العلوي في حوار لموقع “الإصلاح”.. “التجديد الطلابي” والجائحة وأسئلة المستقبل
يشكل العمل الطلابي محطة مهمة لطرح قضايا الجامعة والتعليم والبحث العلمي والترافع لصالحها، كما تعتبر أيضا محطة لتأهيل النخب الشبابية في شتى المجالات، وتعد منظمة التجديد الطلابي جمعية مدنية شبابية تشتغل أساسا في الوسط الطلابي حيث خلدت يوم الإثنين 8 مارس 2021 ذكرى تأسيسها، والتي تأتي هذه السنة في ظل التدابير التي فرضتها السلطات للحد من انتشار فيروس “كورونا” والتي أثرت بشكل كبير على أداء عدد من المجالات من بينها الجامعة والعمل الطلابي والبحث العلمي.
وفي هذا السياق أجرى موقع “الإصلاح” حوارا مقتضبا مع نائب رئيس منظمة التجديد الطلابي مصطفى العلوي، حول عدد من القضايا المستجدة وسؤال الجامعة وجائحة كورونا وأبرز الملاحظات حول أداء الوزارة المعنية في التكيف مع الجائحة وأبرز التحديات التي يواجهها العمل الطلابي في المستقبل. وإليكم نص الحوار:
أثرت جائحة كورونا منذ ظهورها بالمغرب على عدد من المجالات من بينها المجتمع المدني والجامعة، ما هو في نظركم مدى التأثير الذي أحدثته تدابير الحد من انتشار فيروس كورونا على المنظمة والعمل الطلابي؟
تأثير الجائحة في العمل الطلابي هو تأثير ملحوظ وواضح للعيان، وقوضت -الجائحة- بشكل أو بآخر عمل المنظمة، لأن عمل المنظمة هو عمل يجري بالأساس في الواقع وبصفة مباشرة مع الطلبة وفي غالب الأحيان، وهذا أثر بشكل كبير على التواجد اليومي للمنظمة في الساحة الجامعية وفي الفضاءات المغلقة مثل الأحياء الجامعية وعدد من المؤسسات التي تعتمد التعليم عن بعد.
وبالتالي رغم أننا حاولنا التكيف مع الصيغ الجديدة وحاولنا تنظيم أنشطة عن بعد ومحاولة جعل مختلف أعمالنا تواكب هذه التطورات التي فرضتها الجائحة ولكن لا ننكر بأن عمل المنظمة تأثر وبأن فعاليته وإيصال صوته ورسالته تأثر بشكل كبير.
ولكن نأمل إن شاء الله مع هذه الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس ومع المجهودات التي تبذلها الدولة في مختلف القطاعات من بينها قطاع التعليم، في العودة إلى الوضع الطبيعي، ونتوقع بأننا على الأقل في الشهرين المقبلين ممكن ترجع الأمور إلى ما هي عليه. وبالتالي نستأنف أنشطتنا من جديد، على الرغم من أن هذه الجائحة ستترك انعكاسات ليست سهلة على بنية المنظمة، والتي مرتبطة أساسا ببنيتها التنظيمية ومواردها البشرية، لأنه خلال السنة الماضية كان هناك خريجون كثر وهذا العام أيضا سيكون هناك خريجون كثر.
وغيابنا عن العمل في ظل وضع طبيعي أثر على التحاق الطلبة الجدد بالمنظمة، وبالتالي ستكون مهمتنا الكبرى على المستوى التنظيمي في السنوات المقبلة هي تعويض الموارد البشرية التي ستتخرج، وعلى المستوى الإشعاعي سيكون علينا الرفع من جاهزيتنا من أجل إيصال رسالتنا بشكل أفضل.
على ذكر تأثير الجائحة، ما هي في رأيكم أبرز ملاحظاتكم على أداء الوزارة المعنية على مستوى الجامعة والبحث العلمي في تدبيرها خلال ظروف الجائحة؟
بالنسبة لتدبير الوزارة خلال الجائحة، لا ننكر أن هناك مجهودات كبيرة بذلتها الحكومة بصفة عامة وتحديدا وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، من أجل تكييف عملية التأطير مع المستجدات التي طرحتها الجائحة.
