رابطة برلمانيون لأجل القدس بالمغرب الكبير وغرب إفريقيا ترفض مخططات الاحتلال لضم الضفة
عقدت الرابطة الإقليمية لرابطة برلمانيون لأجل القدس أشغال الملتقى التواصلي الثاني للرابطة بدول المغرب الكبير وغرب إفريقيا، وذلك يوم السبت 04 يوليوز 2020م، حيث توزعت أشغاله إلى جلستين رئيسيتين، الأولى افتتاحية عرفت إلقاء كلمات كان أبرزها، كلمة رئيس الرابطة سعادة الشيخ حميد الأحمر، وكلمة إدارة الملتقى في اسم منسقها المهندس عيسى امكيكي، وكلمة باسم المجلس الأعلى للدولة في ليبيا في شخص النائب الأول للرئيس سعادة الأستاذ محمد بقي، وكلمة المدير التنفيذي للرابطة الدكتور محمد بلعاوي، وكلمات باسم دول الجزائر وتونس والمغرب ومالي.
وختمت الجلسة الافتتاحية بإطلاق عريضة دولية ضد ضم الضفة الغربية، أطلق عليها العريضة الدولية ضد الضم.
وبعد ذلك، افتتح المجتمعون أشغال الجلسة العامة، بعرض ألقاه النائب الموريتاني محمد غلام حول استراتيجية عمل الرابطة في المرحلة القادمة، تلته تدخلات الدول المشاركة في المؤتمر والعضوة في الرابطة الإقليمية، التي يصل عددها إلى 20 دولة.
أهم مواقف المؤتمر:
ذكر سعادة الأستاذ حميد الأحمر رئيس الرابطة في ختام كلمات الجلسة الافتتاحية، أنَّ رابطةَ برلمانيون لأجلِ القدسِ تُضمُّ نوابًا مِن أكثرَ مِن ستينَ دولةٍ مِن مُختلفِ بِقاع الدنيا، ومِن مُختلفِ الأديانِ والمذاهبِ والتوجّهاتِ السياسيّةِ، كلُهم اجتمعوا على تبنّي الحقِ الفلسطيني وحرّيّةَ القُدسِ، لأنّهم يؤمنونَ بأنّ العلاقةَ بينَ البشرِ لا يمكنْ أنْ تقومَ على العُدوانِ والاستبعادِ، بل على الحقِ والعدلِ، وأنّ الحريّةَ مكفولةٌ لكلِ الشعوبِ. وتأسف لكون الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّة، التي اعتبرها المتحدث زعيمةَ المجتمعِ الدولي اليوم، تقفُ بشكلٍ مكشوفٍ إلى جانبِ العدوانِ الإسرائيلي، تحْميهِ وتشجِّعهُ، ممّا جعلَ مِصداقيةَ المؤسّساتِ الدوليّةِ وقدرَتَها على تنفيذِ تعهُداتِها موضِعَ شكٍ عندَ الكثيرين، مُفْسِحَةً المجالَ لمزيدٍ مِنَ التطرفِ والإرهابِ، وسطَ غيابِ القدرةِ على تحْصيلِ الحقوقِ بالطُرُقِ المَشْروعةِ.
ودعا للتسريع باستكمال هيكلة الرابطة الإقليمية بالمغرب الكبير وغرب إفريقيا، لما لبرلمانيي وبرلمانات المنطقة من سبق وعمل متواصل نصرة للقضية الفلسطينية.
من جانبه نبه الأستاذ المهندس عيسى امكيكي، المنسق العام للقاء التواصلي الثاني لرابطة برلمانيون لأجل القدس بمنطقة المغرب الكبير وغرب إفريقيا، ونائب رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس سابقا، إلى أن القضية الفلسطينية تعيش مسارا خطيرا، خاصة في ظل مخططات الاحتلال الإسرائيلي تهويد القدس الشريف وفلسطين وضم الصفة وتوسيع مخططاته في الاستيطان واستمراره في الجرائم الإنسانية المرتكبة ضد الفلسطينيين.
كما أدان خلال كلمته التي ألقاها ضمن فعاليات الملتقى التواصلي الثاني للرابطة، الذي عقد يوم أمس السبت 04 يوليوز 2020، عبر تقنية التواصل عن بعد، والذي بث مباشرة على الصفحة الرسمية للرابطة، الأطراف الدولية التي تمنح الشرعية لتصرفات الاحتلال، وخص بالذكر خطوة الولايات المتحدة لنقل سفارتها للقدس الشريف، وهو الأمر الذي اعتبره المتحدث مخالفا لأبسط قواعد القانون الدولي الملزمة والمتعارفة.
وفي كلمة لسعادة السيد محمد بقي النائب الأول لرئيس مجلس الدولة في ليبيا، أكد على أهمية دعم القضية الفلسطينية، كما ندد بكل المحاولات الصهيونية لطمس الهوية الفلسطينية، واستنكر جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، ودعا كل المجتمعين إلى بذل مزيد من الجهود لنصرة فلسطين وحماية القدس الشريف، وإطلاق صندوق للتضامن مع فلسطين.
