فرحة العيد بعد رمضان
أولا : فرحة العيد وإظهارها:
“قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”… حق لكل منا أن يفرح في هذا اليوم السعيد، إنه فرح بتوفيق الله لنا على إكمال عدة رمضان ، وأخذ الجائزة الكبرى عند إتمام العمل، وعل كل واحد منكم أن يعتقد أنه بإذن الله تعالى خرج من رمضان طاهرا مغفورا له وأن يسعد بالتوفيق الإلهي على هذا الخير. قال ابن رجب : (لما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتبا على صيام رمضان وقيامه، أمر سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره…فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته).
عباد الله فرغم الحر والمشقة انتصرتم على نفوسكم وصمتم لله تعالى فأظمأتم نهاركم وسهرتم ليلكم …إن العيد يوم استرواح من الجدّ والكد والعمل المتواصل، ومن أجل ذلك شرع فيه إظهار الفرح والتوسع في المباح من مأكل ومشرب ولهو مشروع. ويُستحب إظهار الفرح والسرور والبشاشة في وجه إخوانه وكل من يلقاه من المسلمين. ولا بأس باللعب واللهو المباح وفعل كل ما يُدخل البهجة في النفوس، بشرط أن يكون ذلك في حدود ما أباحه الشرع، ومن غير إفراط ولا تفريط.
ويؤكد هذا حديث لعب الحبشة في المسجد، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ “كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَنْظُرُ فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ تَسْمَعُ اللَّهْوَ”. قال النووي : في هذا الحديث جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد. ويلتحق به في ما معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر وفيه جواز نظر النساء إلى لعب الرجال.”
وقد ورد صريحا غناء الجارتين يوم العيد بحضور الرسول صلى الله عليه وسلم وإقراره لهما على ذلك، روى مسلم عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَجًّى بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْهُ وَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ.
نعم عباد الله هذا يوم الفرح، فوسعوا على أولادكم ودعوهم يفرحوا بالعيد وعلموهم معاني الأعياد في الإسلام علموهم الفرح بالانتصار على النفس وعلى الشيطان والدخول في حزب الرحمان،…إن العيد التقاء الكبار والصغار الرجال والنساء على الفرحة الكبرى بالتوفيق الإلهي.
ثانيا: دروس مدرسة رمضان بعد التخرج:
فيا من أعتقه مولاه من النار، إياك أن تعود بعد أن صرت حرا طليقا إلى رق الأوزار،أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟ فقد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده : قال ابن رجب عن بعض السلف فقال:”أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلزه وقع عليهم الهم، أيقبل منهم أم لا.”وكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبله منهم.”
روي عن عمرَ بن عبد العزيز رحمه الله، أنه خرج يوم الفطر ليخطب فقال : أيُّها الناس .. صُمتمْ للهِ ثلاثينَ يوماً ، وقُمتمْ ثلاثينَ ليلةً، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أنْ يَتَقبَّلَ منكم ما كان ! وكان بعضُ السلفِ يَظْهَرُ عليه الحزنُ يومَ عيدِ الفطرِ، فيُقَالَ له : إنَّه يومُ فرحٍ وسرور ، فيقول : صَدَقْتُمْ ؛ ولكني عبدٌ أمرني مولاي أنْ أعملَ لَهُ عملاً ، فلا أَدْرِي أَيْقبَلُهُ مِنِّي أَمْ لا ؟( 3 )
عباد الله : لقد تخرجتم من مدرسة رمضان وأحرزتم على شواهد تقديرية للتخرج، لكن يا ترى كيف سيكون حالكم بعد رمضان؟ قيل لبشر الحافي رحمه الله : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال : “بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها” وقال الحسن البصري – رحمه الله – : (إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت) ثم قرأ قول الله تعالى : “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين”.
عباد الله : لقد تراصَّت الصفوف في رمضان كالجسد الواحد، فلا ينبغي أن تتناثر بعد رمضان، لقد سكبت العيون الدموع في رمضان، فالحذر أن يصيبها القحط والجفاف بعد رمضان، لقد اهتزت جنبات المساجد، ولهجت الألسن بالتهليل والتحميد والدعاء، فليدم هذا الجلال والجمال بعد رمضان، لقد علا محيا الناس في رمضان سمت الصالحين، ذلٌّ وخضوع، وإخباتٌ وسكينة، ووقارٌ وخشية، فلا نمحه بعد رمضان بأخلاق الزهو والكبر، والبطر والسفه، لقد امتدت الأيدي في رمضان بالعطاء، وأنفقت بسخاء، فلا نقبضها بعد رمضان.
