هيئات مقدسية تحذر من الانتهاك الصارخ بحق وقف إسلامي محاذ للأقصى

استنكرت هيئات إسلامية في مدينة القدس ما أقدمت عليه قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بصحبة موظفي وعمال بلدية القدس أول أمس الإثنين 05 ماي 2025 من اقتحام بالقوة الجبرية للوقف الإسلامي الصحيح المعروف بـ “رباط الكرد” بجانب باب الحديد الملاصق للمسجد الأقصى المبارك.
وحذرت الهيئات الإسلامية في بيان لها، الانتهاك الصارخ بحق أحد المواقع الإسلامية التاريخية داخل البلدة القديمة في القدس، والذي تسعى سلطات الاحتلال إلى توسيعه لتمكين اليهود من الصلاة وفرض واقع جديد في هذا الموقع الحساس.
ولفتت إلى أن ذلك يأتي ضمن سياسة ممنهجة لتطويق المسجد الأقصى المبارك بمشاريع تهويدية، مما يمثل خطرا حقيقيا على جدار وساحة (رباط الكرد) الذي يعتبر كما هي تلة باب المغاربة وحائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى.
وأكدت الهيئات أن هذا الانتهاك الخطير يثبت بأن سلطات الاحتلال تتجاهل الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس الشريف منذ قرون، وتتجاهل ما تدعيه زوراً بأنها تهتم بالحساسية الدينية أو السياسية لتاريخ رباط الكرد.
ودعت الهيئات الإسلامية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وكافة الهيئات الدولية المختصة إلى ضرورة التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وإيقاف هذا العبث بالمواقع الإسلامية التاريخية، وما تحمله من تعدٍ سافر على وقف إسلامي وإرث حضاري ممتد ومتواصل منذ آلاف السنين.
وتواصل طواقم مشتركة من بلدية الاحتلال “الإسرائيلي” وسلطة الآثار، وقوات من الشرطة والمخابرات اقتحامها منطقة “رباط الكرد” المعروف أيضا بـ “حوش شهابي”، الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
وأزالت سلطات الاحتلال ألواحا من الصاج ودعامات حديدية، وأخرجت أكياسا من الأتربة والحجارة من منطقة مغلقة منذ سنوات داخل الرباط، كما أزالت حاوية كان يستخدمها سكان الحوش، فيما شرع العمال بأعمال في الموقع تمهيدا لتوسيع المساحة لصلوات المستوطنين في المكان الذي يطلقون عليه “المبكى الصغير”، ويعتبرونه امتدادا لحائط البراق.
وفي السنوات الأخيرة تصاعدت الاقتحامات من قبل المستوطنين الذين بدأوا باستخدام المكان لإقامة صلوات يهودية يومية، ووضع أوراق الصلوات بين جدرانه كما يفعلون عند حائط البراق، في محاولة لفرض واقع ديني جديد، وترافق ذلك مع مضايقات واستفزازات متكررة للسكان الفلسطينيين المقيمين في المكان.
ورغم ادعاء وسائل الإعلام “الإسرائيلية” أن هذه الأعمال تهدف إلى “الترميم والصيانة” لما يسمى بـ “الحائط الصغير”، فإن الوقائع على الأرض تكشف عن خطوات متسارعة تهدف إلى توسيع المساحة لتتسع لعدد أكبر من المستوطنين.
وأظهرت صورة التُقطت من الموقع إشراف أحد الحاخامات (رجل دين يهودي) على الأعمال الجارية في رباط الكرد (حوش شهابي)، ووقوفه إلى جانب عناصر من شرطة الاحتلال الذين رافقوا العمال منذ ساعات الصباح الأولى.
وكالات