أمام الدكتور محمد بلعاوي المدير العام التنفيذي للرابطة، فدعا إلى التوقيع على عريضة ضد الضم، واستكمال بناء الرابطة الإقليمية بدول المغرب الكبير وغرب إفريقيا، لما سيكون لذلك من أثر كبير على الرابطة إقليميا ودوليا.
وعلى نفس المنوال، سارت كلمة الأستاذ البشير جار الله، عضو الهيئة التنفيذية للرابطة، الذي ندد بدوره بكل جرائم الاحتلال الصهيوني، وشدد على أهمية دعم الفلسطينيين لمواجهة كل المخططات الصهيونية، وذكر بالقرار الأممي 337 الذي يعتبر الكيان الصهيوني كيانا عنصريا، كما دعي للوقوف بشكل حازم أمام العدوان الصهيوني على ارض وتاريخ فلسطين.
وفي كلمة للسيدة سماح دمق، عضو مجلس نواب الشعب التونسي، ذكرت بوقوف تونس على الدوام مع الشعب الفلسطيني ومع الشرعية الدولية، ودعت إلى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالملف الفلسطيني، واعتبرت أن صفقة القرن ما هي إلا تصفية للقضية الفلسطينية، وذكرت بوجوب الدفاع عن كل القضايا الإنسانية العادلة.
من جهته عبر الأستاذ عبد الاله الحلوطي، الخليفة الثاني لمجلس المستشارين، وعضو الهيئة التنفيذية لرابطة برلمانيون لأجل القدس، في كلمة له أثناء الجلسة الافتتاحية، عن امتعاضه للكثافة غير المعهودة لمخططات الاحتلال الصهيوني وحلفائه في فلسطين، وعلى رأسها مخططات تهويد القدس الشريف وفلسطين، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، وإعلان الجانب الأمريكي عن “صفقة القرن” التي عبرت كل القوى الحية عبر أرجاء العالم عن رفضها القاطع لها، ثم أخيرا -يضيف المتحدث- في الأيام الماضية إعلان رئيس وزراء الاحتلال عن خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية للكيان الصهيوني، ما اعتبره مؤشرا تصعيديا خطيرا يمس بوحدة الأراضي الفلسطينية ويضرب بعرض الحائط، كل الجهود الرامية إلى إقرار سلام عادل وشامل مستدام بالمنطقة، كما ذكر بأدوار المغرب الدائمة والمهمة والإستراتيجية ملكا وحكومة وشعبا الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في كفاحه المستمر لنيل الحرية والانعتاق من الاستعمار الغاشم.
ومن جانبه أكد سعادة الأستاذ محمد الامين جكيني، عضو البرلمان المالي ورئيس لجنة الصداقة المالية الفلسطينية، دعا لاحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، واعتبر ان صفقة القرن ما هي إلا محاولة للالتفاف على قرارات المجتمع الدولي الداعمة للفلسطينيين، وأكد وقوف مالي على الدوام مع الفلسطينيين ومع حق الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أما الأستاذة مينة الطالبي عضو مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بالقضية الفلسطينية فقد أدانت بدورها في كلمة باسم المغرب أثناء أشغال الجلسة العامة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، في ظل ما سمته عجزا دوليا عن وقف هذه الانتهاكات الجسيمة في حق شعب أعزل، ووجهت دعوة لكل البرلمانيين والبرلمانيات، وكل البرلمانات، وكذا كل منظمات المجتمع المدني، ومنها رابطة برلمانيون لأجل القدس، إلى التعبير عن رفض كل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها صفقة القرن، أو محاولات الكيان الغاصب ضم أجزاء واسعة من الضفة بما هو اعتداء صارخ على سيادة دولة، برلمانها عضو في عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية، كما دعت إلى تحرير الأسرى في سجون الاحتلال ومنهم النواب البرلمانيون أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
وأجمع باقي المتدخلين من كل الدول المشاركة على إدانة صفقة القرن، ومخطط ضم الضفة الذي يعتبر احد تجليات الصفقة، وكذا كل الممارسات الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
يذكر أن رابطة برلمانيون لأجل القدس، هيئة مدنية دولية مستقلة، تضم برلمانات حوالي 60 دولة عبر القارات الخمس، وقد سبق أن احتضن المغرب ملتقاها المغاربي والغرب إفريقي الأول الذي عقد السنة الماضية، كما أشرف على تنسيق وتنظيم هذا الملتقى الثاني الافتراضي يوم أمس، الذي حضره ما يزيد عن 100 نائب من أكثر من 20 دولة عضوة في الرابطة الإقليمية لدول المغرب الكبير وغرب إفريقيا.
الإصلاح