حرمل تكتب: السكينة السكينة يا عباد الله!!
البشرية اليوم تعيش حدثا عظيما تصارع عدوا لا يراه أحد ظهر على عجل و انتشر على عجل و أغلق العالم على عجل،روّع النفوس، أغلق البيوت، حجر على الجميع فلا صوت يعلو عليه ولا صورة تعلو عليه، فهو السلطان بإذنه فوق أرض الله وهو القاهر فوق أرض الله بإذن الله لأنه جند من جنوده “وما يعلم جنود ربك إلا هو” .
اختلطت الأمور على عباد الله من قائل هو قاتل ومن قائل هو عابر فاحتاجت الأنفس في هذا الزمان العصيب قبل غيره إلى السكينة والهدوء والاطمئنان تستدعي فيه الإيمان فإنه “لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، وبالأخذ بأسباب الوقاية والصيانة تنفيذا لوصفة عمر ابن الخطاب عندما رفض أن يدخل الأرض تفشى فيها الطاعون فاستغرب أبو عبيدة قائلا :افرارا من قدر اللهيااميرالمؤمنين فردعليه ” لو غيرك قالها !إنما نفر من قدر الله إلى قدر الله !!!.
نحتاج إلى إيمان يباشر قلوبنا باستدعاء العلاج القرآني لحالات القلق والهلع والاضطرابات العصبية والأحزان والهيجان الذي صدر عن مجموعة من الناس خوفا وهلعا من هذا الضيف الثقيل الذي نرجو من الله أن يعجل بزواله!
كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة واستفاد ابن القيم من شيخه حيث قال:”وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيرا عظيما وسكونا وطمأنينة!
إقرأ أيضا : الدفع بالأسباب للفرار من قدر الله إلى قدر الله |
ذكرت السكينة في القرآن الكريم ست 6 مرات :
ثلاث مرات ذكرت وهو يتحدث سبحانه عن حادثة صلح الحديبية وما حصل للصحابة من اضطراب وقلق بسبب بنود الصلح فهي من أشد المواقف التي امتحن فيها إيمان المسلمين حيث زلزلت القلوب واضطربت فاحتاجت إلى جرعات السكينة والاطمئنان!! يقول سبحانه “هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والأرض ” الفتح 4.
السكينة للمؤمن زيادة إيمان مع إيمانه فالله أعلم بجنوده ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. فالمرض والوباء وغيره جند من جنود الله يرسله لمن يشاء ويرفعه متى يشاء!!
السكينة مناط لنيل رضى الله و رضوانه “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا” الفتح 1، فالعبد مبايع لله بعمره و رزقه…
“إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم” التوبة :111، فيعلم أن إنزال السكينة بعد الرضى بقضاء الله يثيبه الله بالفرج القريب إن شاء الله!!!
في سورة الفتح أيضا يقول سبحانه “فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ” الفتح : 26
الثبات على الإيمان، الثبات على الاطمئنان، الثبات على الحق والثبات على التقوى هي امتحانات يجتازها العبد في دنياه فينزل الله سكينته على المؤمنين مع الجائزة المرجوة بعد كل امتحان .
مرت على الصحابة محطات حرجة في السيرة زلزلوا وذهلوا وارتعبت قلوبهم “ضاقت عليهم الأرض بما رحبت” التوبة : 118، فالإنسان فيع صرنا الحالي مختنق في الحجر الصحي أو بالأحرى الحجر التربوي كما يطلق عليه بعض العلماء، ضاقت عليه أرضه فلا مساجد ولا مصليات يسلّي بها نفسه ولا عمل له إلا في بيته الذي هو اليوم أعظم واجبات هذا الوقت التي يثاب عليها أن يمكث في بيته وأن يقر في منزله فضيق النفس محتاج إلى السكينة والهدوء.
“فأنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين وأيّده بجنود لم تروها “التوبة : 26
جنود الرحمة من أطباء وعلماء وخبراء ومحسنين وفاعلين وغيرهم ….
جنود الملائكة بنشر الإيمان والسكينة في قلب المؤمن بذكر الله واللجوء إلى حمده.
فاللهم أنزل علينا سكينتك وانشر رحمتك وارفع الهم والبلاء والوباء عن عبادك أجمعين.
سعيدة حرمل