التوحيد والإصلاح تفتتح موسمها الدعوي الجديد، وتصدر بلاغا في عدد من القضايا التنظيمية والوطنية والدولية(البلاغ)
افتتح المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الموسم الدعوي الجديد للسنة الثالثة من هذه المرحلة(2018ـ2022)، بلقاء تدارس فيه مجموعة من القضايا التنظيمية والوطنية والدولية، والتي أصدر في شأنها بلاغا، وقد وقف المكتب في لقاءه الافتتاحي لهذا الموسم الدعوي الجديد والذي عقد يوم السبت 23 محرم 1442ه الموافق لـ 12 شتنبر 2020م على عده قضايا، من أبرزها: تطورات الحالة الوبائية ببلادنا والحاجة للتعبئة الوطنية الجماعية، والدخول المدرسي الجديد، في ظل الوضعية الاستثنائية التي تعرفها بلادنا، ووضعية المساجد، وحماية سلامة المواطنين ومكافحة الإرهاب ، وقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، والإتفاق الليبي ببوزنيقة، والتضامن مع الشعبين اللبناني والسوداني.
وفيما يلي نص البلاغ:
بـــــــــــلاغ |
انعقد بحمد الله وتوفيقه اللقاء العادي للمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح يومه السبت 23 محرم 1442ه الموافق لـ 12 شتنبر 2020م وهو اللقاء الافتتاحي للموسم الدعوي الجديد، واجتمع المكتب بشكل حضوري بالنسبة لنصف أعضائه وعن بعد بالنسبة للنصف الآخر، وذلك في التزام بالإجراءات الوقائية الضرورية الموصى بها من قبل الجهات المختصة. وقد تدارس المكتب عددا من القضايا التنظيمية والوطنية والدولية، وتوقف بالخصوص على ما يلي:
حيث توقف المكتب عند تطورات الحالة الوبائية في ظل تزايد عدد الوفيات والإصابات بفيروس كوفيد 19 رغم الجهود المبذولة ، وبهذه المناسبة يجدد المكتب تعازيه لعائلات من قضوا نحبهم وترحمه عليهم، والتضرع لله العلي القدير بأن يرفع هذا الوباء ويشفي كافة المصابين، مع تأكيده على ضرورة التحلي بالصبر والالتزام الجماعي بالوقاية، والتعاون والتضامن بين الجميع من أجل مقاومة تفشي هذا الوباء. كما يجدد المكتب التذكير بما سبق أن أصدره في ندائه المؤرخ في 08 يونيو 2020 من ضرورة التعبئة الجماعية واستخلاص الدروس والعبر للمستقبل، كما يؤكد المكتب على ضرورة الإشراك الفعلي لمنظمات المجتمع المدني وضمان انخراطها في التوعية والتحسيس والتخفيف من تداعيات الوباء الاجتماعية والاقتصادية والثقافية…
وهو مناسبة لتقديم التحية الصادقة لرجال ونساء التعليم ولكافة الأطر الإدارية والتربوية الساهرة على المنظومة التربوية مع التذكير بأهمية إيلاء الرسالة التربوية التقدير الكامل، والتنويه بالجهود الرسمية والأسرية والمجتمعية المبذولة للنهوض بالمدرسة المغربية، والتنبيه إلى جملة من الاختلالات التي وجب الاعتناء بها ومعالجة جوانب القصور فيها، وخاصة منها توفير وسائل الوقاية والحماية في ظل تفشي الوباء، وتوفير الإمكانات المادية واللوجستيكية الكفيلة بإنجاح العملية التعليمية حضوريا أو عن بعد ، وخاصة في المناطق الهشة…. كما يؤكد المكتب على ضرورة الإشراك الحقيقي لجمعيات المجتمع المدني – وخاصة جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ – في تدبير الشأن التعليمي لتجاوز هذه الظروف الصعبة. وستصدر الحركة بيانا خاصا ومفصلا في موضوع الدخول المدرسي والجامعي الجديد.
حيث سجل المكتب بارتياح ما عبر عنه رواد المساجد المفتوحة من انتظام واحترام لضوابط الوقاية ، كما نوه بالتعاطي المسؤول للوزارة الوصية في تدبير الملف، وبعد التقييم الإيجابي للمرحلة السابقة منذ عودة فتح بعض المساجد يدعو المكتب إلى مواصلة الفتح التدريجي لباقي المساجد التي تتواجد في مناطق غير موبوءة ومنها المساجد بالعالم القروي، مع الحزم في الحالات التي توجد في مناطق موبوءة أو تلك التي لا تتقيد بالضوابط الموصى بها
حيث توقف المكتب عند حدث تفكيك خلية إرهابية، من طرف المكتب المغربي للأبحاث القضائية، كان يخطط أفرادها لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف مواقع حساسة في المملكة. وإذ يجدد المكتب التنفيذي تنويهه بالجهود المبذولة من مختلف الأجهزة الأمنية لحماية سلامة المواطنين والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف استقرار البلاد ، فإنه يؤكد على ضرورة اعتماد مقاربة مندمجة وتشاركية تسهم فيها كل مكونات المجتمع ومؤسساته في إطار دولة الحق والقانون، من أجل تحصين الشباب المغربي من دعاوى التطرف والغلو، وتعزيز جهود ترشيد التدين الوسطي المعتدل..
