تحذيرات ومخاوف من تصاعد الإسلاموفوبيا في إسبانيا وألمانيا
![مازالت ظاهرة الإسلاموفوبيا في تصاعد بعد السابع من أكتوبر في عدد من الدول الأوربية، وحذرت عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية من خطورتها وتهد](https://alislah.ma/wp-content/uploads/2024/04/isl.jpgاسلاموفوبيا-ألمانيا-780x470.jpg)
تصاعدت ظاهرة الإسلاموفوبيا بعد السابع من أكتوبر في عدد من الدول الأوربية، وحذرت عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية من خطورتها وتهديدها للجاليات المسلمة بأوربا، كما برزت دراسات تظهر حزم تصاعد هذه الظاهرة بعد العدوان الهمجي على قطاع غزة منذ أزيد من عام.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين أن 47.5% من المسلمين في إسبانيا تعرضوا لاعتداءات عنصرية. وتقدم 6% فقط بشكاوى رسمية بشأن تلك الاعتداءات. وأكدت الدراسة استمرار مظاهر التمييز العنصري وكراهية الإسلام، خاصة ضد المغاربة والمهاجرين العرب.
واعتمدت الدراسة على استطلاع شمل 584 مسلما تتراوح أعمارهم بين 28 و65 عاما إلى جانب مقابلات مفتوحة مع 19 شخصا من المجالات الاجتماعية والقانونية، بالإضافة إلى عشر مجموعات نقاش في مختلف الأقاليم الإسبانية.
ووثقت الدراسة أشكالا متعددة من التمييز ضد المسلمين، لا سيما النساء اللواتي يعانين من استبعاد واضح في سوق العمل. وأشارت إلى أن ستًا من كل عشر نساء مسلمات حرمن من فرص العمل لرفضهن خلع الحجاب أثناء مقابلات التوظيف. كما أن سبعة من كل عشرة مسلمين واجهوا رفضا من وكالات العقارات بسبب لهجاتهم.
وفي المجال التعليمي، أشارت الدراسة إلى أن بعض أعضاء هيئة التدريس يعاملون الطلاب المسلمين بطريقة تضعف من أدائهم الأكاديمي وتحد من طموحاتهم التعليمية.
وأكد 39.65% من المشاركين وجود تمييز في النظام الصحي الوطني، بينما زعم 44% أنهم يواجهون صعوبات بسبب غياب خدمات الترجمة الطبية. كما أشار 74.82% إلى وجود تمييز في الحصول على السكن، حيث يواجه الأشخاص من أصول عربية عقبات كبيرة في استئجار أو شراء مساكن.
وأظهرت الدراسة أن 70% من المشاركين عانوا من التوتر والقلق وانخفاض احترام الذات نتيجة الإسلاموفوبيا، ما أدى إلى شعورهم بالعزلة الاجتماعية.
وأوضح 44.35% من المشاركين أنهم واجهوا صعوبات في الحصول على فرص عمل بسبب الحجاب أو الأسماء العربية أو السمات الجسدية. وشهد 61.6% من ذوي الخبرة المهنية مشاكل في الترقية الوظيفية بسبب أصولهم العربية.
ودعت الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين إلى تعزيز آليات مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام، مشددة على ضرورة تحسين الوعي القانوني للمسلمين في إسبانيا لتشجيعهم على الإبلاغ عن الانتهاكات.
وفي نفس السياق، أعرب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عن قلقه البالغ إزاء تزايد مظاهر الكراهية والعنف ضد المسلمين في البلاد، مؤكدا أن العنصرية الموجهة ضدهم بلغت مستويات غير مسبوقة، رغم مرور 80 عاما على تحرير معسكر أوشفيتس الذي حمل العالم شعار “لن يتكرر أبدا.”
وكشف المجلس في بيانه عن تسجيل 1464 جريمة معادية للإسلام خلال عام 2023، من بينها 70 اعتداءً على المساجد، ما يمثل ارتفاعا بنسبة تفوق 140% مقارنة بالعام السابق. كما وثقت منظمة “CLAIM” نحو 1926 حادثة عنصرية ضد المسلمين، حيث كانت النساء المحجبات الأكثر تعرضا لهذه الاعتداءات.
وأكدت دراسة لايبزيغ للسلطوية لعام 2024 ودراسة مؤسسة فريدريش إيبرت لعام 2023 أن المواقف المعادية للإسلام أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار في المجتمع الألماني، ما يهدد القيم الديمقراطية الأساسية.
وشدد المجلس على أن البيئة السياسية والإعلامية الحالية تسهم في تأجيج هذه الأجواء العدائية، مشيرا إلى تصريحات بعض الشخصيات السياسية والإعلامية التي تبرر هذه الاعتداءات بدلا من إدانتها.
ومن الأمثلة الحديثة على هذا التوجه، الرسالة المفتوحة التي وجهها السفير الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسور، إلى مجلة “دير شبيغل”، والتي تضمنت اتهامات للمجلة بالتقليل من شأن المحرقة لمجرد تناولها معاناة المسلمين في ألمانيا.
وأكد المجلس أن هذه الحملة تهدف إلى تشويه الأصوات المسلمة وتكريس الشقاق في المجتمع، داعيا إلى تحرك فوري لمتابعة الجرائم المعادية للمسلمين، وتعزيز حماية المساجد، ومواجهة السرديات العنصرية في السياسة والإعلام.
واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن من يحمل شعار “لن يتكرر أبدا” عليه أن يتحرك بجدية وحزم لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة، حماية لأرواح البشر وقيم العدالة والمساواة.