400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعا في غزة وعدد النازحين في لبنان يتجاوز المليون
أسفرت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي بدعم من الولايات المتحدة، عن استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 150 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وتشير التقديرات إلى أن 11 ألف شخص في عداد المفقودين، ويُفترض أنهم استشهدوا وسط تدمير هائل للبنية التحتية المدنية. ويواجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة المجاعة بسبب القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على تسليم المساعدات.
وارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان في آخر تحديث إلى أزيد من 2350 شخصا و10 آلاف و306 جريحا حسب ما أعلنت عنه وحدة الاستجابة للأزمات في لبنان في آخر حصيلة لها، جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه.
وسجلت وزارة الصحة اللبنانية أمس الثلاثاء، 146 غارة جوية وحوادث قصف خلال اليوم الماضي، معظمها في جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع.
400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعا وعطشا
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن أكثر من 400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعًا وعطشًا في شمال وادي غزة، جراء قرار إسرائيل المُعلن والمُطبّق بمنع وصول أي مساعدات أو بضائع إليهم منذ عدة أسابيع، في وقت تواصل فيه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسعًا على شمال غزة لليوم العاشر على التوالي لتفريغ المنطقة من سكانها.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له، أن نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين منذ 10 أيام كاملة على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه للمنطقة وارتكاب جرائم قتل أدت إلى استشهاد أكثر من 350 فلسطينيًّا، وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى التدمير الواسع في المنازل والمباني السكنية.
وأبرز الأورومتوسطي، أن عشرات الفلسطينيين المحاصرين في مخيم جباليا اضطروا تحت وطأة الجوع وبعد نفاد كل ما لديهم من مواد تموينية قليلة، للتوجه صباح يوم الإثنين إلى مركز التموين الرئيس التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” للحصول على طعام لعوائلهم، إلاّ أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفهم بالقذائف، إلى جانب إطلاق النار من طائرات كوادكابتر المسيرة، ما أدى إلى اسشهاد 10 وإصابة 40 آخرين على الأقل، وما يزال العديد من الضحايا ملقون في الشوارع ويتعذر نقلهم إلى المستشفى.
وطالب المرصد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك.
وأفادت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل 85% من حركة المساعدات إلى شمال غزة. وحذرت من أن الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة وصل إلى مستويات كارثية بسبب تكثيف العمليات الإسرائيلية، التي “تهدد بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة”.
مليون و200 ألف نازح بلبنان
أعلنت وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية في أحدث تقرير لها أن العدد الإجمالي للنازحين ارتفع إلى مليون و200 ألف شخص، بينهم 172 ألفا مسجلين في مراكز الإيواء، كما أشار التقرير إلى أن عدد مراكز الإيواء بلغ حوالي 874 مركزا، ويستمر هذا الرقم في الازدياد مع تواصل النزوح من جنوب لبنان وشرقه، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويتفاقم النزوح في لبنان مع استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي طال مؤخرا الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفر عن موجة نزوح جديدة نتيجة الغارات الجوية، ناهيك عن التهديدات بتهجير العديد من الأحياء والمباني السكنية والمدن الجنوبية، ما يعمق الأزمة الإنسانية المستفحلة.
ورغم الجهود الحكومية لتنفيذ خطة طوارئ لتأمين مراكز إيواء وتوفير الاحتياجات الأساسية، فإن الأعداد الهائلة من النازحين تفوق الإمكانات المتاحة، مما يجعل التعامل أكثر صعوبة. ولجأ معظم النازحين إلى المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث تقدم مساعدات إنسانية محدودة.
بالمقابل، تحاول منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية المساعدة وسد الفجوة وتقديم الدعم، ولكن رغم الجهود التي تبذلها فإن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة. الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة تحاول تأمين بعض المساعدات، إلا أن الزيادة المستمرة في أعداد النازحين تشكل تحديا كبيرا.