تقرير دولي: المغرب في صدارة بلدان العالم المهددة بندرة مائية خطيرة

دقّ تقرير دولي ناقوس تفاقم الأزمة المناخية التي تضرب عددا من مناطق العالم، وعلى رأسها القارة الإفريقية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط. ويعد المغرب في صدارة البلدان المهددة بندرة مائية خطيرة وغير مسبوقة بحلول عام 2050.
التقرير أنجز من قبل “المركز الوطني للتخفيف من آثار الجفاف بجامعة نبراسكا ـ لينكولن NDMC” بالولايات المتحدة و”التحالف الدولي لتعزيز صمود المجتمعات أمام الجفاف IDRA” و “اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD”،
وأظهر التقرير الذي درس الفترة 2023 و2025، أن المغرب يمرّ بواحدة من أخطر موجات الجفاف في تاريخه المعاصر، مع تحذيرات من دخوله مرحلة “الندرة المائية القصوى” بحلول عام 2050. مسجلا تراجعا مقلقا في معدلات التساقطات المطرية خلال السنوات الست الأخيرة، مما انعكس بشكل مباشر على الفلاحة والمياه الجوفية ومستوى ملء السدود.
وانخفض نصيب الفرد من الموارد المائية من 645 مترا مكعبا سنة 2015 إلى أقل من 500 متر مكعب في السنوات المقبلة، وهو مستوى يضع البلاد ضمن خانة الدول التي تعاني من ندرة مائية حادّة وخطرة، بعيداً عن العتبة الآمنة المحددة في 1000 متر مكعب للفرد سنوياً.
وأشار التقرير إلى أن موجة الجفاف الأخيرة تزامنت مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وتراجع بنسبة 70 في المائة في التساقطات المطرية خلال الفترة الممتدة من شتنبر 2023 إلى فبراير 2024، ما تسبب في عجز مائي خطير يقدر بـ57 في المائة.
وجاء في التقرير بأن “الزراعة تبقى أكثر القطاعات تضررا من أزمة الجفاف، وهو ما برز من خلال تقلّص المساحات المزروعة إلى 2,5 مليون هكتار فقط، مقارنة بحوالي 4 ملايين هكتار في سنة عادية”، متوقفة عند عدد من المؤشرات والتقارير الحكومية وغير الحكومية.
وأوصى التقرير الدولي بضرورة اعتماد استراتيجيات عادلة ومستدامة لتقليل الطلب على المياه، مع التركيز على مراجعة السياسة الزراعية، والحد من زراعة المحاصيل المستهلكة لكميات كبيرة من الماء، وتشجيع الزراعات المحلية البديلة الأكثر كفاءة اقتصادياً، بما يساهم في الحفاظ على التربة، دعم التنوع البيولوجي، وتوفير فرص اقتصادية، خاصة لفائدة النساء في المناطق القروية.