7 سلوكيات ضارة تدمر شخصية الطفل
من المؤكد أن الأطفال ساعة يولدون لا يحملون معهم دليلا مفصلا للآباء حول كيفية التصرف والتعامل معهم. لذلك، عادة ما يقع الأولياء في الكثير من الهفوات التي تشمل السلوكيات الضارة التي تعرقل بناء شخصية أطفالهم بشكل متوازن وسليم.
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة “موخير كون سالود” الإسبانية، بينت الكاتبة راكيل ليموس رودريغيز أن الأولياء يبذلون قصار جهدهم في تربية أطفالهم. ولكنهم قد لا يدركون أحيانا أن بعض الممارسات السيئة من شأنها أن تلحق الضرر بأبنائهم أكثر من أن تنفعهم.
ويسلط هذا التقرير الضوء على هذه المسألة حتى نتمكن من اكتشاف هذه السلوكيات التي نمارسها دون وعي في كثير من الأحيان.
وأكدت الكاتبة أن العاطفة الأبوية وحدها غير كافية، ومن الضروري أن يعي الآباء أهمية النقد الذاتي لطريقة تربيتهم لأطفالهم وأن يحددوا السلوكيات التي يمكن أن تضر بأبنائهم، حيث يمكن أن تؤثر على احترام الأبناء لذواتهم وتتسبب لهم مشاكل جسيمة في المستقبل.
لا يمكن التساؤل عما إذا كان الآباء مذنبين بشأن ارتكابهم لهذه السلوكيات الضارة، ذلك أن ما يقومون به أحيانًا بكل بساطة هو عملية “نسخ” لكل الممارسات التي تلقوها من آبائهم في الماضي. وهذا يعني أنه لا توجد مادة أو دليل يعلم الأشخاص كيف يصبحون آباء صالحين، وإنما الأبوة تُكتسب عن طريق الخبرة والتجارب الحياتية.
ونقدم هنا سبعة سلوكيات ضارة لها تأثير سلبي على تطور الأطفال:
1- النقد اللاذع
ذكرت الكاتبة أن الطريقة الصحيحة والمثلى في التعامل مع الأخطاء التي يقترفها الأبناء تتمثل في تحديد هذه الأخطاء أولا، لأن ذلك يساعد الطفل على تغيير سلوكه ومعرفة هفواته. ويجب أن يعي الوالدان أن الاعتماد على النقد بمفرده في جميع المواقف لا يمكنه أن يُفيد الطفل، بل بالعكس، قد يتسبب النقد اللاذع المتكرر في شعور الطفل بالعدمية وقلة الثقة في قدراته ومميزاته.
2- معاقبة الطفل على العواطف السلبية
أشارت الكاتبة إلى أننا نميل في أغلبية الأحيان إلى تصنيف العواطف بين إيجابية وأخرى سلبية، ولكننا لا ندرك حقا أن الكثير من العواطف السلبية قد تكون إيجابية في حقيقة الأمر.
فعلى سبيل المثال، يمكن للشعور بالخوف أن ينقذ حياتنا في مواقف كثيرة. فضلا عن ذلك، يجب أن نترك مجالا لأطفالنا للتعبير عن مشاعرهم، مثل البكاء والإفصاح عن الشعور بالحزن، وإظهار الخوف في حال شعروا به. ولا يجب أن نعتمد سياسة القمع والضغط على الأطفال لأن نتائجها تؤثر على شخصية الطفل في حاضره ومستقبله على حد سواء.
3- أخذ القرار مكانهم
بينت الكاتبة أن صغر سن الأطفال لا يعني أن نحرمهم من التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم ولو كانت بسيطة. ولا شك أنه في بعض القرارات يتطلب تدخل الآباء، إلا أن هناك بعض المسائل التي لا تحتاج ذلك. ومن الضروري أن يستمع الأولياء لأطفالهم ويمنحوهم مساحة من الحرية في اتخاذ بعض القرارات الخاصة بهم لأن ذلك سوف يعزز سلامتهم وليس العكس.
4- غرس مشاعر الخوف
ذكرت الكاتبة أن الأطفال يجب أن يترعرعوا في بيئة آمنة ومستقرة بعيدا عن كل ما يمكن أن يشعرهم بالخوف. ويستفيد الأطفال من ارتكاب الأخطاء، واكتشاف العالم من حولهم، واختبار الحياة. وإذا شعر الطفل بالخوف، فسوف يصبح غير آمن وخائفا حتى من نفسه، لذلك من المهم أن نتجنب غرس هذا الشعور في أطفالنا لأنه يفقدهم متعة الحياة.
5- تحميلهم ذنب إحباط الآباء
في بعض الأحيان، يجعل الآباء أبناءهم يشعرون بالذنب إزاء أشياء ليس لهم أي صلة بها. ويمكن أن تسبب هذه المسألة الكثير من المشاكل النفسية للأطفال في المستقبل، حيث تشعرهم بالذنب وجلد الذات دون وعي منهم. ولا ينبغي لأحد أن يجعل الآخرين يشعرون بالذنب، والأمر سيان بالنسبة الآباء والأمهات تجاه أبنائهم.
6- الحب المشروط
حب الآباء لأطفالهم يجب ألا يكون مشروطا، ولا يمكن أن يعتمد على الإنجازات أو السلوكيات التي يتمتع بها الأطفال. ويمكن للحب المشروط أن يُولد لدى الأطفال شعورا بأنهم غير محبوبين أو غير مرغوب بهم وهو ما يمكن أن يلازم الطفل طيلة حياته.
7- عدم وضع قيود
نوهت الكاتبة بأن الآباء يقعون في هفوة عدم وضع حدود أو قيود لأطفالهم، خاصة عند وجود الكثير من الأطفال وهنا يكمن الخطأ. ففي الواقع، يحتاج الأطفال إلى حدود تسمح لهم بأن يكونوا آمنين في العالم الذين هم بصدد اكتشافه. ويلعب رسم الحدود دورا إيجابيا في بناء شخصية الطفل، لأنه في غيابها يبدأ في اكتساب سلوك سلبي يجعل التعامل معه صعبا.
المصدر : مواقع إلكترونية