الدكتور الحبيب الشوباني: طوفان الأقصى أول نكبة استراتيجية للمشروع الصهيوني

خلص الدكتور الحبيب الشوباني إلى أن طوفان الأقصى أول نكبة استراتيجية للمشروع الصهيوني، قائلا “يمكن الجزم من الناحية المعرفية بأن الطوفان أجهز على الدعامات الخمس للمشروع الصهيوني وحشره في عزلة دولية كمشروع مارق”.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة علمية وطنية حول “عامان من طوفان الأقصى: قراءة في معالم التحول والأثر الاستراتيجيين” نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، يوم السبت 4 أكتوبر 2025 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، إلى جانب كل من عبد الله ساعف وفاطمة الزهراء هيرات.
أوضح الوزير السابق أن الدعامات الخمس تتمثل في أولا: دعامة الاستثمار في دين الدولة المحرقة؛ ثانيا: دعامة الاستثمار في الجاذبية الاستيطانية؛ ثالثا: دعامة الوطن القومي الآمن؛ رابعا: دعامة قوة الردع الذاتي؛ وأخيرا: دعامة الولاء المطلق لسياسات الكيان.
وأضاف الشوباني أن من المكاسب المعرفية التي جاء بها الطوفان هو جعل فلسطين أيقونة عالمية ملهمة للخلاص من العبودية الخامس، موضحا أنها تحولت إلى طليعة كفاحية تحررية عالمية ضد المشروع اليهودي الصهيوني وهو تحول واكبته 3 تحولات معرفية هي الاستبدال، والاشتباك العالمي والانفصال بالمطالبة بتحرير اليهود من الصهيونية.
وفسر العبودية الخامسة ضمن العبوديات التي تم الانعتاق الإنساني منها، وهي أولا: عبودية الإنسانية للطبيعة (الحالة البدائية)؛ ثانيا: عبودية الإنسان للإنسان (الرق)؛ ثالثا: عبودية المجتمعات للمجتمعات (الاستعمار)؛ رابعا: عبودية المجتمعات للنخب الأوليغارشية (الاستبداد الوطني)؛ وخامسا: عبودية العالم لمشروع ديني عصري مسيحاني (المشروع الصهيوني).
وقال البرلماني السابق إن طوفان الأقصى سرع حالة المواجهة التحررية لإعادة تشكيل الخرائط ووقف تزييف السردية الصهيونية لتاريخ المنطقة، مشيرا إلى أن الطوفان سبب في انكشاف الطبيعة الدينية المشيحانية للمشروع اليهودي الصهيوني.
وأشار إلى أن المشروع قائم على 4 استراتيجيات هي: أولا: استراتيجية التفكيك الناعم لمنظومات المقاومات الوطنية؛ ثانيا استراتيجية التفكيك الناعم لمنظومات المقاومات المسلحة؛ ثاليا: استراتيجية الإجهاز الاستباقي على مقومات القوة في شعوب الحوض الحضاري الإسلامي؛ رابعا: استراتيجية تسييد إسرائيل وفق منظور تلمودي للمسألة اليهودية.
ونبه إلى أن الطوفان كشف في الاتجاه المقابل حالة الغثائية المعرفية للحاضنة الطبيعية للطوفان، حيث أظهر انعدام رؤية ورواية خاصة بالأمن المعرفي القطري والمن المعرفي القومي والأمن المعرفي الحضاري وضعف منظومة المقاومة المعرفية المتخصصة وضعف أدوات النخب العالمة.
وقال “بناء على ما تحقق من المكتسبات المعرفية للطوفان، هناك حاجة ماسة لتثمين الأثر الاستراتيجي عبر امتلاك منظومة مراكز دراسات متطورة.. وإعداد جيل مبدع من الباحثين القادرين على تمكين صناع مضامين التأطير المجتمعي وكذا صناع القرار السياسي بالرؤى الاستراتيجية لمواجهة المشروع الصهيوني.. والمساهمة المعرفية في بناء سردية عالمية”.
موقع الإصلاح