منتدى الكرامة: الحركات الاحتجاجية تعبير عن حالة سخط عام من الأداء الحكومي

قال منتدى الكرامة لحقوق الإنسان إن الوقفات الاحتجاجية، التي نظمها شباب في عدة مدن مغربية تعكس عمق المعاناة التي يعيشها المواطنون، لا سيما فئة الشباب في ظل تفاقم معدلات البطالة القياسية وتراجع فرص الإدماج المهني، وما يعانيه المواطنون من تهميش وإقصاء وتفاقم للفقر، مع تراجع حاد في القدرة الشرائية نتيجة ارتفاع كلفة المعيشة.
واعتبر المنتدى في بيان أصدره يوم الإثنين، أن الاحتجاجات تعبير مشروع عن مطالب اجتماعية جوهرية، تركز على قضايا التعليم والصحة والتشغيل ومحاربة الفساد. وذكر أن دوافع هذه الحركات الاحتجاجية تنبع من حالة الإحباط والسخط العام الناتجين عن تراكم إخفاقات الأداء الحكومي على مدى السنوات الماضية، وغياب رؤية واضحة وإرادة سياسية حقيقية للإصلاح.
ودعا منتدى الكرامة إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول السياسات العمومية القادرة على معالجة هذه الاختلالات، وإجراء تغييرات جذرية وعميقة في آليات توزيع الثروات، ومعالجة جميع المطالب الاجتماعية لفتح آفاق جديدة أمام المواطن، وذلك كسبيل لإعادة بناء الثقة في المؤسسات.
وأكد المنتدى أن هذه الاحتجاجات وما سبقها من وقفات أمام المؤسسات الاستشفائية، تكشف عن الاختلالات العميقة التي تعاني منها المنظومة الصحية الوطنية، من خلال تقزيم العرض الصحي والخدمات الطبية العمومية في مقابل تطور المؤسسات الصحية الخاصة، مما أدى إلى تراجع خطير في مؤشر الثقة في المؤسسات والأحزاب والنقابات، وهو ما يستوجب إصلاحاً شاملاً وعميقاً لهذه المنظومة.
وتطرق بيان المنتدى إلى الأزمة البنيوية العميقة التي يعيشها النظام التعليمي، موضحا أن السياسات الارتجالية للحكومة وسوء تخطيط برامج الإصلاح أسهما في تفاقم التحديات والاختلالات. ودعا إلى إعادة هيكلة شاملة للمنظومة التعليمية، تقوم على أسس العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين مختلف الفئات والمناطق، مع ضرورة تعبئة كافة الفاعلين في القطاع لتحقيق تغيير جوهري ومستدام.
كما أكد منتدى الكرامة لحقوق الإنسان أن هذه المطالب الاجتماعية؛ تنبع من الهشاشة التي تضرب بنية النظام الاقتصادي الوطني، والذي يقوم على مزج السلطة بالثروة ويتميز بضعف المبادرة الحرة والمجازفة. مذكرا بتفشي ظاهرة الاحتكار المالي والاقتصادي من قبل فئة قليلة، وطغيان القطاع غير المهيكل وتطور نظام الريع، مما زاد من حدة التفاوت الطبقي وخنق القدرة الشرائية لشرائح عريضة في المجتمع، وأثر سلباً على المنظومة الاجتماعية ككل.
وتابع منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في بيانه بقلق بالغ موجة الاعتقالات التي طالت عددا من المواطنين خلال وقفات احتجاجية سلمية، نظمها شباب في عدة مدن مغربية خلال يومي 27 و28 شتنبر.
وأعرب المنتدى عن استيائه من توسع نطاق هذه الاعتقالات ليشمل مناضلين حقوقيين ومحامين وصحفيين، بالإضافة إلى بعض المارة، حيث لم يسلم من هذه الإجراءات حتى أطفال رافقوا ذويهم.
وأكد المنتدى، في معرض تذكيره بالضمانات الدستورية والمواثيق الدولية التي تكفل حريات التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، على إدانته الصريحة لاستعمال السلطات العمومية للقوة غير المبررة لمنع هذه التجمعات. وطالب بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين وإسقاط كافة المتابعات في حقهم.