من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال: (ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)، مشيرا إلى أن والدينا وأهلنا كانوا يقولون “سيدنا رمضان”، لانه السيد الذي يملك رقبتنا والذي يعتقنا من النار.

وأوضح رمال أننا في رمضان ليس لدينا أكثر من اختيار، إما علينا أن نصومه ونقومه بمنطق واع للتعبد أو نغفل عنه، ورمضان شهر القرآن بامتياز، ففيه أنزل القرآن، وما كرمه وشرفه هذا الشهر إلا فيه ليلة القدر وهي تعد خير من ألف شهر وفيها أنزل هذا القرآن الذي أخرج الإنسان من الظلمات الى النور، فتعاملنا معه ليس بكثرة الختمات، كما أن القران لم ينزل للحفظ فقط، بل للقراءة والتدبر والفهم لكي نعيش به ونعمل به ونتجنب كل ما من شأنه أن يخالف القرآن ويغضب الله سبحانه وتعالى.وأضاف نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح في كلمة حول رمضان في الملتقي الرمضاني السنوي لجمعية أطباء الجهاز الهضمي بالجهة الوسطى، أن هذا الشهر له خصوصية حيث تعبُدنا فيه بالحرمان، بالجوع والعطش والحرمان من جميع الشهوات المألوفة عندنا، وهذا الحرمان علينا أن ندرك مقصده، فالحكمة من ذلك كما يقول العلماء أنه عندما نكون غارقين في نعم الله ننسى بأن حولنا ومن أسرنا أناس يعيشون الحرمان السنة كاملة، وقد قال رسول الله : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وذلك لكي لا نبق غافلين، أما العطش فنحن نرى طفل في البادية يخرج ليحضر الماء من البئر أو ترعة ربما فيها ماء غير صالح للشرب، في حين نحن نستعمل الماء بدون اقتصاد وباستهتار، خاصة أن نسبة الماء الصالح للشرب تنقص مع الوقت بالتلوث.

الإصلاح