يا من أعتقهُ مولاهُ من النَّار، إياك أن تعودَ بعد أن صرت حرًّا، إلى رقِّ الأوزار، أيبعدُك مولاك من النّار، وأنت تقربُ منها؟ وينقذُك منها، وأنت توقعُ نفسك فيها، ولا تحيدُ عنها؟ عباد الله إن نبينا صلى الله عليه وسلم جاءنا لينقدنا من النار وقد بلغ صلى الله عليه وسلم وأنذر وحذر . روى البخاري في كتاب الرقاق باب الانتهاء عن المعاصي عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا.
قال ابن القيم الجوزية: ” اشترِ نفسَكَ اليوم . فإنَّ السوقَ قائمةٌ ، والثمنَ موجودٌ ، والبضائعَ رخيصةٌ ، وسيأتي على السوقِ والبضائعِ يومٌ لا تصلُ فيه إلى قليلٍ ولا إلى كثير ” ( 3 )، فهؤلاء القوم لم يكونوا شَعْبَانِيِّين ، أو رمضانيِّين !
لا وربي ، بل ربَّانِيُّون .. وما أَدْرَاكَ ما الرَّبانِيَّة ؟
قال ابن رجب: فهذه الأعوامُ والشُّهورُ، وتلكَ الليالي كلُّها مقاديرُ الآجال، ومواقيتُ الأعمالِ، ثُمَّ تَنْقَضِي سَرِيْعاً، وتَمْضِي بَعِيْداً، والذي أَوْجَدَها وخَلَقَها وخَصَّها بالفَضَائِلِ باقٍ لا يَزُول، ودَائمٌ لا يَحُوْل، إلهٌ وَاحِد، ولأَعْمَالِ عبادِهِ مُراقبٌ مُشَاهِد .
وسُئِلَ الشِّبْلِيُّ رحمه الله : أيُّهما أفضلُ : رَجبٌ أو شَعْبَان ؟ فقال : كُنْ ربَّانِيَّاً ولا تَكُنْ شَعَبَانِيَّاً .
عاهد الله بالمحافظة على الطاعات بأشكالها المتنوعة …
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعاءه فيما رواه البخاري عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .
أولا : قال الله تعالى : “وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ “، “وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ “
هذا مما يأمر الله تعالى به، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق، والمحافظة على الأيمان المؤكدة، ولهذا قال: “وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلاْيْمَـٰنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا “، والعهود و المواثيق كثيرة ومتنوعة منها ما له علاقة بالمسلم مع أخيه المسلم مباشرة ومنه ما له علاقة بالأمة كالمواثيق والعهود المرتبطة بتحمل المهام والمسؤوليات في الدولة ، هذه العهود التي تكون مؤكدة بالأيمان الغليظة بالوفاء والإخلاص للأمة والتفاني في خدمة الصالح العام …
فليعاهد كل منا ربه على أن يبقى وفيا لمدرسة رمضان:
– لنتعاهد على الحرص على صيام التطوع فالصوم مدرسة لمن له القدرة عليها، وهي سبيل التقوى والعفاف، فصوموا ست شوال يا عباد الله فهي مع رمضان تعدل صيام الدهر كما صح في الحديث…وصيام الاثنين والخميس وثلاث أيام من كل شهر.
– احرصوا على صلاتكم، لقد جودتموها في رمضان وخشعتم فيها فلا تفرطوا فيها بعد رمضان ولا تلهكم شهوات الدنيا عنها فتكونوا ممن قال الله عز وجل فيهم: فخلف من بعدهم خلف …
– القرآن، يا أهل القرآن تعاهدوا كتاب ربكم قراءة وسماعا وحفظا ومدارية وتغنيا…إنه السبيل لرقينا في الدنيا وفي الآخرة …يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق، لقد ختمتَم القرآنَ مرةً، أو بعض مرةٍ، وعزفتَم عن الشواغل حتى لا تهجُروه في شهره، أيحسنُ بكم أنْ تُقَدِّمَوا الشواغلَ عليه وهو كلامُ الملك ! عباد الله إن القرآن فيه خيرنا في الدنيا والآخرة لقد سئلت السيدة الفاضلة العفيفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن. فكيف نتخلق بأخلاق القرآن ونحن بعيدين عن القرآن وعن تلاوته وتدبره.
ثالثا: التصافح والتزاور والتحاب والعيد
الله أكبر، الله أكبر …. عباد الله بيت الأسرة الإسلامية أنموذج فريد في المحبة والتآلف، والمطلوب منكم أن نحيوا فرحة العيد وأن تشيعوها، وإذا كان هناك فجوة أو جفوة بين أفراد الأسرة، فليستعينوا بالله في إزالتها من هذا اليوم الزهي،
لتزال الجفوة والفجوة التي بين الأزواج …
لتزال الجفوة والفجوة التي بين الأبناء والآباء …
لتزال الجفوة والفجوة التي بين الإخوة والأخوات …
لنحيي التحايا والهدايا بيننا في أسرنا، لنظهر البسمات والكلمات الطيبات لإخواننا وأخواتنا …
ولنفتح مغاليق القلوب بيننا بالهدايا، فالرسول يقول ( تهادوا تحابوا).
