جميلة مصدر إحدى مؤسسات العمل النسائي بالمغرب
تعتبر جميلة مصدر من الجيل المؤسس للعمل النسائي الإسلامي بالمغرب، ومن اللواتي نذرن أنفسهن للعمل الدعوي وطبعن مسار العمل النسائي الحركي بجهدهن وكفاحهن الذي لم يتوقف.
ازدادت بمدينة الدار البيضاء سنة 1960، أم لخمسة أبناء وكافلة لطفل سادس، حاصلة على الإجازة بكلية الحقوق، تعمل مفتشة للشغل والاحتياط الاجتماعي، انخرطت في العمل الإسلامي في ثمانينات القرن الماضي من خلال جمعية الجماعة الإسلامية، وتقول إنها واكبت مسارات التصحيح خصوصا في مجال تأصيل الخطاب الدعوي المرتبط بقضايا الأمة، إلى أن تغير اسم الجماعة إلى حركة الإصلاح والتجديد التي تشدد على أنها حملت عمق المشروع التصحيحي. كما واكبت رفقة مجموعة من الأخوات تأسيس العمل النسائي الإسلامي، الذي مر بمسار حاول تصحيح المنطلقات وتأصيل قضايا المرأة المجتمعية، وتقلدت مسؤوليات محلية ووطنية.
وهي تستحضر في البدايات ما سمته وهجا وصدقا خاصا رافقها في مسارها الدعوي، لم تفوت الفرصة لتقديم تحية صادقة للجيل الأول المؤسس للعمل الإسلامي الحركي وخاصة الذين كان لهم دور في توصيل العمل النسائي إلى ما وصل إليه الآن.
لا تتراجع مصدر عن ممارسة الفعل الدعوي رغم ما يتطلبه ذلك من تضحيات وبذل وجهود. وتعتبر أن اللقاءات التكوينية التي تحضرها باستمرار تُصحح نظرة الإنسان لذاته وارتباطه بالأمة. وتؤكد أن انتمائها كان منذ اللحظة الأولى واعيا ومسؤولا لإيمانها بأن الداعية مرتبط بوظيفة الأنبياء.
ولا تتورع مصدر في التأكيد على أن انشغال المرأة بالعمل الدعوي يتطلب نوعا من الدعم الاجتماعي والأسري، لأنه في نظرها لا يمكن تحقيق نوع من التوازن بين تكاليف الدعوة والواجبات المنزلية والأسرية. لذلك لا تخفي أن ما شجعها على العطاء أكثر هو الدعم الذي كانت تتلقاه من والديها وزوجها الذي ينخرط مثلها في العمل الحركي، ويتفهم ما تقوم به من مسؤوليات. لكن رغم ذلك تقر بتأثير ما تقوم به على ارتباطها بأبنائها، وإن كانت أشد حرصا على أن يكون لها حضور نوعي فيما يتعلق بحاجيات الأبناء على المستوى العاطفي، وتشعر بأمومة متدفقة ممتدة لكل أبناء المجتمع.
وتؤمن مصدر أن الإخلاص في الدعوة فيه بركة ويمن وخير، وأن الله عز وجل يجازي عبده بأن يحفظ له أبناءه ويوفقهم إلى الخير والصلاح، من هذا المنطلق تفتخر بأن أبناءها حققوا جميعا أحلامهم وتفوقوا في مسارهم الدراسي، حيث نالت الإبنة الأولى شهادة الدكتوراة في الصيدلة، وتخرج الثاني من كلية الحقوق، وحصل الثالث على دبلوم في السمعي البصري، ونال الرابع شهادة في الترويض الطبي والفيزيائي، وما تزال الإبنة الصغيرة تواصل دراستها في المستوى الإعدادي بتفوق، كما أن ابنها الذي تكفله حصل على شهادة تقني في الكهرباء.
