700 مليون شخص حول العالم يعيشون ضمن فئة “الفقر المدقع”

يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم ضمن فئة “الفقر المدقع” بحسب البنك الدولي على أقل من 2.15 دولار أمريكي للفرد يوميا.

ووفقا لتقرير البنك الدولي لعام 2024، يعيش 8.5 بالمئة تقريبا من سكان العالم في فقر مدقع، وهو ما يعادل قرابة 700 مليون شخص. ويُعد من يعيشون على أقل من 2.15 دولار أمريكي للفرد يوميا فقراء جدا.

ويعيش ما يقرب من 3.5 مليار شخص حول العالم على أقل من 6.85 دولار أمريكي للفرد يوميا، وهو مستوى معيشي منخفض جدا ويُصنفون ضمن الفقراء في البلدان متوسطة الدخل.

وتبرز مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا كأكبر مناطق شهدت انخفاضا في معدلات الفقر على مدار الـ25 عاما الماضية، فيما تشير التقديرات إلى أن 7.3 بالمئة من سكان العالم سيعيشون في فقر مدقع بحلول عام 2030.

الفقر في المغرب

تُظهر بيانات عام 2025 اتجاهاً مختلطاً بشأن الفقر في المغرب: من جهة، تراجع الفقر متعدد الأبعاد بشكل كبير بين عامي 2014 و 2024، مع انخفاض نسبة الفقراء من 11.9% إلى 6.8%. ومع ذلك، تشير تقديرات حديثة إلى أن الفقر لا يزال يمثل تحدياً، خاصة مع وجود ما يقارب 2.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر وما يصل إلى 4 ملايين آخرين مهددون بالفقر في عام 2025. كما أن الفقر يتركز بشكل أكبر في المناطق الريفية.

التطورات الرئيسية في عام 2025:

  • تراجع الفقر متعدد الأبعاد:

انخفض معدل الفقر متعدد الأبعاد من 11.9% إلى 6.8% بين عامي 2014 و 2024. وهذا يعني انخفاض عدد الفقراء من حوالي 4 ملايين إلى 2.5 مليون نسمة.

  • الفقر كظاهرة قروية:

لا يزال الفقر يتركز بشكل كبير في المناطق الريفية، حيث يعيش حوالي 72% من الفقراء في القرى.

  • الفقر والهشاشة:

يشمل الفقر في المغرب أبعاداً أخرى غير القدرة الشرائية، مثل الحرمان من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والسكن.

  • الاستقرار الهش:

على الرغم من التحسن، يشير التقرير إلى وجود استقرار هش للعديد من الأسر، لا سيما في المناطق الريفية، مما يستدعي الحاجة إلى سياسات أعمق لمعالجة جذور الفقر.

  • التحديات المستقبلية:

يواجه المغرب تحديات تتعلق بتداعيات التغيرات المناخية، ما يزيد من حجم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالكوارث الطبيعية.

التوقعات والتحديات:

  • نمو اقتصادي:

من المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي المغربي إلى 4.6% في عام 2025، مما قد يساعد في مكافحة الفقر.

  • هشاشة بنيوية:

تشير الدراسات إلى وجود هشاشة بنيوية في بعض المناطق، خاصة في القرى، مما يستوجب استراتيجيات متكاملة لمعالجة الفقر بشكل شامل بدلاً من التدخلات الظرفية.

  • تفاوتات إقليمية:

لا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين المناطق الحضرية والريفية، لا سيما فيما يتعلق بجودة الخدمات واستمراريتها، مما يزيد من حدة المشكلة في بعض المناطق.

بشكل عام، لا يزال الفقر يمثل تحديا كبيرا في المغرب، على الرغم من التقدم الملحوظ في معالجة الفقر متعدد الأبعاد. وتتطلب معالجة هذه الظاهرة استراتيجيات وسياسات متكاملة تهدف إلى معالجة جذور الفقر في المناطق الأكثر تضررا، وضمان استدامة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

موضوع عام 2025

ويُراد من اليوم الدولي للقضاء على الفقر الذي يحتفل به في 17 أكتوبر من كل سنة، إبراز أن تخفيف الفقر قضية كرامة وعدل وانتماء، لا مسألة دخل فحسب. ويركز موضوع هذا العام على “القضاء على الإساءة الاجتماعية والمؤسسية بكفالة الاحترام وتقديم الدعم الفعّال للأُسر”، مع غاية واضحة: إيلاء الأولوية للأشد تخلّفًا، وتشييد مؤسسات تُعين الأُسر على التماسك والازدهار وصوغ مستقبلها بيديها.

وتواجه الأُسر التي تعيش في الفقر غالبا وصمًا ومعاملة عقابية في أماكن يُفترض أن تقدم لها العون: المدارس والعيادات ومكاتب الرعاية الاجتماعية ونُظم حماية الطفل. وتشير الأمهات المنفردات والأُسر من الشعوب الأصلية والفئات التي طاولها التمييز تاريخيً إلى تعرضها لأحكام مسبقة وسياسات ضبط تقوّض الثقة والقدرة على تقرير المصير، وتفضي أحيانا إلى تفكك أسري تُكره عليه الفاقة بما يخلّف أضرارًا عاطفية واجتماعية مستدامة للأطفال والآباء معًا.

ومن أجل تغيير المسار، يدعو موضوع هذا اليوم إلى ثلاثة تحولات:

من الضبط إلى الرعاية: تصميم خدمات تنطلق من الثقة، مع تقليص الشروط الجزائية، وتبسيط المستندات، وإعلاء شأن التفاعلات المحترِمة التي تتمحور حول الإنسان.

من الرقابة إلى الدعم: إعادة توجيه الاستثمارات بعيدًا عن الرصد والإبعاد نحو خدمات تدعيم الأسرة: دعم الدخل، ورعاية الطفولة السليمة، والسكن الملائم، ورعاية الصحة النفسية، ودعم الوالدية، وإتاحة سبل العدالة.

من الفوقية إلى الحلول التشاركية: إشراك الأُسر التي تعيش في الفقر في جميع المراحل: التقييم، والتصميم، وإعداد الميزانيات، والتنفيذ، والتقييم اللاحق، بحيث تعكس السياسات الاحتياجات والقيود الواقعية.

حقائق وأرقام

  • أكثر من 690 مليون شخص يعيشون فقرًا مدقعًا من حيث الدخل (أقل من 2.15 دولار يوميًا)، ويعيش ما يقرب من نصف سكان العالم دون 6.85 دولارات يوميًا، ما يترك كثيرين على بُعد صدمة واحدة من العوز.
  • الفقر ديناميكي: كثيرًا ما تنتقل الأُسر داخله وخارجه، وكثير من مسارات الخروج من ربقته مؤقتة، ومنع الانزلاق إليه لا يقل أهمية عن انتشال من يقبعون فيه.
  • نحو 1.1 مليار شخص يقاسون فقرًا متعدد الأبعاد، مع حرمان متقاطع في الصحة والتعليم ومستويات المعيشة؛ وقد تفوق الفجوات داخل البلدان الفجوات بين البلدان.
  • الصدَمات المناخية تُصيب الأشد فقرًا على نحو غير متناسب: فالنصف الأفقر من العالم يسهم بنصيب ضئيل من الانبعاثات، لكنه يتحمل حصة كبيرة من خسائر الدخل الناجمة عن الأخطار المناخية.
  • تفاقم النزاعات الفقر: فقد ارتفعت نسبة من يعيشون فقرًا مدقعًا في البيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات ارتفاعًا حادًا، وتتعرّض جماعات واسعة بانتظام للعنف والاضطراب.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى