مديرة حملة الإحسان: لا يمكن لأي شعب أن يتقدم ويرتقي بدون تملك قيمة الإحسان في العمل
قالت حنان الإدريسي، مديرة “حملة الإحسان في العمل“، إذا تمكنا من غرس قيمة الإحسان لدى الإنسان، سيكون محركا له للإتقان في عمله، ولبذل الجهد على أن يتقن أعماله لوجه الله وهذا هو عمق الإحسان، مضيفة أن هذا يفترض أن يكون الإنسان محبا لعمله حريصا عليه، ويؤمن بضرورة مواجهة الكسل والعجز والاتكالية، موضحة “ونحن سنساهم من خلال هذه الحملة من بيان موقع هذه القيمة في عملية الإصلاح والتغيير، و لدينا قناعة أنه لا يمكن لأي أمة ولا لأي شعب أن يتقدم وأن يرتقي بدون قيمة الإحسان والإتقان والجودة في الأعمال كلها”، مضيفة في حوارها مع “التجديد” إذا أردنا أن نحارب العوامل السلبية كالغش والإتكالية فلنغرس مثل هذه القيم الايجابية التي تنطلق من الإيمان بالله عز وجل واستشعار رقابته.
س: ما هو السياق الذي تأتي فيه حملة الإحسان؟
ج: الحملة هي حلقة في سلسلة من الحملات التي أطلقتها حركة التوحيد والإصلاح منها “حملة نظافة وطني عنوان حضارتي”، و” حملة لنحيا بالقرآن”، و”حملة حريتي في عفتي”. وكل سنة نعيش حدثا كبيرا ومع حملة في موضوع معين، نتواصل من خلالها مع عموم الناس وعامة المجتمع.
س: ما دواعي تنظيم حملة الإحسان؟
ج: تتمثل دواعي تنظيمنا لحملة الإحسان في أربع دواعي أساسية هي أولا، الحملة هي استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا في قوله تعالى”وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” سورة البقرة، و هذه الآية هي شعار الحملة والأمر بالإحسان فيها واضح، ثانيا هي إتباع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”، رواه مسلم، يعني أن قيمة الإحسان فريضة في الدين الإسلامي كباقي الفرائض مثل الصلاة والصيام وغيرها، إذن الإحسان كقيمة وكخلق كبير أيضا مفروض أن يتخلق به كل إنسان مسلم، ثالثا الحملة تنفيذ لبرنامج الحركة وعيا منها بأهمية هذه القيمة في العمل، والحركة تسعى لتعزيز هذه الرسالة الحضارية في المجتمع المسلم، ودعت أن يكون الإحسان موضوع ملتقياتها وأنشطتها الدعوية خلال هذه السنة، وفي نظرنا هو اختيار راشد، و الحركة تؤكد على أن الإحسان ضرورة في المجتمع، وقيمة ضرورية لتحضر وتقدم المجتمع، رابعا الحملة مساهمة في نشر الروح الإيجابية في المجتمع لأنه بدون الإحسان والإتقان والجودة في العمل ستنتشر المظاهر السلبية كالغش والاتكالية، وتنتشر العقلية المطالبة بالحقوق كشرط للقيام بالواجبات، وترك القيام بالواجبات وهذه العقليات للأسف، عقليات تبريرية تبرر عدم القيام بالواجب وعدم الإحسان في الإعمال بعدم التوفر على الحقوق، وبالتالي الحركة تساهم من خلال هذه الحملة بنشر الروح الايجابية وروح الأمل وروح التغيير، وستساهم في التقليل من المظاهر السلبية التي يعرفها المجتمع، ومن خلال الحملة نعطي منظور آخر ايجابي للإنسان المسلم، المسلم الراقي في عقله وفي فكره وفي عمله، وينطلق من نفسه ومن ذاته، ويصبح شمعة الخير الذي ينطلق من نفسه أولا بالإحسان في أي عمل يقوم به سواء كان صغيرا أو كبيرا، ويصبغه بصبغة الإحسان والإتقان في حياته كلها.
س: ما هي الأهداف التي سطرتموها للحملة؟
ج: للحملة هدف عام وأهداف فرعية، ولا بأس أن نذكر أن نداء الحملة هو “لنعمل بإحسان” وفي نظرنا ينبغي أن يكون شعار كل مواطن ايجابي صالح، الهدف العام للحملة هو تعزيز قيمة الإحسان في العمل، أكيد أن في المجتمع صالحين لكن نحن نريد أن تتعزز هذه القيمة، قيمة الإحسان في العمل وذلك من اجل الرفع من مستوى وعي الناس بقيمة الإحسان في العمل، وبالمناسبة هناك مفاهيم سطحية لمفهوم الإحسان هناك من يفهم من الإحسان الإنفاق بالمال، هناك من يركزه في الشق الداخلي الروحاني الباطني فقط، أما نحن نتناوله كقيمة نريد أن نعززها باستحضار رقابة الله عز وجل واستشعار معيته، وإذا تمكنا من غرس هذه القيمة عند الإنسان سيكون محركا له للاتقان في عمله، ولبذل الجهد على أن يتقن أعماله لوجه الله وهذا هو عمق الإحسان، وهذا يفترض أولا أن يحب الإنسان عمله ويحرص على العمل ويواجه الكسل والعجز والاتكالية، ونحن سنساهم من خلال هذه الحملة من بيان موقع هذه القيمة في عملية الإصلاح والتغيير، وعندنا قناعة لا يمكن لأي أمة ولا لأي شعب أن يتقدم وأن يرتقي بدون قيمة الإحسان والإتقان والجودة في العمل كلها، إذا أردنا أن نحارب العوامل السلبية كالغش والإتكالية فلنغرس مثل هذه القيم الايجابية التي ننطلق من الإيمان بالله عز وجل و استشعار رقابته، إلى الجانب العملي والشكل العملي.
س: وماذا عن الأهداف الفرعية؟
ج: الأهداف الفرعية تدور حول التحسيس بأهمية الإحسان في العمل، التذكير بأهمية الإحسان في عمق مشروع الإصلاح والتغيير، هذه القيمة إذا تخلق بها كل إنسان، تمكننا من التقدم كبلد، ثم التحذير من الآفات السلبية التي نعاني منها كبلد، مثل الغش في العمل والكسل، مما يجعلنا نفكر في شعوب مثل اليابان ودول أخرى تقدمت في ظرف سنوات قليلة عندما حرصت كل الحرص على تمليك الإنسان قيمة الإحسان مند الطفولة، ثم عند الرجل وعند المرأة، وعند الذي ينظف الشارع والمهندس والأستاذ، حتى يصبح عند المواطن حس راقي، ويرتقي في عمله حتى يتسنى له الإتقان فيه، و نواجه العقبات والعقليات التبريرية التي تشكل عائقا للوصول إلى الواقع الذي ننشده.
س: ما هي الوسائل المعتمدة في تنزيل الحملة؟
ج: من وسائل تنزيل الحملة 12 بطاقة تواصلية، كل بطاقة تعالج موضوعا محددا تبنى عليه قيمة الإحسان في العمل، والمطويات. وهذه البطائق إن شاء الله ستصل إلى الموظف إلى العامل البسيط، عامل شركة ليصبح شعاره الإتقان لوجه الله، فيكفي تحريك هذه المقاربة التربوية والتحسيس بأهمية قيمة الإحسان في العمل، من الوسائل أيضا توزيع أقراص مدمجة على عموم المغاربة في مختلف مناطق المغرب تتضمن مواد مصورة مع مؤطرين، بالإضافة إلى القيام بخيمات تواصلية مع عامة الناس، والتواصل المباشر مع معهم و توضيح هذه القيمة الكبيرة التي هي أصيلة في الدين الإسلامي والتي تعرف في الغرب أكثر بالجودة و هي عميقة في الحضارة الإسلامية و التي هي الإحسان في العمل، وسنعتمد أيضا على الشق الالكتروني حيث ستعرض في قناة حركة التوحيد والإصلاح على اليوتوب، مجموعة من الأشرطة المصورة، ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي.
س: هل خصصت الحركة أنشطة معينة مرتبطة بالحملة؟
ج: نعم، خلال هذه السنة ستنظم الحركة أنشطة خاصة بالإحسان وفق ثلات مستويات المستوى الأول ستنظم كل منطقة لحركة التوحيد والإصلاح نشاط مركزي موسع، المستوى الثاني خيمات دعوية بكل مدينة للتواصل المباشر مع الناس، الهدف منها الإحساس والتوعية وتمليك الناس هذه القيم الأصيلة، المستوى الثالث الجولات واللقاءات المباشرة مع الناس للتوزيع المباشر.
س: هل للحركة شركاء آخرين في الحملة؟
ج: لحد الآن ليس للحركة شركاء وهذا طبيعي لأننا في بداية مرحلة تنزيل الحملة، ولكن من مبادئ الحركة التعاون على الخير مع الغير، نحن نسعى للتواصل مع كل الفعاليات، وكل الهيئات والحملة مفتوحة أمام كل الهيئات والمؤسسات سواء الرسمية والغير الرسمية، من أجل تحسيس المواطن بأهمية قيمة الإتقان لوجه الله تعالى، و نرحب بأي هيئة تشترك معنا في هذا الهدف كيف ما كانت، و نرحب بكل الفئات والأفراد.