حيث تدارس المكتب باستفاضة واقع الأمة العربية والإسلامية في ظل تمدد المشروع الصهيوني وانخراط عدد من الأنظمة العربية بشكل رسمي ومعلن (كالإمارات العربية المتحدة والبحرين) في اتفاقيات للتطبيع مع الكيان المحتل – بدعم من الإدارة الأمريكية في إطار صفقة القرن المشؤومة- وذلك في اعتداء صريح على حقوق الشعب الفلسطيني، ونكوص وانقلاب واضح على مواقف عربية وإسلامية ما فتئت الشعوب وقواها الحية تعبر عنها في مختلف المناسبات والمحافل، من خلال الدعم المتواصل للكفاح الفلسطيني والمناهَضة للمشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض الفلسطينية وتشريد سكانها وقتل أبنائها وتعذيب معتقليها وتهويد مقدساتها… وتأكيدا على إجماع الشعب المغربي وكل قواه الحية الثابتة على موقف الدعم المتواصل للكفاح الفلسطيني والمناهضة المستمرة للمشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض الفلسطينية وتشريد سكانها وقتل أبنائها وتعذيب معتقليها وتهويد مقدساتها، فإن المكتب التنفيذي يجدد رفضه المبدئي والمطلق لكل العلاقات التطبيعية مع الكيان الصهيوني، ويَعُدُّها خيانة للقضية الفلسطينية وطعنة غدر للشعب الفلسطيني المقاوم، وتأتي ضمن مسلسل التنازلات والمواقف الانهزامية التي لا يمكنها أن تجلب للأمة أية مصلحة، بل تسهم في مزيد من الخذلان وتبييض جرائم الاحتلال الصهيوني، وإضفاء الشرعية على تواجده وتكريس سيطرته على حساب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. كما يهيب المكتب بكل أحرار العالم من شعوب وحكومات إلى الصمود في مناصرة حقوق الشعب الفلسطيني المقاوم التي لا تقبل تقادما ولا مساومة، ويجدد اعتزازه بمواقف الممانعة المعبر عنها من طرف عدد من الأنظمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الموقف المغربي المشرف المنسجم مع المواقف التاريخية لبلادنا رسميا وشعبيا.
وذلك بعد استئناف الحوار بين الإخوة الليبيين بضواحي بوزنيقة المغربية واطلاق مسار التفاهم والتوافق لما فيه مصلحة الشعب الليبي الشقيق وتفويت الفرصة على المشاريع المعادية، خاصة بعد عقد اتفاق شامل حول تولي المناصب السيادية. وإذ يثمن المكتب التنفيذي هذا الإتفاق فإنه ينوه بالدور المغربي الإيجابي في توفير شروط نجاح هذا الحوار. وهو موقف ينسجم مع الأدوار التاريخية للمغرب في تعزيز المصالحة والسلم واحترام سيادة الشعوب. وسيرا على نفس النهج يدعو المكتب مختلف القوى الحية في الأقطار العربية والإسلامية إلى سلوك سبيل الحوار والتوافق في حلِّ أزماتها بما يحقق الحرية والكرامة للشعوب، ويسهم في تقوية الصف الوطني لمواجهة الإختراق الصهيوني وكافة المشاريع الطائفية والاستئصالية المعادية لتطلعاتها الديمقراطية والتنموية.
بخصوص بعض المآسي والكوارث التي تعرضا لها، حيث عرف الشعب اللبناني انفجار مرفأ بيروت، والشعب السوداني فيضانات اجتاحت البلاد وخلفت آثارا كارثية، وهي مناسبة للتعبير عن مشاعر الأخوة والمواساة للشعبين الشقيقين اللبناني والسوداني، وللتنويه بجهود الدعم والتضامن التي قامت بها بلادنا على عادتها، والدعوة إلى مواصلة القيام بواجب الأخوة الذي يحث عليه ديننا الحنيف. وختاما يهيب المكتب التنفيذي بكافة المواطنين والمواطنات وأعضاء حركة التوحيد والإصلاح إلى الانخراط الإيجابي والفعال في الالتزام بمعايير السلامة والمساهمة في التوعية والتحسيس بمخاطر الوباء وسبل الوقاية منه، كما تدعو هيئاتها المجالية إلى مضاعفة جهودها في التربية والدعوة والإصلاح وحسن الإعداد للموسم الدعوي الجديد، خدمة لوطننا ومجتمعنا وقياما بواجبنا مصداقا لقوله عز وجل: ” إِنْ اُرِيدُ إِلَّا الْاصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.
وحرر بالرباط في 23 محرم 1442 هـ موافق 12 شتنبر 2020م إمضاء: عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح |