التحالف المسيحي المحافظ يفوز بالانتخابات الألمانية

فاز التحالف المسيحي المحافظ بزعامة فريدريش ميرتس في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد في ألمانيا، متقدما على حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف الذي حقق أفضل نتيجة له في تاريخه وفق تقديرات أولية غير رسمية.
ويتكون التحالف المسيحي المحافظ من حزبين: الحزب المسيحي الديمقراطي، بزعامة فريدريش ميرتس وهو الحزب الأكبر، وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بزعامة ماركوس زودر. وكشفت التقديرات الأولية غير الرسمية أن حزب “البديل” اليميني الشعبوي حل في المركز الثاني، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
وحصل التحالف على نسبة 28.6 في المئة وفق تقديرات أولية غير رسمية، في حين حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على نسبة 20.8 في المئة، وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت زعيمة حزب البديل، أليس فايدل، من مقر حزبها في برلين: “لم نكن أبدا أقوى مما نحن عليه الآن على المستوى الوطني”. ونال الحزب، الذي تأسس عام 2013، ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات.
لا تحالف مع اليمين المتطرف
أعلن زعيم التحالف المحافظ، فريدريش ميرتس، رغبته في تشكيل حكومة “بأسرع وقت ممكن” لتجاوز أزمات ألمانيا. وقال ميرتس، البالغ من العمر 69 عاما، في برلين بعد الانتصار: “العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة… يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مجددا للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مرة أخرى”.
واستبعد ميرتس، الذي من المرجح أن يتولى منصب المستشار خلفا للاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس، أي تحالف حكومي مع اليمين المتطرف. وأكد زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، رفضه القاطع للدخول في أي ائتلاف مع حزب الخضر.
وكان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات المستشار المنتهية ولايته، أولاف شولتس، الذي فاز حزبه الديمقراطي الاجتماعي بنسبة 16.4 في المئة فقط، مقابل 25.7 في المئة في عام 2021. وتمثل هذه النتيجة كارثة غير مسبوقة لأقدم حزب في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكان الخاسر الآخر في هذه الانتخابات هو حزب الخضر، المتحالف مع حكومة شولتس، بحصوله على نسبة 11.6 في المئة. وسيتعين على ميرتس البحث عن حليف أو اثنين لتشكيل ائتلاف حكومي.
يوم عظيم لألمانيا
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه “يوم عظيم لألمانيا” بعد فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية هناك.
وقال الرئيس الجمهوري على منصته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي: “إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف: “كما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصا فيما يتعلق بالطاقة والهجرة”.
ورغم ترحيب ترامب بفوز المحافظين، إلا أن زعيم التحالف فريدريش ميرتس، قال خلال حوار تلفزيوني ليلة الأحد، إنه أصبح واضحا في الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب كانت “غير مبالية إلى حد كبير بمصير أوروبا”.
ترحيب أوروبي
وهنأ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، زعيم التحالف المسيحي المحافظ، فريدريش ميرتس، بالفوز في الانتخابات الألمانية. وقال زيلينسكي: “سنرى أهمية ذلك بالنسبة لأوروبا”.
ولاقى فوز تحالف ميرتس، ترحيبا واسعا في أوروبا، إذ هنأ إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، ميرتس بالفوز، مشددا على الحاجة إلى “الوحدة في وقت انعدام اليقين” لمواجهة التحديات الكبرى للعالم وأوروبا. فيما أشار رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى ضرورة “تعزيز أمن البلدين المشترك وتحقيق النمو”.
وعلى ضوء النتائج التي حققها الحزبان الصغيران، سيتشكل بوندستاغ الألماني من خمسة كتل نيابية فقط، عوض خمسة. وهو ما يسهل على المحافظين الفائزين في الانتخابات عملية تشكيل الحكومة، إذ لم يعودوا بحاجة إلى ائتلاف من ثلاث أحزب فيكفي البحث عن شريك واحد لتشكيل الائتلاف الحكومي.