تمثل الدعوة بالنسبة لجميلة مصدر كل شيء، فهي تقول إنها لا تستطيع أن تتنفس نفسا واحدا خارج العمل الدعوي، وإن كان ارتباطها بالمسؤولية في حركة التوحيد والإصلاح بدأ يقل مع الوقت. وتضيف أن برنامجها اليومي لا يخرج على إلقاء المواعظ والدروس بالمساجد والارتباط بالمجالس العلمية، والانفتاح على قضايا الشباب الحقيقية من خلال البحث في انشغالاتهم واهتماماتهم.
تعد مصدر نموذجا للداعية الذي يوفق بين واجباته المهنية والأسرية ونشاطه الدعوي، حيث تحرص على تربية الأبناء تربية حسنة وتأتي واجباتها المهنية على أكمل وجه وتستمر في درب الدعوة بكل حيوية وفعالية. ورغم انشغالاتها الكثيرة باللقاءات التنظيمية والتكوينية والمجالس التربوية، ظلت مصدر دائما تحرص على تتبع أخبار أبنائها ونصحهم والسؤال عنهم، كما تحرص على القيام بواجباتها المنزلية ما أمكن، يساعدها في ذلك قدرتها على التنظيم والتخطيط وبرمجة المواعيد.
وفي سياق ذلك، تؤمن مصدر بأن الله عز وجل يجازي عبده المخلص بأن يرزقه البركة والخير، وتؤكد أن الداعية يجني من وراء دعوته ثمارا من حيث لا يدري، وتذكر بأن الله عز وجل من ضمن ما يجازي به الداعية أن يحفظ أبناءه ويرزقه برهم. ومن هذا المنطلق تفتخر مصدر بأبناءها وتقول إنهم تفوقوا جميعا في مسارهم الدراسي وحققوا الاستقرار الاجتماعي الذي تتمنى كل أم أن تراه قبل مماتها.
وفي خضم المهام التي يضطلع بها الداعية، تؤكد مصدر أن اللقاءات التنظيمية والتكوينية في الحركة الإسلامية تصحح نظرة الإنسان لذاته وارتباطه بالأمة. وتمثل الدعوة بالنسبة إليها كل شيء، حيث تقول إنها لا تستطيع أن تتنفس نفسا واحدا خارج العمل الدعوي، وإن كان ارتباطها بالمسؤولية في حركة التوحيد والإصلاح بدأ يقل مع الوقت. وتضيف أن برنامجها اليومي لا يخرج عن إلقاء المواعظ والدروس بالمساجد والارتباط بالمجالس العلمية، والاهتمام بقضايا الشباب الحقيقية من خلال البحث في انشغالاتهم واهتماماتهم.
ولأنها امرأة لا تهدأ أبدا طرقت مصدر كل الأبواب التي تقودها لممارسة الدعوة، حيث دخلت تجربة دعوية جديدة من خلال عضويتها بالمجلس العلمي المحلي بالدار البيضاء، وأصبحت تسخر جل وقتها وكل قدراتها ومهاراتها لتأطير النساء بالمساجد وفي أماكن متعددة.
ومن الأشياء التي يلحظها كل من اشتغل مع مصدر في الحقل الدعوي شخصيتها القوية وصرامتها في المتابعة والمحاسبة، وفي حالة تخلفها عن اللقاءات والأنشطة يلحظ الجميع غيابها ويتوقعون من فرط التزامها بالمواعيد أن ما أعاق حضورها هي ظروف أكبر من طاقتها.
وتعتبر مصدر أن من أجمل المحطات التي عايشتها تلك المرتبطة بالتأسيس الأول العمل النسائي الإسلامي بالمغرب، وهي تستحضر في البدايات ما سمته وهجا وصدقا خاصا رافقها في مسارها الدعوي، لم تفوت الفرصة لتقديم تحية صادقة للجيل الأول المؤسس للعمل الإسلامي الحركي وخاصة الذين كان لهم دور في قيادة العمل النسائي إلى ما وصل إليه الآن.