الدكتور توفيق بنجلون: الشاشات أخذت مكانها ضمن مدمرات الحياة الجيدة للإنسان

أكد الدكتور توفيق بنجلون أن الشاشات أخذت مكانها ضمن مدمرات الحياة الجيدة للإنسان بعد أن كانت الدراسات، في السنوات الماضية، تقتصرها في: الأكل، والنوم، والخمول، والتدخين والمخدرات. 

جاء ذلك خلال تأطيره ندوة فكرية حول “الأسرة والتربية في ظل الثورة الرقمية: قراءة في الفرص والتأثيرات النفسية والاجتماعية”، نظمها قسم الدعوة والعمل الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح، يوم السبت 24 ماي 2025 بالمقر المركزي للحركة بالرباط، إلى جانب الدكتور الحسين الموس والدكتور سعيد بنيس.

واعتبر بنجلون حديث الإحصائيات عن توفر المغاربة على 85 مليون هاتف “شيئا مهولا”، مشيرا إلى أن 5٪ في المائة من المغاربة عندهم صلابة نفسية، بينما 95٪ عندهم هشاشة نفسية، و65٪ عندهم اضطرابات نفسية، وفقا لإحصائيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. 

وأوضح أن الشاشات تتسبب في أمراض نفسية متعددة، بحيث أنها تتسبب في نقص الطمأنينة وزيادة القلق وتقود إلى الأمراض المتفشية مثل الاكتئاب والقلق، مشيرا إلى الخلفية الفكرية التي حكمت وضع فكرة الشاشة استندت إلى دوافع الرأسمالية، مؤكدا أن الذين صنعوا الانترنيت أرادوا التنميط في كل شيء. 

وشدد على أن أهم الأشياء التي وفرت للعالم الافتراضي هذه السطوة هي السرعة في الأنترنت، والجمالية الرقمية، والحفاظ على الخصوصية، وتوفير السرية، والبعد التجاري.

ونبه إلى أن القيم في الأنترنت لم تعد هي نفس القيم الأخلاقية على أرض الواقع، ملقيا باللوم على منظومة القيم الأفقية التي كسرت التراتبية التي كان في الماضي.

وأضاف أن الأنترنت صار اليوم يضعف التركيز والانتباه، وهو ما ينعكس على الناشئة، موضحا أن عوامل الفجائية والنوافذ المفتوحة والسرعة قد ضاعفت من حجم المعاناة، منبها إلى أن المدمن على القمار هو مدمن على المفاجئة وليس القمار لذلك يصعب معالجته.

ونبه إلى أن قوة الفضاء الرقمي اليوم يعود إلى هندسته من قبل علماء النفس والاجتماع والمركتينغ والتفاهة..، محذرا من أن التطبيع مع النمط الأفقي في العلاقات الاجتماعي يؤدي إلى مشاكل عدة.

ورأى أن جميع القضايا التي تنفق عليها منظمة الصحة العالمية مليارات الدولارات يهدمها الفضاء الرقمي، وعلى رأسها الاضطراب النفسي، ومشلكة النوم، ومشكلة الأكل، وتجنب التوتر النفسي. 

ونبه إلى مشاكل يعاني منها الشباب متمثلة في تضيع كتابة اللغة، ممثلا لذلك بتلاميذ لا يعرفون كتابة اللغة الفرنسية، وبالأحرى اللغة العربية المعروفة بتتقيداتها النحوية والإملائية. 

وتطرق إلى منصات رسخت منظومة القيم الأفقية مثل منصة أفلام نتفليكس، داعيا أولياء التلاميذ إلى ضرورة القيام بأدوارهم التربوية. 

يذكر أن هذه الندوة الفكرية عرفت حضور أوس رمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للحركة: مصطفى ابراهمي ورشيد العدوني وخالد التواج، وطلبة الجامعات والمعاهد وعموم المهتمين والمتابعين للشأن الأسري.

موقع الإصلاح 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى