حركة حماس: “إسرائيل” تعطل الاتفاق.. تماطل وتفرض شروطا تعجيزية

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسام بدران أمس الأحد، إن الحركة أجرت مفاوضات عبر الوسطاء مع “إسرائيل” لحل قضية مقاتلي كتائب القسام المحاصرين داخل نفق بمدينة رفح التي تحتلها القوات الإسرائيلية، غير أن تل أبيب “ماطلت وقدمت شروطا تعجيزية وتراجعت عن مقترحات سابقة”.
وأوضح بدران، في مقابلة مع قناة “الجزيرة” ، أنه منذ بدء قضية المقاتلين “الموجودين في منطقة خارج الخط الأصفر في رفح (تحتلها إسرائيل) أجرينا مفاوضات عديدة مع الوسطاء للوصول إلى حل يحفظ حياتهم، لكن الاحتلال كان يماطل ويطرح أفكارا تعجيزية، وأحيانا يطرح أفكارا ثم يتراجع عنها”.
وأضاف: “ما يتعلق بالاستسلام وتسليم السلاح وبالتالي الاعتقال، طرح خلال بعض جولات التفاوض، لكنه كان مرفوضا من جانبنا. وتابع أنهم يدركون أن مقاتليهم في الميدان لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الخيار.
واعتبر بدران أن “الاحتلال الذي فشل في الحصول على صورة انتصار تتمثل في استسلام المقاومة خلال عامين من حرب الإبادة على شعبنا، أراد الحصول عليها عبر هذه الحادثة، والأمر لا يتم كما يريده الاحتلال”.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي من بدأ بمهاجمة مقاتلي القسام في رفح، وهو الذي قصفهم واغتال عددا منهم.
ومنذ أيام، تقول وسائل إعلام عبرية إن نحو 200 من مقاتلي “حماس” عالقين في نفق برفح، ولم تستجب تل أبيب بعد لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع. ومدينة رفح تقع ضمن المناطق التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها داخل قطاع غزة. وعلى مدار الأيام الماضية، تعلن تل أبيب بين حين وآخر مقتل عدد من المقاتلين داخل النفق.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار، قال بدران، إن “من عطل تطبيق الاتفاق هو الاحتلال، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، سواء بعدم فتح معبر رفح، أو استمرار عمليات الاستهداف داخل قطاع غزة، أو عدم إدخال المساعدات بالكميات المتفق عليها، أو استمرار الهدم الشامل في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال”. وأضاف: “فيما يتعلق بالجثامين (الإسرائيلية)، فذلك ذريعة يستخدمها الاحتلال لعدم تنفيذ التزاماته”.
وتابع: “بالأرقام، لم يتبق لدى المقاومة سوى جثتين، إحداهما لإسرائيلي والأخرى لعامل أجنبي، لكن الاحتلال بعنصريته المعهودة لا يتحدث إلا عن جثة الإسرائيلي”، مؤكدا أن “هناك جهودا يومية تبذلها كتائب القسام بالتعاون مع الصليب الأحمر وبمتابعة الوسطاء للوصول إلى الجثة، وبالتالي لا يوجد أي تعطيل من جانب حركة حماس لتنفيذ ما تم التوصل إليه في المرحلة الأولى من الاتفاق”.
وشدد المتحدث على أنه “قبل الحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق، المطلوب من العالم أجمع، والإدارة الأمريكية خصوصًا، وكل من يحرص على استقرار المنطقة، إلزام الاحتلال أولًا بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في المرحلة الأولى”.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بتسلمها كل جثث الأسرى، وتقول إنه لا يزال في غزة رفات أسيرين.
وكانت حركة “حماس” وكيان الاحتلال توصلا لاتفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية أمريكية، ودخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

ومن جهة أخرى، أعاد جيش الاحتلال فجر الاثنين اقتحام مدينة طوباس وبلدة عقابا شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد 24 ساعة فقط من انسحابه منها عقب عملية عسكرية استمرت أربعة أيام.
وبحسب شهود عيان، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية عددا من منازل المواطنين، واتخذت بعضها ثكنات عسكرية، وسط عمليات مداهمة جديدة.
و الأربعاء الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في محافظة طوباس شملت المدينة وعددا من القرى التابعة لها ومخيم الفارعة، واستمرت 4 أيام. كما نفذ عملية أخرى في بلدة قباطية إلى الجنوب من جنين شمال الضفة، حيث فرض منعا للتجوال وحول عددا من المنازل إلى ثكنات عسكرية، بحسب شهود عيان.
يذكر أن جيش الاحتلال والمستوطنون يواصلون اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة كما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1085 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألفًا، واعتقال ما يزيد على 21 ألفًا آخرين.
وخلّفت حرب إبادة قوات الاحتلال لغزة -التي بدأت منذ 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين- أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.




