“السلطان سيدي محمد بن عبد الله قائد المقاومة والإصلاح” موضوع ندوة للحركة بفاس

نظم القسم الجهوي للدعوة والعمل الثقافي بشراكة مع المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بفاس      يوم السبت 11 يناير 2025 ندوة علمية حول موضوع “السلطان سيدي محمد بن عبد الله قائد المقاومة والإصلاح”، أطرها كل من الدكاترة: عبد الحي الوادي ورضوان بوخالدي وعبد الهادي بياض وعبد الله بوغوته، وحضرها ثلة من الأساتذة والمهتمين، وذلك بقاعة لسان الدين بن الخطيب بفاس.

وقد انطلقت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور عبدالحي الوادي باسم القسم الجهوي للدعوة والعمل الثقافي، الذي أشار إلى أن الندوة تأتي احتفاء بالذكرى الوطنية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وتعبيرا عن الوفاء لشهداء هذا الوطن.

واستهل المسير الدكتور رضوان البوخالدي أشغال الندوة بكلمة تقديمية ركزت على أن الاهتمام بالتاريخ الإسلامي، يؤكد الارتباط بالبعد التاريخي للحركات الإصلاحية المعاصرة، ومنها حركة التوحيد والإصلاح.

وأوضح أن تنظيم هذه الندوة بفاس له دلالة رمزية معتبرة، فهي التي تضم جامعة اتخذت اسم “السلطان سيدي محمد بن عبدالله”، إلى جانب أعرق جامعة في العالم جامعة القرويين.

وأشار إلى أن تولي السلطان سيدي محمد بن عبد الله في عصر كان موسوما بالفوضى والفتن والتفرقة والتي دامت ما يقارب 30 سنة من تولي الحكام بعد فترة من الاستقرار خلال فترة حكم جده السلطان مولاي إسماعيل، افتا إلى تأثير العالمة خناتة بنت بكار، جدة السلطان سيدي محمد بن عبدالله وزوجة السلطان مولاي إسماعيل في بناء شخصية السلطان.

وقد تطرق الدكتور عبدالهادي بياض في كلمته إلى أهمية دراسة التاريخ بشكل مستمر، وتطرق لأسباب الانحطاط في فترة الفوضى والفتن أجملها في:

1-توالي الجفاف والمجاعة والكوارث الطبيعية سنوات 1737، 1744، 1776، …1787؛

2-مشكل انتقال السلطة من “سلطان هالك لأمير مالك”؛

3-تمرد جيش عبيد البخاري مع تهميش دور العلماء والتلاعب بالسلطة: فمثلا، الأمير مولاي عبدالله،أب السلطان، ولي وعزل 5 مرات، بالإضافة إلى النهب والسلب لأموال العامة من طرف جيش عبيد البخاري، فتحول بذلك من عنصر استقرار إلى معول هدم.

وأشار المتحدث إلى العناصر التي طبعت شخصية السلطان سيدي محمد بن عبد الله، حيث تزامن حكمه مع مرحلة الفتن والمجاعة والفوضى؛ وتأثير السلطانة العالمة “خناتة بنت بكار” التي حدثته عن أمجاد جده السلطان مولاي إسماعيل، والتي رافقها أيضا في رحلتها للحج، وتكوينه العلمي حيث درس الأدب والتاريخ في شبابه، الفقه والحديث في كهولته والتأليف في شيخوخته، فضلا عن تأثره بالشخصية القوية للسلطان أحمد المنصور الذهبي.

وأشار المحاضر إلى مقاومة السلطان لفتن عديدة  منها مقاومته لثورات القبائل (قبائل الحوز، غمارة وشراغة)، وثورة ابنه اليزيد الذي تآمر عليه مستعينا بجيش عبيد البخاري؛ واستطاع بإرجاعه العلماء للواجهة من مقاومة الأطماع الأجنبية، خاصة فرنسا واسبانيا، ففي سنة 1759 نظم جولة إلى شمال المغرب لتحصينه، ودعم القبائل المقاومة. كما قاوم الفرنسيين بالعرائش 1765-1764، وحاول تحرير مليلة سنة 1774

ومن جهته تطرق الدكتور عبد الله بوغوثة لوثائق المطالبة بالاستقلال، و هي أربعة وآخرها وثيقة 1949، وقبلها كانت وثائق: 1934، 1937 و1942 ومحركها كلها هم علماء القرويين. وأكد المتحدث أنه لا يمكن التمكين للأمة إلا بدراسة التاريخ.

وعلى المستوى التربوي، أشارالمحاضر إلى أن المغرب يعاني مشاكل كبيرة في الهوية التربوية والمتمثلة في جدلية القيم والحديث”؛ وأن الأمة الإسلامية لايمكن أن تبني نفسها إلا من خلال العناصرالأربعة: القرآن الكريم والسنة والسيرة النبويتين، والتراث الإسلامي، والخبرة البشرية المعاصرة.

وأوضح المتحدث أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله نشأ على الاشتغال والبحث عن العلم، ومدارسة العلماءّ، ودراسة اللغة العربية، ودراسة الحديث، مشيرا إلى  مؤلفاته  ومنها كتاب “مواهب المنان”، وإلى  أهم إنجازاته على مستوى التدبير تحفزه للعلماء والقضاة على مواصلة تحصيل العلم.

وبخصوص أهم الإصلاحات التي قام بها السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ذكر المتحدث إصلاح منظومة القضاء، وتولية وعزل الفقهاء، وإصلاح المنظومة التربوية من خلال اعتماد المصادر وتجنب المختصرات.

محمد نجيب فني

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى