قال الدكتور عادل رفوش إن المشاركة مصلحة في ذاتها ..: فالمتخلّي عن المشروع الإصلاحي في مجال التدافع السياسي مُخذلاً ومثبّطاً بدعوى وجود مفاسد أكبر.. كالمتخلي عن مغربية الصحراء بدعوى وجود مفاسد.. وكالمتخلّي عن التعليم الديني لمفاسدِ جامعاته ووو.. وتأييد الحق حق، والصبر في سبيله دأب عقلاء المرابطين، واحمدوا الله أن وجدتم فيكم من يقوم عنكم بهذا الفرض الكفائي المَرير.. وسَتَتَمَنَّوْهُ! لك الحق في الترْك ولكن لا حق لك في شرعنة تَرْكٍ لا هو مقاطعة لأنك تؤمن بالمشاركة، ولا هو مشاركة لأنها لا تحقق أحلامك حسب ظنّك… فأصحاب المقاطعة الناقِمة الفاصلة أصدقُ دعوى من أصحاب دَعْوَىٰ المشاركة ولكن لا جدوى الآنَ من المشاركة …
وأضاف رفوش المدير العلمي لمؤسسة في تدوينة على صفحته بالفايسبوك مَن قال بأن التدافع مؤقَّتٌ حتى يُقال انتهى الوقتُ!؟ -ومن كان مقاطعاً فليقدّم بديلا عملياًّ تنافسياًّ واقعيا ..
وتساءل رفوش: هل يصح -مثلاً- هَجْرُ المعاهد الشرعية، وقد رأيناها لا تحققُ المرادَ، وربما لم تعد تُخرِّج لنا إلا المتعالمين، وكثيرٌ من أهل الشهادات صار وبالا على الدين والفتوى! فهل نترك النضال التعليمي لوجود هذه المفاسد الكبرى التي تجعل الناس تتوهم من ليس عالِماً عالِماً… ومَن لا يحق له الكلام متكلّماً ومنظِّراً؛ وهذا أخطرُ مِنْ هفوات السياسة وتقصير السياسيين أو نستمر في الإصلاح وتقويم المجال بالممارسة حتى يفتَح الله..
إنّ تعاظم المفاسد يوجب الثبات أكْثَرَ على التدافع.. “لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالَكم” .. ولو أردنا هَجْر كل مجالٍ صعْب المراس لما كان هناك رباط ولا جهاد ولا اجتهاد ولا كان السابقون الأولون .. ولتركنا الكثير من أبواب الإصلاح التي لا تخلو من ابتلاء وانتكاس واضطرار..
هكذا هي سفينة الإصلاح لا توجد فيها خروقات فقط بل قد تحتاج فعل الخَرْق لنجاتها لا لغرقها.. وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ..
الصحراء/ السياسة/العلم/الدعوة/الإعلام/المال… كلها منطق واحد.. يجب الثبات والاستمرار والتحمل.. سددوا وقاربوا.. وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون .. وإلا فلن يتحقق مُرادٌ بتاتا ..
ومن جميل العِبر عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لما بان أن الكرسي فارغ لا يكاد يُثْمر شيئاً…