الكتاب: مبادرة السؤال من أجل حركية فكرية جديدة
إعداد وتأليف: فيصل الأمين البقالي
الناشر: حركة التوحيد والإصلاح
الطبعة: طوب بريس – الرباط
عرض: حنان اعميمي
صدر عن حركة التوحيد والإصلاح كتاب بعنوان مبادرة السؤال”من أجل حركة فكرية جديدة ” من إعداد وتأليف فيصل الأمين البقالي ويقع في 117صفحة.
الكتاب هو رسالة عن مبادرة السؤال التي أطلقها قسم الإنتاج العلمي والفكري والفني لحركة التوحيد والإصلاح، وعيا منه بالمآزق التي لا تنكر، والعوائق لا تغفل، وما يستوجبه ذلك من ضرورة النظر في أسبابها، والرجوع بالسؤال والنقد على أربابها.
” فالسؤال المثمر والنافع عند الفرد أو الجماعة يفترض الفهم والاستيعاب الواعي لقواعد طرح السؤال”.
انطلق الكتاب في معالجته مسألة السؤال من تحديد قواعد طرح السؤال التي عرضها في ثلاث قواعد أساس:
أول هذه القواعد إكساب الذهن عادة طرح السؤال، فكثير من المثقفين والمتعلمين غير متعودين على طرح السؤال على الظواهر التي تمر أمام أعينهم، و هذا خلل ذهني كبير في مجال إنتاج الفكر السديد والممارسة الرشيدة، فمن لم يتعلم طرح السؤال والدربة عليه فلن ينتج فكراً جديراً بالاهتمام ولا ممارسة ناضجة.
وثاني قواعد طرح السؤال المثمر امتلاك المفكر لجهاز مفاهيمي سليم من الاعوجاج الحاد، فنحن نفكر ولكن بواسطة مفاهيم، فإن كانت المفاهيم سليمة أنتجنا فكراً سليماً وممارسة سديدة، وإن كان الجهاز المفاهيمي معوجا أو أعوراً أنتجنا فكراً وممارسة أعورين أعوجين حتى وإن امتلكت مهارة طرح السؤال.
وثالث قاعدة من قواعد طرح السؤال أن يكون هدفه فك مغلق من مغاليق ومعضلات الحياة عند جماعة أو أمة ما أو مشكلة تهم البشرية في حياتها المعاشة. إن طرح السؤال من أجل الطرح فقط لا فائدة منه.
يحاول الكتاب إعطاء الخاصية التي يجب تمثلها في طرح السؤال
“ونحن نعتقد أن طرح السؤال وفق مفهوم الوسطية سيوفر إنتاجا فكرياً وممارسة عملية أكثر سداداً و رشداً، أما طرح السؤال وفق مفهومي الإفراط والتفريط فسينتج معرفة وممارسة مفرطة أو مفرّطة لا محالة”.
وأعطى المؤلف دواعي اختيار الوسطية في الطرح والعلاج كإطار محدد لطرح السؤال :
فتقديس فلسفة الحداثة للعقل، وهو إفراط، انتهى إلى آفة الإلحاد و نكران الغيب. و تكفير الكنيسة في العصر الوسيط للعقل و العلم، و هو تفريط، انتهى إلى تعطيل العقل والعمران في أوروبا، وتكريم العقل بلا تقديس أو تكفير في الإسلام، أي بلا إفراط و لا تفريط، حرر العقل وأنتج العمران و صان الإيمان بالغيب.
أما المستويات التي سار الكتاب في علاجها لطرح السؤال فجاءت ضمن ثلاثة أبواب:
فبالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والملاحق جاء عنوان الباب الأول:”في السؤال” وهو بمثابة تمهيد منهجي للبابين اللاحقين. والباب الثاني “تساؤلات أمام المشروع الإسلامي” وخصص لأسئلة مجالات التلقي المفترضة لخطاب الحركة الإسلامية: المجتمع والأمة والإنسانية.
ومن خلال ما ظهر من أسئلة ، عاد مؤلف الكتاب فجعل من ذات الخطاب محلاًّ للسؤال في الباب الثالث “تساؤلات في المشروع الإسلامي”. وينقسم الباب الأول إلى ثلاثة فصول: الأول عن السؤال وحركة الفكر، وفيه حديث عن دور السؤال في بعث الهاجس إلى التفكير والتأمل. وفي الفصل الثاني /السؤال في القرآن، جولة سريعة بين التأملات في بعض آيات السؤال في القرآن والسنة المطهَّرة. أما الفصل الثالث /أسئلة قبيلة فهو عبارة عن أسئلة تطرح نفسها على مبادرة السؤال من وجوه بسطناها في مكانها.
الباب الثاني من فصلين: فصل بعنوان الإنسانية والأمة وفيه أهم الأسئلة التي تم طرحها عن الانتظارات الممكنة للإنسانية من الخطاب الإسلامي وكذا ما ينبغي أن تضطلع به الأمة في هذا الإطار وثان عن المجتمع والآخر، وفيه نعرض للتحولات العميقة التي شهدها المجتمع الإسلامي وما تفرضه من تحديات أمام الخطاب الإسلامي. أما الباب الثالث فمكون من: أسئلة المنهج فأسئلة المفاهيم، ثم أسئلة التنظيم فأسئلة المشروع
يعد كتاب “مبادرة السؤال من أجل حركة فكرية جديدة”إضافة جديدة في حركة التأليف وإعمال الفكر داخل حركة التوحيد والإصلاح خاصة والحركة الإسلامية المغربية عامة ، نظرا لملامسته لأهم الإشكالات التي طرحت على تعددها وثرائها وتشعبها التي طرحت على العمل الإسلامي.