أبنائي الأعزاء، كيف نعد للامتحان إعدادا يغنينا عن الغش؟
موضوع قديم جديد، خاض ويخوض فيه كل الخائضين، خاصة كلما اقترب موسم الامتحانات، واحتاج إليه التلاميذ والطلبة غاية الحاجة، موضوع – مع الأسف – تكاد تغيب حصصه ودوراته التدريبية في المؤسسات، مع أن مضمونه يمكن أن يسعف العديد من التلاميذ، خاصة الذين لم يكونوا من الفئة التي لم تعمل شيئا كثيرا خلال الموسم الدراسي ولا تريد أن تعمل شيئا نهايته، ورغبتها أن يكون حظها حظ العاثرين، شعارها من نقل انتقل ولو إلى الجحيم، “ربحة ولا ذبحة” وهي مضمونة مضاعفة وبالمجان، لذا فخلاصة القول في الموضوع – كما يتطرق إليه الجميع – أن الاستغناء عن الغش في الامتحانات أن تعد لها إعدادا جيدا وصادقا، ولا يتم هذا الإعداد الجيد الصادق إلا إذا كان على ثلاثة مستويات لكل منها أهميته البليغة وارتباطه الوثيق بالمستويات الأخرى، وهي:
على المستوى النفسي:
- الاعتقاد الجازم بأن الامتحان ظرف خاص، لابد له من اهتمام خاص، وهو جد لا هزل.
- اليقين التام بأن الامتحان مهما كان فهو في متناولنا، كما كان في متناول من سبقونا وهم أمثالنا.
- إدراك أن فرص وعوامل النجاح في الامتحان أكثر من غيرها، فهو جزء من التقييم السنوي العام.
- العزم على أن يكون نجاحنا في الامتحان عن جدارة واستحقاق، حتى نبذل من الجهد لذلك ما يلزم.
- الإقبال على الامتحان بروح إيجابية متفائلة، هادئة غير مضطربة ولا خائفة، تطمح للتميز والتفوق.
- معرفة أن النجاح بداية وليس نهاية، وأنه نجاحات متعددة يمكن أن تتحقق في كل مجــــالات الحياة.
على مستوى الإعداد:
- تنظيم الوقت.. وبرمجة المراجعة، وعدم تراكم الدروس إلى الأوقات الضيقة.
- اعتماد التعلم الذاتي و البدء بمراجعة المواد التي أفهمها قبل التي أجد فيها صعوبة.
- المراجعة الثابتة المتأنية الصادقة التي تلم بأهداف الدرس وقواعده ومقاديره ووحداته وأمثلته…
- المراجعة الفردية..ثم المراجعة الجماعية مع الأصدقاء والمساعدين قصد التأكد من صحة المعتقدات
- إنجاز الكافي من التمارين والموحدات والامتحانات السابقة، مع احترام التوقيت والصدق في التنقيط.
- الاستفادة مما قد تنظمه مؤسستك أو غيرها من الجمعيات،من حصص الدعم والمراجعة حسب الحاجة.
- تفادي المراجعة المختلطة في المقــــاهي والحــدائق..، والتـي قد تتيه بك بعيدا عن المراجعة الحقيقية.
على مستوى الأجواء:
- اختيار مكان هادىء ومناسب للمراجعة يكون غير المكان المعتاد للبهو المنزلي أو غرفة النوم.
- التركيز ثم التركيز و الابتعاد عن كل ما يلهي من الهاتف والتلفاز والإنترنيت ومواقع التواصـل.
- تدوين النقط والقواعد والعلاقات..والعمل ما أمكن بالخرائط الذهنية لاستيعاب الدروس وتذكرها.
- الحرص على التغذية السليمة والمتكاملة والمتوازنة،بعيدا عن المنبهات من المشروبات وأكلات الشارع.
- بدء المراجعة مع الصباح الباكر، وأخذ قسط لازم من الراحة بين الفترات ( 5د / 30د)،مع تفادي السهر.
- التوكل على الله، ولزوم الطاعة ورضا الوالدين، والدوام على الصلاة والدعاء، والرضــــــا بمــا قسم الله.
أمامك الامتحان الاشهادي، ابتدائي أو إعدادي، أمامك “باك” جهوي أو وطني، عادي أو استدراكي، أمامك فروض موسمية ومباريات وطنية..، قد تجتازها للسنة الأولى أو لسنتين متتاليتين أو ثلاثة دون اقتحام العقبة، ولن تقتحمها أو تتغير نتائجك السيئة في شيء ما لم تتملك وتعمل بهذه الطريقة العلمية الأمثل والأفضل، خلال الموسم الدراسي ككل وخلال فترة المراجعة للامتحانات خاصة وهي سر ومفتاح النجاح.
متمنياتي لكم أبنائي الأعزاء بالتوفيق والنجاح، عن جدارة واستحقاق ودون غش، ففي الحديث:”من غش فليس منا”، والغش كذب وسرقة..خيانة وفساد،عواقبه وخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع.
الحبيب عكي