رمال: من واجبنا تقديم النصح لكل من تقلد منصبا من المناصب
أكد أوس رمال أن مناصب المسؤولية لا يصلح لها من لم يكن موصوفا بالعفو والنزاهة، ومن واجبنا أن نتوجه لهم بالنصح ف”الدين النصيحة”.
وأول تذكرة هي في الأمانة والعهد، فعن أنس بن مالك قال:”ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال “لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد”، حيث بين أن من يخون الأمانة منقوص إيمانه وأن من ينقض العهد ولا يفي بوعوده مطعون في دينه. قال تعالى :” يا الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”.
وأوضح رمال في خطبة الجمعة في موضوع ” مناصب الدولة أمانات عظمى”، أن خيانة الله تكون بإهمال كتابه وتعطيل حكمه وتضييع فرائضه، وخيانة الرسول تكون بتعطيل سنته وترك اتباعه وعدم النصح لأمته، وخيانة الأمانات تكون بنقض القسم وبتبديد المال العام وانتهاك أموال الأمة وعدم الوفاء بالوعود والمواثيق والعهود.
والعهود قسمان :
العهود التي بين المسؤول وربه: وهي التي فطر الله عليها عباده بتوحيده وعدم الإشراك به واتباع أوامره واجتناب نواهيه وعدم تضييع فرائضه، فهذه عهود ينبغي الوفاء بها ومن نكثها كان من الفاسقين عن أمر ربه يقول تعالى :” فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون”.
العهود بين العباد فيما بينهم، فينبغي للمسؤول أن يكون قدوة في الوفاء بها، وقد عد الله تعالى ذلك علامة من علامات البر والتقوى، قال تعالى :”ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر… والموفون بعهدهم إذا عاهدوا… أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون”.
فكل من تقلد منصبا مهما كان قدره، سواء طلبه أو طُلب منه، فهو مستأمن على ما تحت يده من الثروة المادية (أموال الأمة) وهو مسؤول على كل ما تحت نفوذه من الثروة البشرية (من الموظفين والمستخدمين والمتعاقدين وشركات المناولة…)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته…”. وقال :”ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة”.
الإصلاح