108 سنوات على “وعد بلفور”.. جريمة لا تسقط بالتقادم

حلت أمس الأحد الذكرى الـ108 لصدور إعلان وعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
ويصادف 2 من نونبر كل عام ذكرى وعد “بلفور” المشؤوم، الذي أصدرته الحكومة البريطانية عبر وزير خارجيتها آرثر بلفور التزمت فيه ومنحت بموجبه حقًّا لليهود في تأسيس “وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على مقولة كاذبة ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
ويعدُّ الفلسطينيون هذا التاريخ يوما أسودا، شهد على ظلم شعب كامل وأعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق، وكان الوعد الخطوة الأولى لإقامة كيان لليهود في فلسطين، جاء على شكل تصريح من وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات استطاع خلالها الصهاينة التأثير على قرارات بريطانيا والحصول على الوعد منها.
وجعل وعد بلفور فلسطين وطنا لليهود رغم أنهم لم يكونوا في حينه سوى 50 ألف يهودي مقابل 650 ألف فلسطيني كانوا متواجدين على أرض فلسطين منذ آلاف السنين، وبالتالي سقطت فرضية أنّ أرض فلسطين كانت خالية من السكان في وقتها.
واتخذت الحركة الصهيونية من الوعد مستندا قانونيا لإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين واستمروا في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وارتكاب المجازر بحقهم حتى الإعلان عن إقامة “إسرائيل” في 15 ماي 1948، بعد ارتكاب مئات المجازر بحقّ أصحاب الأرض وتهجير عشرات الآلاف وطردهم من بيوتهم وقراهم ومدنهم.
لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفا من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليونا، أما الفلسطينيون فمنذ آلاف السنين طوروا حياتهم في بوادي والريف والمدن، إلا أن الوعد المشؤوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية.
وفيما يلي نص إعلان بلفور:
وزارة الخارجية البريطانية
2 نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
وبهذه المناسبة، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أنّ “وعد بلفور”، كان بمثابة “بوابة الظلم والإجرام والإرهاب والإبادة الصهيونية للشعب وارض ومقدسات وحقوق الفلسطينيين.
وأوضحت الفصائل أن قوى الظلم التي ساهمت بالوعد، هي التي تشارك بحماية الكيان الصهيوني وقادته من الملاحقة والمحاسبة، وتمده بالسلاح الذي يقتل به المدنيين، معتبرة ذلك “انعكاسا لتجردها من الإنسانية، وفي موقف مخالف لما تتشدقُ به من قيم وأخلاق وحقوق إنسان”، مجددة تأكيدها أنّ “وعد بلفور” “جريمة لا يمكن أن تغتفر، أو تسقط بالتقادم”.
 