لكن هذا لا ينفي بأن هناك ارتباك في تدبير عدد من الجزئيات والأمور، منها عملية التعليم عن بعد التي لا تتم بالطريقة المناسبة، ومنها الصعوبات التي يواجهها طلبة العلوم الدقيقة والذين يحتاجون التواجد في المختبرات، بحيث لم تستطع الوزارة المعنية إيجاد حل لهم، بالإضافة إلى ذلك، إغلاق الأحياء الجامعية الذي أثر بشكل كبير ومن الممكن أن تكون له انعكاسات كبيرة؛ ليس لدينا أرقام مضبوطة لحد الآن، وذلك على مستوى الهدر الجامعي أو مستويات أخرى وبالتالي هناك أمور إيجابية وأمور سلبية.
نحن نثمن الأمور الإيجابية ولكن دورنا الأساسي يبقى هو التنبيه للاختلالات ولقد سبق وأن نبهنا لها في بياناتنا ومواقفنا وفي أنشطتنا التي ننظمها، لأنه في النهاية هذا هو دورنا كمنظمة طلابية مدنية.
خلدت المنظمة يوم الإثنين 8 مارس 2021 ذكرى تأسيسها سنة 2003 وتزامت أيضا مع ظرفية جائحة كورونا،أكيد هناك نقاشات مطروحة حاليا سواء فيما يخص العمل الطلابي والجائحة وكيفية التكيف وسؤال الاستشراف، في نظركم ما هي أبرز التحديات التي ستواجهها المنظمة مستقبلا، سواء في الجامعة أو العمل الطلابي والشبابي ككل؟
منذ 2003 تاريخ تأسيس المنظمة إلى اليوم 2021 طرأت تحولات كبيرة والواقع غير الواقع والسياق غير السياق والطلبة غير الطلبة والمغرب اليوم ليس مغرب الأمس بحيث كانت تطورات كبيرة، وبالتالي أؤكد لكم اليوم أننا فتحنا حاليا في هذا الصدد نقاشا وطنيا كبيرا سينطلق الأسبوع المقبل أو بعد عشرة أيام على أقصى تقدير ستكون فيه أيام دراسية ستناقش فكرة المنظمة ككل، وعدد من الورشات ستناقش تصورات المنظمة سواء في الجانب الفكري أو النقابي أو الدعوي أو على مستوى الترافع المدني، أي في مختلف الجوانب..
وستناقش أيضا لأول مرة ورقة سياسية لمنظمة التجديد الطلابي، وهذه محاولة للتكيف مع الواقع الجديد لأنه على الأقل الفكرة أو الخلاصة التي وصلنا إليها الآن وأؤكدها أننا مقتنعين تمام الاقتناع أننا في الحاجة إلى التغيير في طريقة عمل المنظمة يواكب التطورات الحالية، ولن أستبق النقاش الوطني الذي سيطرح ولكن ما أؤكده هو أنه انطلاقا من الآن إلى المؤتمر الوطني للمنظمة في الصيف المقبل سنحاول أن نكون بعد المؤتمر مختلفين بنسبة مقدرة.
في الختام، رسالة تريد توجيهها للطلبة وأعضاء المنظمة خاصة في ظل اجتياز الامتحانات مع الظرفية الحالية وارتباط ذلك بالأداء الدراسي والتحصيل العلمي؟
أولا أتمنى من الله أن يرفع عنا هذا الوباء حتى يعود الطلبة إلى مدرجاتهم وحتى تستعيد الجامعة ألقها وحتى تستعيد المنظمة فاعليتها وحيويتها في الوسط الجامعي، شأنها شأن باقي المنظمات الطلابية الأخرى التي تؤثث المشهد الطلابي في المغرب.
وبالنسبة لرسالتي التي أوجهها للطلبة فأتمنى لهم النجاح والتوفيق في الامتحانات الجامعية التي تجري الآن أو التي ستجري، كما أتمنى للطلبة الحديثي العهد في التخرج التوفيق في المباريات المهنية التي يجتازونها.
كما أدعو الطلبة إلى القيام بدورهم في التحصيل العلمي على أكمل وجه والاهتمام كذلك بالمناشط الثقافية والفكرية والدعوية التي تنمي وتفتح مداركم وقدراتهم ومهاراتهم.
ورسالتي لأعضاء المنظمة أود أن أشكرهم على صمودهم الدائم في جميع الظروف والاستحقاقات وأحييهم على مواجهتهم للتحديات الداخلية والخارجية التي تطرح أمامهم للقيام برسالة المنظمة.