لقد تعلمنا كظم الغيظ والصفح الجميل في رمضان فنحافظ عليه ولنسارع فيه بعد رمضان…فالأسرة المسلمة والمجتمع المسلم لا يطبع على الغل والحسد بل نسعى للتطهر من كل ذلك حتى نرد على الجنة وقد بلغنا التمام في الطهارة: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين…
خطبة 2:
ثالثا: العيد والنصر للأمة
عباد الله يحل بنا العيد والعالم الإسلامي يعرف صحوة مباركة تتجلى مظاهرها في الإقبال على المساجد وعمارتها، وإقبال الفتيات على القرآن وعلى العفة والستر والطهارة. كما يأتي العيد وأعداء الإسلام في الغرب يموتون من الغيظ نظرا لشدة الإقبال على الإسلام من الغربيين… وعلينا عباد الله أن نعلم أن الله تعالى مظهر دينه ولو كره الكافرون ولو كره المشركون الحاقدون، وسرحنا الذي يجب التسلح به هو حسن الخلق والثبات على الدين …
عباد الله من آداب وأحكام العيد ما يلي :
– تحريم صوم يوم العيد؛ لما رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه أنه صلى قبل الخطبة ثم خطب الناس فقال: “يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون نُسُككم”.
– ومن السنة أن يخرج إلى العيد من طريق ويعود من غيره؛ لفعله صلى الله عليه وسلم فيما رواه جابر رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق” رواه البخاري.
– ولا بأس بالتهنئة في العيد، كأن يقول لمن لقيه: تقبَّل الله منا ومنكم، وأعاده الله علي وعليك بالخير والبركة، وعيدكم مبارك، قال أحمد بن حنبل.
– إصلاح ذات البين….
الدعاء : اللهم إنا نسأل أن تتقبل منا صلواتنا وصيامنا وقيامنا ودعائنا، وأن لا تضرب بشيء من ذلك وجوهنا، عاملنا يا مولانا بما أنت له أهل فأنت أهل التقوى والمغفرة ، ولا تعاملنا بما نحن له أهل فنحن أهل المعصية والتقصير.
يا رب العالمين، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا، فاغفر لنا جميعاً ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسررنا، وما أعلنا، فأنت ربنا، الغني عنا، ونحن الفقراء إليك، يا مولنا يا رب العالمين، لا ترد أكفنا الساعة خائبة عن باب كرمك وجودك .
يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام اجعل في قلوبنا نورا، و في قبورنا نورا، و في أسماعنا نورا وفي أبصارنا نورا و عن أيماننا نورا وعن شمالنا نورا، و من فوقنا نورا ومن تحتنا نورا و في عظمنا نورا و في لحمنا نورا و في أنفسنا نورا، وفي أهلنا نورا ، وفي آبائنا نورا، و في أمهاتنا نورا، و في ذريتنا نورا ، و أعطنا نورا، وأعظم لنا نورا، واجعل لنا نورا فأنت نور السماوات و الأرض يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِوبنا وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْورنا وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِنا وَتُصْلِحُ بِهَا غَائِبِنا وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِنا وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِنا وَتُلْهِمُنِنا بِهَا رُشْدِنا وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِنا وَتَعْصِمُنِنا بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ
اللَّهُمَّ أَعْطِنِنا إِيمَانًا وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ وَرَحْمَةً نَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّنا نَسْأَلُكَ الْفَوْزَ فِي الْعَطَاءِ وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ وَالنَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ
نسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الْأُمُورِ وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ الْبُحُورِ أَنْ تُجِيرَنِا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقُبُورِ.
اللَّهُمَّ ذَا الْحَبْلِ الشَّدِيدِ وَالْأَمْرِ الرَّشِيدِ نَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ الرُّكَّعِ السُّجُودِ الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَأَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ
اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين ودمر أعداء الدين ، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ، إنهم لا يعجزونك .
اللهم ألطف بنا في قضائك و قدرك لطفا يليق بكرمك يا أكرم الأكرمين، يا سميع الدعاء ، يا ذا المن والعطاء .
اللهم أصلح حال المسلمين، اللهم أجمع كلمتهم على ما يرضيك، اللهم وجه أفئدتهم إلى ما فيه رضاك يا رب العالمين، اللهم أصلح قادة المسلمين اللهم أوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتم عليه، طهر اللهم قلوبهم من كل وصف يباعدهم عن مشاهدتك والإيمان بك يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعل هذا البلد بلداً آمناً مطمئناً رخياً مستظلاً بظل كتابك، ملتزماً بهدي نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
اللهم وفّق عبدك الخاضع لجلالك أمير المؤمنين محمد السادس للسير على صراطك، ولاتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
د. الحسين الموس