في زمن كورونا، تقدير الوالدين في جميع أنحاء العالم
يحتفي العالم في فاتح يونيو من كل سنة باليوم العالمي للوالدين، على اعتبار أنهما ركنا الأسرة وأساسا مجتمعهما والمجتمع ككل، ويثمن اليوم العالمي للوالدين، الذي عينته الجمعية العامة في عام 2012، الوالدين تثمينا عاليا لتفانيهما في التزامهما بأبنائهما والتضحيات التي يقدمانها مدى الحياة نحو تعزيز هذه العلاقة.
لقد اهتمت الجمعية بالأسرة اهتماما كبيرا، واتخذت عددا من القرارات الداعمة للأسرة، وأعلنت إطلاق السنة الدولية للأسرة والاحتفال باليوم الدولي للأسرة، للتأكيد على الدور الحاسم للوالدين في تربية الأطفال. ولم تزل الأسرة هي المسؤول الرئيس عن رعاية الأطفال وحمايتهم.
ولكي يكبر الأطفال صحيا متكاملين – يتناغم فيهم نموهم مع شخصياتهم – فإن من اللازم أن ينشئوا في بيئة أسرية ومحيط من السعادة والمحبة والتفاهم. والوالدين، في كل أنحاء العالم، هما الراعيان والمعلمان الأساسيان لأولادهما، بحيث يعدانهم لحياة منتجة ومرضية وسعيدة.
واليوم، ومع انتشار وباء كورونا تتحمل الأسر العبء الأكبر للوباء، ويتحمل الوالدان بصفتهما المرتكزين للأسرة، مسؤولية حماية أسرهم من الأذى، ورعاية الأطفال خارج المدرسة، ومواصلة مسؤوليات عملهم وفي نفس الوقت.
وترى الجمعية ، أنه بدون توفير الدعم للوالدين، فإن صحة الأطفال وتعليمهم ورفاههم العاطفي معرض للخطر، وبينما تواصل جائحة كوفيد-19 الاجتياح الهائل لمجتمعاتنا، ستظهر مذكرة صادرة عن اليونيسف ومنظمة العمل الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بشأن السياسات الصديقة للأسرة والممارسات الجيدة الأخرى في مكان العمل في سياق كورونا، أنه من الضروري دعم الأسر العاملة لتقليل الآثار السلبية والعواقب على الأطفال.
بدأت الأمم المتحدة تركيز الاهتمام على القضايا المتعلقة بالأسرة منذ ثمانينات القرن الماضي، ففي عام 1983، وبناء على توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، طلبت لجنة التنمية الاجتماعية في قرارها بشأن “دور الأسرة في تعزيز التنمية” (1983/23) من الأمين العام العمل على تعزيز الوعي بين صانعي القرار و الجمهور بمشاكل واحتياجات الأسر، وكذلك الطرق الفعالة لتلبية تلك الاحتياجات.
كما أعلنت الجمعية العامة، في قرارها 44/82 المؤرخ 9 كانون الأول/ديسمبر 1989 ، عام 1994 سنة دولية للأسرة ؛ وفي القرار رقم 47/237 لعام 1993 ، قررت الجمعية العامة الاحتفال بيوم 15 مايو من كل عام باعتباره اليوم الدولي للأسرة.
وفي العام 2012، أعلنت الجمعية العامة ان 1 يونيو من كل عام، سيكون يوما عالميا للوالدين، والذي يحتفل به سنويا في جميع أنحاء العالم.
يقول الدكتور علي القره داغي الأمين العام لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بهذه المناسبة:
لم أجد أعظم ولا أروع، ولا أجمل ولا أرق من قوله تعالى : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا “، فقد جعل الإحسان إليهما بعد عبادته، بل قرن شكرهما بشكره “أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
قال ابن عباس من لم يشكر الوالدين لم يقبل شكره لله تعالى، والإحسان هو أن تعاملهما وتكافئ تعبهما، وتحملهما على رأسك ورقبتك وأنت مسرور كما كانت أمك حملتك وهناً على وهن وأبوك سهر على راحتك وتربيتك وهما فرحان بك:
- أوجب الإحسان وهو قمة البر قولا وعملا ومحبة .
- حرم أي لفظ يفهم منه الإيذاء ولو كان معنوياً
- لم يكتف بتحريم الإيذاء إنما أوجب القول الكريم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (هو أن لا تمتنع من أي شيء يريدانه ) أي ثم تقدمه بمنتهى الأدب والتواضع والتكريم ثم مخاطبتهما : يا أبتاه يا أماه.
الإصلاح