المقاومة الشعبية في الفجر العظيم – إياد القرا
الآلاف من الفلسطينيين تحركوا بما يستطيعون، الأشهر الأخيرة للصلاة فجرًا في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل لمواجهة اقتحامات المستوطنين المتواصلة والمستمرة من جيش الاحتلال، والتي تهدد المسجدين باستيلاء تام من قبل المستوطنين، تمهيدًا لإقامة ما يسمى الهيكل، وكذلك الاستيلاء التام على المسجد الإبراهيمي بعد الاستيلاء على جزء منه، وإغلاقه الدائم، ومنع المصلين من الوصول إليه في صلاة الفجر خلال السنوات الأخيرة، وزيادة عدد المستوطنين في الوصول له.
لا يعجز الفلسطينيون عن ابتداع أدوات المقاومة في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، ولا يتركون وسيلة جديدة إلا ويتبعونها في نمط جديد من المقاومة يحافظون فيها على ما تبقى لهم من مقدسات استولى عليها المستوطنون وصادروها ودنسوها في القدس والخليل ونابلس وبيت لحم، وأصبح واقع المساجد تحت الاحتلال مريرا بفعل التدنيس الدائم والاعتقالات للمرابطين وطرد المصلين والاعتداء عليهم.
اليوم يترك الآلاف من المصلين ليرعوا شعارهم أن الأقصى ليس وحده، وأن هناك من يحميه ولو كان بالأرواح والدماء، وانتفاضة البوابات التي انتصر فيها المقدسيون على الاحتلال ماثلة كتجربة شعبية مقاومة في وجه الاحتلال، شهد لها الجميع بأنها انتصار الإرادة في وجه الاحتلال.
صلاة الفجر التي شارك فيها الآلاف رغم البرد الشديد والحواجز والاعتداءات التي نفذها الاحتلال بجيشه وشرطته ومستوطنيه، هي تأكيد على فشل كل أساليب الاحتلال في النيل من الفلسطيني وصموده، بل إن قادة جيش الاحتلال أعلنوا عن صدمتهم من حجم الجماهير التي شاركت في مسيرات صلاة الفجر في المسجدين، ولم يتوقعوا الاستجابة الجماهيرية الواسعة من المواطنين، ويتوقع أن تستمر هذه التحركات لحماية المساجد من تدنيس المستوطنين ووقف اعتداءات الاحتلال.
ما حدث في المسجدين يعطينا العبرة، أن الرهان الفعلي هو المقاومة بأشكالها المتعددة في وجه الاحتلال، وهي الكفيلة بأن تضع حدا لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين، وإطلاق يد المقاومة بأشكالها الشعبية والمسلحة، وسيقطع يد المستوطنين عن مواصلة اعتداءاتهم كما يحدث كل يوم في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي واقتحام نابلس وبيت لحم من قبل الآلاف من المستوطنين كل ليلة من خلال التنسيق الأمني بين الاحتلال والأجهزة الأمنية في الضفة، وأن مواجهتهم تتم من قبل مجموعات من الشبان الثائر هناك لمحاولة اقتحام المدن الفلسطينية.
هي فرصة يمكن السير عليها بتسيير مجموعات كبيرة من المواطنين لحماية الأماكن التي يتم تدنيسها من قبل المستوطنين ووضع حد “لزعرنتهم”، وتشكيل سياج بشري يمنع الاقتحامات وعمليات التدنيس اليومية التي تحدث في مدن كبيرة تضم مئات الآلاف مثل نابلس والخليل وبيت لحم، وآن الأوان لتتشكل مجموعات شعبية لمواجهة جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأن تصبح المدن الفلسطينية محرمة على المستوطنين.